1446 йил 10 зулқаъда | 2025 йил 07 май, чоршанба
Минтақа:
Тошкент
ЎЗ UZ RU EN

Мабдаул қироат (3-китоб)

 

Бошланғич араб тили ўрганувчиларга қўлланма

 

Нашрга:

Анвар Аҳмад

тайёрлади

1 عِنْدَ الْمُعَلِّمِ الْمريضِ

0:00
0:00

إِنَّ وَالِدَتَنَا كَانَتْ تُوصِنَا دَائمًا بِزِيَارِةِ أَقاربِنَا وَأَصْدِقَائنَا وَعِيَادَتِهِم إِذَا مَرِضُوا. وَكُنَّا أَيْضًا نَسْمَعُ كَثِيرًا تِلْكَ الوَصِيَّةَ نَفْسَهَا مِنْ مُعَلِّمنَا الْمَحْبُوبِ. لِذَلِكَ اعْتَدْتُ أَنَا وَأَخِي الصَّغِيرُ كَرِيْمٌ أنْ نَذْهَبَ كل جُمْعَةٍ إلَى عَمَّتِنَا وَنَسْأَلَهَا عَنْ صِحَّتِهَا. وَهَكَذَا كُنَّا نَزُورُ خَالَنَا إِبْرَاهِيمَ وَبِنْتَ عَمِّنَا فَاطِمَةَ. وَكَانَ هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ يُسَرُّونَ كَثِيرًا بِزِيَارَتِنَا إِيَّاهُمْ وَيُتْحِفونَنَا بِشَيْءٍ مِنَ التُّفَّاحِ أَوِ البُرْتُقَالِ أَوْ غَيْرِهِمَا مِنَ الفَوَاكِهِ، وَكَثِيرًا مَا كُنَّا نَشْرَبُ مَعًا الشَّايَ أَوْ نَتَغَدَّى. هَكَذَا كَانَ حَالُنَا مَعَ هَؤُلاَءِ الأقَارِبِ.

مَرَّةً جَاءَ إِلَيْنَا اِبْنُ عَمَّتِنَا سَعِيدٌ فِي السَّاعةِ السَّابِعَةِ وَنِصْفٍ صَبَاحًا عَلَى خِلاَفِ عَادَتِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ وَالِدَتَهُ مَرِضَتْ مَرَضًا شَدِيدًا. فَقُمْنَا لِذَلِكَ الْخَبَرِ وَقَعَدْنَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْنَا حُزْنٌ شَدِيدٌ. وَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَأَخِى مُسْتَعِدَّيْنِ للذِّهابِ إلَى الكُتَّابِ. فَتَقَدَّمْتُ إلَى وَالِدَتِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أَذْهَبَ مَعَهَا إلَى عَمَّتِنَا بَدَلَ الذَّهَابِ إلَى الكُتَّابِ. فَقَالَتْ: لاَ، يَا بُنَيَّ! لاَ يَنْبَغِي للتِّلْمِيذِ أنْ يَتَخَلَّفَ عَنِ الدَّرْسِ عَلَى حَالٍ سِوَى الْمَرَضِ. فَاذْهَبَا حَالاً إلَى الكُتَّابِ وَبَعْدَ الدَّرْسِ تَعُودَانِ عَمَّتَكُمْ وَأَنَا أَكُون أَيْضًا هُنَاكَ.

مَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ. فَكَأَنَّ الثَّانِيَةَ دَقِيقَةٌ والدَّقِيقَةَ سَاعَةٌ. كَانَ أَوَّلاً دَرْسُ الْحِسَابِ ثُمَّ القِرَاءَةُ العَرَبِيَّةُ ثُمَّ دَرْسُ الإنْشَاءِ ثُمَّ دُرُوسُ الأشيَاءِ ثُمَّ الرَّسْمُ. وَكُنْتُ فِي الْحِسَابِ مُقَدَّمًا عَلَى جَمِيعِ التَّلاَمِذَةِ. وَلَكِنَّ اليَوْمَ مَا تَيَسَّرَ لِي أنْ أحُلَّ جَيِّدًا وَلاَ مَسْئَلَةً وَاحِدَةً. وَقَدْ تَفَرَّسَ الْمُعَلِّمُ لِمَا نَزَلَ بِي من الكَآبَةِ وَكَانَ فَطِنًا حَسَّاسًا بَعِيدَ النَّظَرِ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقُلْ لِي فِي ذَلِكَ شَيْئًا وَإِنَّمَا سَرَدَ لِي بَعْضَ الْمُلَحِ. فَكَشَفَ عَنِّي بَعْضَ هَمِّي. وَكَانَتْ هِيَ عَادَتَهُ فِى مِثْلِ هَذِهِ الأحْوَالِ. وَلِذَلِكَ كُنَّا نُحِبُّهُ شَدِيدًا وَنُجِلُّهُ كَثِيرًا وَكَانَ بِنَا رَحِيمًا وَعلَيْنَا شَفُوقًا قَلَّمَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ.

وَحِينَ تَمَّ الدَّرْسُ وَأَذِنَ لَنَا الْمُعَلِّمُ بالإنْصِرَافِ لَمْ نَرْجِعْ إلَى البَيْتِ بَلْ سِرْنَا تَوًّا إلَى دَارِ عَمَّتِنَا. وَكَانَتْ وَالِدَتُنَا أَيْضًا هُنَاكَ. فَسَألْنَاهَا عَنِ الْخَبَرِ. فَقَالَتْ: قَدْ دُعِيَ الطَّبِيبُ وَعَايَنَهَا وَقالَ: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهَا مِنْ خَطَرٍ. فَفَرِحْنَا شَدِيدًا وَحَمِدْنَا اللهَ كَثِيرًا. وَلَمْ يَمْضِ عَلَى الوَاقِعَةِ عَشْرَةُ أَيَّامٍ حَتَّى شُفِيَتْ شِفَاءً تَامًّا وَصَارَتْ تُتْحِفُنَا عِنْدَ زِيَارَتِنَا إِيَّاهَا بِالْفَوَاكِهِ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ مِنْ قَبْلُ. وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوَاسِطِ يَنايِرَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

أَوصَى، يُوصِي، أَوْصِ، إِيْصَاءٌ

панд насиҳат қилмоқ

عَادَ، يَعُودُ، عُدْ، عِيَادَةٌ

касални зиёрат қилмоқ

الوَصِيَّةُ

тавсия, насиҳат

اِعْتَادَ، يَعْتَادُ، اِعْتَدْ، اِعْتِيَادٌ

одатланмоқ

سَرَّ، يَسُرُّ، سُرَّ، سُرُورٌ

хурсанд ва шод бўлмоқ

أتْحَفَ، يُتْحِفُ، أتْحِفْ، إتْحَافٌ

туҳфа ва совға бермоқ

عَلَى خِلاَفِ عَادَتِهِ

одатига хилоф равишда

قُمْنَا لِذَلِكَ الْخَبَرِ وَقَعَدْنَا

алғов‑далғов бўлиб кетдик

مُسْتَعِدٌّ

тайёр, ҳозир бўлмоқ

تَخَلَّفَ، يَتَخَلَّفَ، تَخَلَّفْ، تَخَلُّفٌ

қолдирмоқ

سِوَى

‑дан ташқари

مَا تَيَسَّرَ

осон бўлмади

أنْ أحُلَّ

ечмоқ

تَفَرَّسَ، يَتَفَرَّسُ، تَفَرَّسْ، تَفَرُّسٌ

сезиб қолмоқ

لِمَا نَزَلَ بِي من الكَآبَةِ

етган ғамгинлик

فَطِنٌ

фаросатли

حَسَّاسٌ

ҳассос, сезгир

بَعِيدُ النَّظَرِ

узоқни кўра оладиган

سَرَدَ، يَسْرُدُ، اُسْرُدْ، سَرْدٌ

ҳикоя қилмоқ

الْمُلَحُ

ажойиб, қизиқарли

نُجِلُّهُ

уни улуғлаймиз

شَفُوقٌ

шафқатли

قَلَّمَا

оз, нодир ҳолда

تَوًّا

дарҳол, ўша заҳоти

عَايَنَهَا

даволади

لَمْ يَمْضِ

ўтмади

2 - عِنْدَ الْمُعِلِّمِ الْمَرِيضِ (2)

0:00
0:00

جَاءَ فَصْلُ الرَّبِيعِ وَحانَ وَقْتُ الإمْتِحَانِ. وَأَخَذَ التَّلاَمِذَةُ يَسْتَعِدُّونَ لأدَاءِ الإمْتِحَانِ أَشَدَّ الإسْتِعْدَادِ. وَكَانَ أَخِي فِي الفَصْلِ الأوَّلِ وَأَنَا فِي الفَصْلِ الأَخِيرِ. وَلِذَلِكَ كَانَ اِجْتِهَادِي أَكْثَرُ مِن اجْتِهَادِهِ وَهَمِّي أَتَمَّ وَأَعْظَمَ. وَمَعَ ذَلِكَ كُنْتُ لاَ أَشُكُّ فِي أنْ أَنَالَ الشَّهَادَةَ مَعَ الْمُكَافَأَةِ الكُبْرَى. فِي اليَوْمِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ إِبْرِيلَ ذَهَبْنَا إلَى الكُتَّابِ صَبَاحًا كَعَادَتِنَا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَكَانَهُ نَنْتَظِرُ دُخُولَ الْمُعَلِّمِ. فَلَمَّا دَقَّ الْجَرَسُ دَخَلَ عَلَيْنَا مَحْمُود أَفَنْدِي مُعَلِّمُ الفَصْلِ الثَّانِي وَأَخْبَرَنَا أَنَّ مُعَلِّمَنَا لاَ يُمْكِنُهُ أنْ يَأَتِيَ اليَوْمَ لِمَا أَلَمَّ بِهِ مِنَ الْمَرَضِ، فَكَانَ لِهَذَا الْخَبَرِ وَقْعٌ شَدِيدٌ كَالصَّاعِقَةِ. والْحَقَّ أَقُولُ: إِنَّنَا لَمْ نَكُنْ نَعْدِلُ بِمُعلِّمِنَا عُثْمَانَ أَفَنْدِي أَحَدًا. وَذَلِكَ لِفَرْطِ شَفْقَتِهِ عَلَيْنَا وَحُبِّنَا إِيَّاهُ. وَلَكِنْ مَا الْحِيَلَةُ قَدْ كَانَ مَا كَانَ.

مَضَى خَمْسَةُ أَيَّامٍ وَلَيْسَ مِن الْمُعَلِّمِ أَثَرٌ وَلاَ خَبَرٌ. فَكَانَ مَحْمُود أَفَنْدِي الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ وَإِبْرَاهِيمُ أَفَنْدِي مُعَلِّمُ الفَصْلِ الأوَّلِ يَتَنَاوَبَانِ عَلَيْنَا بإلقَاءِ الدُّرُوسِ. وَكَانَ أَيْضًا مُعَلِّمَيْنِ مَاهِرَيْنِ وَمُرَبِّيَيْنِ رَحِيمَيْنِ، وَلَكِنَّ عُثْمَانَ أَفَنْدِي كَانَ أَمْهَرَ وَأَرْحَمَ. هكَذَا كُنَّا نَعْتَقِدُ. وَكَانَتْ تِلْكَ الأَيَّامُ الْخَمْسُ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ عَمَّتِي فِيهَا مَرِيضَةً. وَكُنْتُ قَدِ اسْتأْذَنْتُ وَالدَتِي مِرَارًا أنْ أَعُودَهُ وَلَمْ تَأَذَنْ لِي بِخَوْفِهَا مِنْ إِزْعَاجِي بِعِيَادَتِي إِيَّاهُ. فَفِي يوْمِ الْخَمِيسِ حَصَّلْتُ مِنْهَا الإذْنَ بَعْدَ تَوَسُّلٍ كَثِيرٍ، فَانْطَلَقْتُ إلَى بَيْتِ الْمُعَلِّمِ وَقَرَعْتُ البَابَ. فَخَرَجَتْ صَاحِبَتُهُ وَسَأَلَتْنِي عَنْ سَبَبِ مَجِيئِي ثُمَّ أَذِنَ لِي بِالدُّخُولِ. وَلاَ تَسْأَلْ عَنِ الدَّهْشَةِ الَّتِي اسْتَوْلَتْ عَلَيَّ حِينَ دَخَلْتُ عَلَى مُعَلِمِيَ الْمِسْكِينِ. كَانَتِ الْحُجْرَةُ ضَيِّقَةً مُظْلِمَةً وَكَانَ هُوَ مُسْتَلْقِيًا عَلَى سَرِيرٍ ضَيِّقٍ. فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِصَوْتٍ خَفِيٍّ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ قَلِيلاً وَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ. ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَاتِقِي وَقَالَ لِي: قَدْ أَحْسَنْتَ يَا وَلَدِي بِعِيَادَتِكَ إِيَّايَ. وَسَرَرْتَنِي كَثِيرًا بِذَلِكَ. وَأَنَا كَمَا تَرَى يَا عَزِيزِي، سَيِّئُ الْحَالِ. فَكَيْفَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ؟ أَظُنُّ أَنَّ اُمُورَ الكُتَّابِ جَارِيَةٌ فِي مَجْرَاهَا وَأَنَّكُمْ تَجْتَهِدُونَ عِنْد غِيَابِي كَمَا كُنْتُمْ تَجْتَهِدُونَ مِنْ قَبْلُ. وَكُنْتُ أَرَدْتُ أنْ اُبَيِّنَ لَهُ ذَلِكَ الْحُزْنَ الشَّدِيدَ الَّذِي اسْتَولَى علَيْنَا بِسَبَبِ مَرَضِهِ وَغِيَابِهِ عَنَّا. فَكَأَنَّهُ قَدْ فَطِنَ لِذَلِكَ فَبَاغَتَنِي قَائلاً: إِنِّي لاَ أَشُكُّ فِي مَحَبَّتِكُمْ إيَّايَ وَأَظُنُّكُمْ تَعْرِفُونَ أَيْضًا مِقْدَارَ حُبِّي إِيَّاكُمْ. وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ كَثِيرًا فِرَاقُكُمْ وَأَنَا أَرْجُوا اللهَ تَعَالَى أنْ يُشْفِيَنِى بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ عَاجِلاً فَأَكُونَ بَيْنَ ظَهْرَانَيكُمْ فِي الكُتَّابِ. ثُمَّ أَشَارَ إلَى الرَّسْمِ الْمُعَلَّقِ فِي الْجِدَارِ وَقَالَ: أَتَعْرِفُ مَنْ هُمْ فِي هَذَا الرَّسْمِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، هُمْ فُلاَنٌ وَأَصْحَابُهُ. قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا تَلاَمِذَةَ مُجْتَهِدِيْنَ وَمُؤَدَّبِينَ جِدًّا، فَهُوَ أَعْظَمُ مُسَلٍّ لِي فِي هَذَا الْحَالِ. حَيْثُ يُذَكِّرُنِي كُتَّابِي العَزِيزَ وَاشْتِغَالِي فِيهِ صَبَاحَ مَسَاءَ وَسَأُعَلِّقُ صُورَتَكَ وَصُوَرَ أَصْحَابِكَ أَيْضًا بَعْدَ إتْمَامِكُم الكُتَّابَ. هَلْ تُحِبُّونَ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ وَأَيَّ حُبٍّ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ تَأْخُذُهُ الْحُمَّى فاسْتَأذَنْتُهُ فِي الإنْصِرَافِ. فَتَنَاوَلَ بُرْتُقَالاً وَمَنَحَنِيهِ ثُمَّ قَالَ: اِعْلَمْ يَا حَبِيبِي، أَنَّ الإنْسَانَ لاَ يُدْرِكُ العُلَى إِلاَّ بِجِدٍّ وَتَعَبٍ. فَعَلَيْكَ الإجْتِهَادَ ثُمَّ عَلَيْكَ الإجْتِهَادَ وَأُوصِيكَ أَيْضًا أنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ دَائمًا وَتُكْرِمَهُمَا إِكْرَامًا فَتَنَالَ مَحَبَّةَ النَّاسِ وَرِضَا اللهِ تَعَالى. اِنْصَرِفْ يَا وَلَدِي. بِأَمَانَةِ اللهِ وَاقْرَأ مِنِّي عَلَى وَالِدَيْكَ وَأَصْحَابِكَ كَثِيرَ السَّلاَمِ، وَإِذَا لَمْ يَتَيَسَّرْ لَنَا اللِّقَاءُ فَاذْكُرْ مُعَلِّمَكَ الْمِسْكِينَ الَّذِي عَلَّمَكَ وَأَدَّبَكَ وَأَحَبَّكَ وَادْعُ اللهَ لَهُ أَدْبَارَ الصَّلاَةِ. فَلَمَّا سَمِعْتُ مِنْهُ هَذَا الكَلاَمَ لَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ فَسَالَتَا دَمْعًا فَخَرَجْتُ مِنَ الْحُجْرَةِ وَدُمُوعِي تَنْحَدِرُ إلَى وَجْنَتَيَّ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

أَتَمُّ

мукаммалроқ

أَلَمَّ ، يُلِمُّ، أَلِمَّ، إلْمَامٌ

чалинмоқ

وَقْعٌ

таъсир (эффект)

الصَّاعِقَةُ

момақалдироқ

لَمْ نَكُنْ نَعْدِلُ

тенглаштира олмаймиз

فَرْطٌ

ғоятда, ҳаддан ташқари

الْحِيَلَةُ

ҳийла

كَانَ مَا كَانَ

бўлар иш бўлди

مَضَى، يَمْضِي، اِمْضِ، مُضِيٌّ

ўтмоқ

الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ

олдинроқ зикр қилинган

تَنَاوَبَ، يَتَنَاوَبُ، تَنَاوَبْ، تَنَاوُبٌ

навбатма‑навбат

أَلْقَى، يُلْقِي، أَلْقِ، إِلقَاءٌ

дарс ўтмоқ

اِعْتَقَدَ، يَعْتَقِدُ، اِعْتَقِدْ، اِعْتِقَادٌ

эътиқод қилмоқ, фикрламоқ

حَصَّلْتُ

қўлга киритдим

تَوَسَّلَ، يَتَوَسَّلُ، تَوَسَّلْ، تَوَسُّلٌ

ўтиниш, илтимос қилиш

قَرَعَ، يَقْرَعُ، اِقْرَعْ، قَرْعٌ

тақиллатмоқ

صَاحِبَتُهُ

унинг хотини

دَهْشَةٌ

қўрқинч, даҳшат

اِسْتَلْقَى، يَسْتَلْقِي، اِسْتَلْقِ، اِسْتِلْقَاءٌ

чўзилиб, чалқанча ётмоқ

عَاتِقٌ، (عَوَاتِقُ)

елка

سَرَرْتَنِي

мени шод қилдинг

جَارِيَةٌ فِي مَجْرَاهَا

ўз йўналишида кетмоқда

عِنْد غِيَابِي

йўқлигимда

فَطِنَ، يَفْطَنُ، غِفْطَنْ، فُطُونَةٌ

тагига етмоқ, тушуниб қолмоқ

بَاغَتَنِي

мендан илгарилаб

فِرَاقٌ

ажралмоқ

بَيْنَ ظَهْرَانَيكُمْ

ҳузурингиз, олдингиз

أَعْظَمُ مُسَلٍّ

энг улкан тасалли

يُذَكِّرُنِي

менга эслатади

صَبَاحَ مَسَاءَ

эртаю‑кеч

إتْمَامِكُم

тамомлаганингиз

وَأَيَّ حُبٍّ

севганда қандоқ

الْحُمَّى

безгак

مَنَحَ، يَمْنَحُ، اِمْنَحْ، مَنْحٌ

бермоқ

لَمْ يَتَيَسَّرْ لَنَا اللِّقَاءُ

учрашиш насиб этмаса

أَدْبَارَ الصَّلاَةِ

намоз кетидан

دَمْعٌ، (دُمُوعٌ)

кўз ёши

سَالَ، يَسِيلُ، سِلْ، سَيْلٌ

оқмоқ

اِنْحَدَرَ، يَنْحَدِرُ، اِنْحَدِرْ، اِنْحِدَارٌ

тушмоқ, оқмоқ

وَجْنَةٌ

юз, бет

3 عَاقِبَةُ الْحِرْصِ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ صَيَّادًا خَرَجَ يَوْمًا إِلَى غَابَةٍ للصَّيْدِ وَمَعَهُ قَوْسُهُ وَسِهَامُهُ. فَلَمْ يُجَاوِزْ غَيْرَ بَعِيدٍ حَتَّى رَأَى ظَبْيًا. فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ فِي مَكانِهِ. فَسُرَّ الصَّيَّادُ بِذَلِكَ سُرُورًا عَظِيمًا وَحَمَلَهُ وتَوَجَّهَ إلَى قَرْيَتِهِ. وَفِيمَا هُوَ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ إذْ أَبْصَرَ خِنْزِيرًا بَرِّيًّا مُقْبِلاً عَلَيْهِ. فَألْقَى الظَّبْيَ إلَى الأرْضِ. وَصَوَّبَ عَلَيْهِ قَوْسَهُ وَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَنَفَذَ فِيهِ وَجَرَحَهُ جُرْحًا بَلِيغًا. فَهَجَمَ عَلَيْهِ الْحِنْزِيرُ بِغَيْظٍ وَحَنَقٍ زَائدَيْنِ وَضَرَبَهُ بأَنْيَابِهِ ضَرْبَةً أَطَارَتْ مِنْ يَدِهِ القَوْسَ وَوَقَعَا مَيِّتَيْنِ. وَبَعْدَ بُرْهَةٍ مِنَ الزَّمَنِ أَتَى ذِئبٌ إلَى هَذَا الْمَكَانِ فَطَارَ فَرَحًا بِمَا رَأَى. وَقَالَ هَذَا الرَّجُلُ والظَّبْيُ والْخِنْزِيرُ تَكُونُ قُوتًا لِي مُدَّةَ شَهْرٍ أَوْ يَزِيدُ. فَآكُلُ اليَوْمَ هَذَا الوَتَرَ وأَدَّخِرُ البَاقِيَ إلَى غَدٍ فَمَا وَرَاءَهُ. ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ يَقْطَعُ الوَتَر فَعَالَجَهُ حَتَّى قَطَعَهُ. فَلَمَّا انْقَطَعَ طَارَتْ سِيَةُ القَوْسِ فَضَرَبَتْ حَلْقَهُ فَمَاتَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

قَوْسٌ، (أَقْوَاسٌ)

ёй, камон

سَهْمٌ، (سِهَامٌ)

камон ўқи

فَلَمْ يُجَاوِزْ

йўл босиб ўтмади

خِنْزِيرٌ بَرِّيٌّ

ёввойи тўнғиз

مُقْبِلاً عَلَيْهِ

у томон келаётган

نَفَذَ، يَنْفُذُ، اُنْفُذْ، نُفُوذٌ

амалга оширмоқ

جَرَحَ، يَجْرَحُ، اِجْرَحْ، جَرْحٌ

жароҳатламоқ

جُرْحٌ بَلِيغٌ

ўта қаттиқ жароҳат ила

هَجَمَ، يَهْجُمُ، اُهْجُمْ، هُجُومٌ

ҳужум қилмоқ

غَيْظٌ

ғазаб, аччиқланиш

حَنَقٌ

қаттиқ ғазаб, қаҳр

نَابٌ، (أَنْيَابٌ)

озиқ тиш

أَطَارَ

учириб юбормоқ

فَطَارَ فَرَحًا

шодлигидан уча ёзди

الوَتَرُ

камондаги теридан ишланган ип

أَدَّخِرُ

жамғариб қўяман

عَالَجَ

ишлов бермоқ

سِيَةٌ، (سِيَاتٌ)

камоннинг томонларидан бири

حَلْقٌ، (حُلُوقٌ)

ҳалқум, бўғиз

   

4 الرَّجُلَ وَأَوْلاَدُهُ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ رَجُلاً بَلَغَ سِنَّ الشَّيْخُوخَةِ. وَكَانَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ وَعِنْدَهُ مَالاٌ كَثِيرٌ. وَلَمَّا أَحَسَّ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ قَسَّمَ أَمْوَالَهُ بَيْنَ أَوْلاَدِهِ وَاخْتَارَ مِنْ هَذَا الْمَالِ جَوْهَرَةً ثَمينَةً كَانَتْ عِنْدَهُ. وَقَالَ لَهُمْ: هَذِهِ تَكُونُ مُكَافَأَةً لِمَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ عَمَلاً جَلِيلاً فِي خِلاَلِ الثَّلاَثَةِ الأَشْهُرِ. فَقَالَ أَكْبَرُهُمْ: يَا وَالِدِي، أَنَا قَدْ عَمِلْتُ عَمَلاً جَلِيلاً أَسْتَحِقُّ أَنْ اُكَافَأَ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْجَوْهَرَةِ. فَقَالَ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَدْ أَودَعَ عِنْدِي رَجُلٌ مَالاً كَثِيرًا وَلَمْ يَعْرِفْنِي مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيَّ وَثِيقَةً بِهِ. ثُمَّ سَلَّمْتُهُ إِلَيْهِ عِنْدَ طَلَبِهِ وَمَا أَخَذْتُ مُكَافَأَةً عَلَى ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ وَالِدُهُ: عَمَلُكَ هَذَا عَمَلٌ يُوجِبُهُ اللهُ عَلَيْكَ. فَقَالَ الوَلَدُ الثَّانِي: أَنَا عَمِلْتُ عَمَلاً جَلِيلاً أَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ هَذِهِ الْمُكَافَأَةَ. فَقَالَ لَهُ: وَمَا هُوَ يَا وَلَدِي؟ فَقَالَ: كُنْتُ مَاشِيًا عَلَى شَاطِئِ بُحَيْرَةٍ وَإِذَا بوَلَدٍ سَقَطَ فِيهَا، فَخَاطَرْتُ بِحَيَاتِي وَأَنْقَذْتُهُ مِنَ الغَرَقِ ثُمَّ سَلَّمْتُهُ إلَى أُمِّهِ. أَلَيْسَ هَذا العَمَلُ شَرِيفًا أَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ الْمُكَافَأَةَ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا وَلَدِي، هَذِهِ شَفْقَةٌ غَرِيزِيَّةٌ عِنْدِ كُلِّ إِنْسَانٍ. ثُمَّ قَالَ الوَلَدُ الثَّالِثُ: يَا وَالِدِي، أَنَا الَّذِي عَمِلْتُ عَمَلاً جَلِيلاً أَسْتَحِقُّ عَلَيهِ هَذِهِ الْمُكَافَأَةَ. فقَالَ لَهُ: وَما هُوَ؟ قَالَ وَجَدْتُ أَحَدَ أَعْدَائي الألِدَّاءِ نَائِمًا عَلَى حَافَّةِ هُوَّةٍ، بِحيثُ لَوْ تَحَرَّكَ أَدْنَى حَرَكَةٍ لَوَقَعَ فِيهَا فَيَهْلَكَ. فَجِئْتُ بِجَانِبِهِ وَأَيْقَظْتُهُ بِكَيْفِيَّةٍ نَجَا مِنَ الوُقُوعِ فِيهَا. فَضَمَّهُ وَالِدُهُ إلَى صَدْرِهِ وَقَالَ لَهُ: يَا وَلَدِي، هَذِهِ الْجَوْهَرَةُ الثَّمِينَةُ لَكَ، حَيْثُ عَفَوْتَ عَنْ عَدُوِّكَ وَأَنْقَذْتَهُ من الْهَلاَكِ مَعَ قُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، فَلاَ شَكَّ أَنَّ هَذَا مِنْ أَشْرَفِ الأَعْمَالِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

الشَّيْخُوخَة

қарилик

أَحَسَّ، يُحِسُّ، أَحِسَّ، إحْسَاسٌ

ҳис қилмоқ

دَنَا، يَدْنُو، اُدْنُ، دُنُوٌّ

яқинлашмоқ

قَسَّمَ، يُقَسِّمُ، قَسِّمْ، تَقْسِيمٌ

тақсимламоқ

جَوْهَرَةٌ ثَمينَةٌ

қимматбаҳо тош, гавҳар

مُكَافَأَةٌ

мукофот

جَلِيلٌ

улуғ, буюк

خِلاَلٌ

мобайни

أَسْتَحِقُّ

ҳақлиман

أَودَعَ، يُودِعُ، أَوْدِعْ، إيْدَاعٌ

омонатга қўймоқ

وَثِيقَةٌ، (وَثَائِقُ)

васиқа, ҳужжат, ишончнома

سَلَّمْتُهُ

уни топширдим

يُوجِبُهُ اللهُ عَلَيْكَ

Аллоҳ сенга уни бажаришни шарт қилган

خَاطَرْتُ

хатарга қўйдим

شَفْقَةٌ

раҳм шафқат қилиб

غَرِيزِيَّةٌ

ғайри ихтиёрий сезги, инстинкт

أَعْدَائي الألِدَّاءِ

ашаддий душман

حَافَّةٌ

чекка, қирғоқ

هُوَّةٌ، (هُوًى)

чуқурлик, жарлик

تَحَرَّكَ، يَتَحَرَّكُ، تَحَرَّكْ، تَحَرُّكٌ

ҳаракатланмоқ

أَدْنَى حَرَكَةٍ

бироз ҳаракат

بِكَيْفِيَّةٍ

ўша кайфият, ҳолат

فَضَمَّهُ إلَى صَدْرِهِ

кўксига босди

عَفَوْتَ

кечирдинг

5 الْمَطَرُ

0:00
0:00

الْمَطَرُ هُوَ بُخَارُ الْمَاءِ الذِي يَصْعَدُ إلَى الْجَوِّ فَيَصِيرُ غُيُومًا وَسُحُبًا تَسُوقُهَا الرِّيَاحُ بَيْن القُبَّةِ الزَّرْقَاءِ وَسَطْحِ الأرْضِ عَلَى أَبْعَادٍ مُخْتَلِفَةٍ. وَعِنْدَمَا تَبْلُغُ هَذِهِ الغُيُومُ بُعْدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَينِ ارْتِفَاعًا تَبْرُدُ وَتَنْخَفِضُ دَرَجَةُ حَرَارَةِ الْهَوَاءِ فَلاَ يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا. فَتَسْقُطُ هَذِهِ الغُيُومُ مُنْضَمًّا بَعْضُهَا إلَى البَعْضِ الآخَرِ فَتَتَكَوَّنُ مِنْهَا قَطَرَاتُ الْمَطَرِ لِكَوْنِهَا أَثْقَلَ مِنَ الْهَوَاءِ الكُرَوِيِّ. والغُيُومُ فِي الْجَوِّ عِنْدَ سَيْرِهَا كَثِيرًا مَا تُصَادِمُ رُؤُوسَ الْجِبَالِ فَتَصُبُّ مَا فِيهَا من البُخَارِ مَطَرًا عَلَى رُؤُوسِهَا وَجَوَانِبِهَا. وَقَدْ يَحْدُثُ الْمَطَرُ أَيْضًا مِنْ مُصَادَفَةِ السُّحُبِ مَجَارِيَ رِياحٍ دَرَجَةُ حَرَارَتِهَا دُونَ دَرَجَةِ حَرَارَةِ الغَيْمِ السَّابِحِ وَكَثِيرًا مَا تَجْمُدُ الأمْطَارُ عِنْدَ انْحِدَارِهَا بِسَبَبِ شِدَّةِ البَرْدِ فَتَنْزِلُ بَرَدًا أَوْ ثَلْجًا.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

بُخَارٌ، (أَبْخِرَةٌ)

буғ

غَيْمٌ، (غُيُومٌ)

булут

القُبَّةُ الزَّرْقَاءُ

осмон гумбази

بُعْدٌ، (أَبْعَادٌ)

масофа

مُنْضَمٌّ

бирлашган, жипслашган

الْهَوَاءُ الكُرَوِيُّ

шарсимон ҳаво

صَادَمَ، يُصَادِمُ، صَادِمْ، مُصَادَمَةٌ

тўқнашмоқ

صَادَفَ، يُصَادِفُ، صَادِفْ، مُصَادَفَةٌ

тақалмоқ, урилмоқ

السَّابِحُ

сузувчи

اِنْحَدَرَ، يَنْحَدِرُ، اِنْحَدِرْ، انْحِدَارٌ

тушмоқ

بَرَدٌ

дўл

مَجْرًى

йўналиши

6 الْحَمَامَةُ وَالنَّمْلَةُ

0:00
0:00

حَمَامَةٌ مَرَّتْ عَلَى غَدِيرٍ

لِتَرْتَوِي مِنْ مَائهِ النَّمِيرِ

وَحَدَّقَتْ بِمُقْلَةٍ نَجْلاَءَ

لِنَمْلَةٍ تَخْبِطُ فِيهِ الْمَاءَ

فَأخَذَ العَطْفُ علَيْهَا مَأخَذَا

فَابْتَدَرَتْ إِنْقَاذَهَا مِنَ الأذَى

فَطَرَحَتْ عُودًا لَهَا مِنْ حَطَبٍ

نَجَتْ عَلَيْهِ مِنْ مَثَاوِي العَطَبِ

وَبَعْدُ مِنْهَا دَنَا صَيَّادُ

تَقَاذَفَتْهُ البَيْدُ وَالوِهَادُ

فَصَوَّبَ السَّهْمَ إلَى الوَرْقَاءِ

يَنْوِي بِهَا مَوَارِدَ الفَنَاءِ

وَحِينَ اِذْ أَرَادَ أنْ يُرْسِلَهُ

إِذا بِقَرْصٍ مُؤْلِمٍ أَعْجَلَهُ

وَبَيْنَمَا يَبْحَثُ عَمَّا يَقْرِصُه

أَفْلَتَ منْهُ عِنْدَ ذَاكَ قَنَصُهْ

وَسَلِمَتْ مِنْ سَهْمِهِ الْحَمَامَه

وَرَجَعَتْ للعُشِّ بالسَّلاَمَهْ

وَهِيَ تَقُولُ قَوْلَهَا إِيْجَازًا

كَمَا تُجَازِي هَكَذَا نُجَازَى

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

اِرْتَوَى، يَرْتَوِي، اِرْتَوِ، اِرْتِوَاءٌ

чанқоғини босмоқ, сувга қонмоқ

النَّمِيرُ

чашма, булоқ

حَدَّقَ، يُحَدِّقُ، حَدِّقْ، تَحْدِيقٌ

тикилиб қарамоқ

مُقْلَةٌ، (مُقَلٌ)

кўз соққаси

نَجْلاَءُ

кўркам, кенг

خَبَطَ، يَخْبِطُ، اِخْبِطْ، خَبْطٌ

тусмоллаб, таваккал қилиб юрмоқ

العَطْفُ

шафқат, меҳр

مَأْخَذَا

эгаллаб олди, ушлади

اِبْتَدَرَ، يَبْتَدِرُ، اِبْتَدِرْ، اِبْتِدَارٌ

шошилмоқ

أَنْقَذَ، يُنْقِذُ، أَنْقِذْ، إِنْقَاذٌ

қутқармоқ

مَثْوًى، (مَثاوِي)

ўрин

العَطَبُ

машаққат, қийинчилик

تَقَاذَفَ، يَتَقَاذَفُ، تَقَاذَفْ، تَقَاذُفٌ

отмоқ

بَيْدَاءُ، (بِيْدٌ)

чўл, саҳро

وَهْدَةٌ، (وِهَادٌ)

чуқурлик, жарлик

الوَرْقَاءُ، (وَرَاقَى)

каптар

مَوَارِدُ الفَنَاءِ

ўлиб тушадиган ўрни

قَرْصٌ، يَقْرُصُ، اُقْرُصْ، قَرْصٌ

чимчиламоқ, чақиб олмоқ

أَفْلَتَ، يُفْلِتُ، أَفْلِتْ، إِفْلاَتٌ

қўлдан чиқиб кетмоқ

قَنَصٌ

ўлжа

أَوْجَزَ، يُوجِزُ، أَوْجِزْ، إِيْجَازٌ

қисқа ҳолда айтмоқ

نُجَازَى

яхшилик билан мукофотлаймиз

7 الأَسَدُ

0:00
0:00

اَلأسَدُ مِنْ أَشَدِّ السِّبَاعِ قُوَّةً وَأَهْوَلِهَا مَنْظَرًا. وَهُوَ يُعْرَفُ بِمَلِكِ الوُحُوشِ. وَقُوَّتُهُ يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ. وَلَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ لِبْدَةٌ كَثِيفَةٌ وَشَعْرُ سائرِ بَدَنِهِ قَصِيرٌ نَاعِمٌ كَشَعْرِ البَقَرِ. وَطُولُ الأسَدِ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ تَقْرِيبًا وَعُلُوُّهُ ذِرَاعٌ وَرُبْعٌ أَوْ يَزِيدُ. وَهُوَ يُوجَدُ فِي الأقَالِيمِ الْحَارَّةِ من آسِيا وَإفْريقيَّةَ. والأسَدُ الإفْرِيقِيُّ أَكْبَرُ جُثَّةً وَأَعْظَمُ قُوَّةً من الآسِيَوِيِّ. وَهُوَ يُعَمَّرُ إلَى أنْ يُدْرِكَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَقَدْ يَبْلُغُ فِي الأقْفَاصِ مِئةَ سَنَةٍ.

وَإِذَا كَانَ الأسَدُ شَبْعَانَ يُقِيمُ فِي عَرِينِهِ وَيَنَامُ طُولَ النَّهَارِ وَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَيَمْشِي مُتَلَصِّصًا حَوْلَ قُطْعَانِ الْحَيَوَانِ وَخِيَامِ السَيَّاحِ وَهُوَ يَخَافُ الإنْسَانَ نَهَارًا وَيَتَشَجَّعُ فِي الليْلِ. وَلَهُ زَمْجَرَةٌ مُزْعِجَةٌ جِدًّا تَهْتَزُّ لَهَا الغَابَاتُ والآكَامُ. وَكَثِيرًا مَا يَهْجُمُ عَلَى قُرَى الْمَغْرِبِ فَيُرْعِبُ بَهَائِمَهَا بِزَمْجَرَتِهِ فَتَنْبَحُ الكلابُ وَتَنْفِرُ الْخَيْلُ والْجِمَالُ وَيَتَفَرَّقُ الرِّجَالُ فِي أطرَافِ القَرْيَةِ يُوقِدُونَ نَارًا تَخْوِيفًا لَهُ. وَقَدْ يَتَسَوَّرُ الْجُدْرَانَ فَيَخْطَفُ الْحَيَوَانَاتِ كالْخَيْلِ وَالْجِمَالِ وَالبَقَرِ وَغَيْرِهَا. وَقَدْ يَجْسُرُ عَلَى اخْتِطَافِ الإنْسَانِ مِنْ بيْنِ قَوْمِهِ وَإِذَا جَاعَ الأسَدُ يَخْرُجُ مِنْ عَرِينِهِ نَهَارًا فَيَمْشِي فِي القَفْزِ حَيْثُ تَكُونُ حُمُرُ الوَحْشِ وَالظِّبَاءُ. وَهِيَ إِذَا سَمِعَتْ زَمْجَرتَهُ أَوْ شَمَّتْ رَائحَتَهُ تَنْفِرُ مِنْهُ وَتَذْهَبُ فِي الفَلاَةِ كُلَّ مَذْهبٍ. أَمَّا هُنَّ فَيَكْمُنُ فِي الآكَامِ أَوْ عِنْدَ مَوَارِدِ الْمِيَاهِ حَتَّى يَمُرَّ بِهِ حَيَوَانٌ مِنْهَا فَيَثِبُ إِلَيْهِ وَيَفْتَرِسُهُ. وَمِنْ خِصَالِ الأسَدِ أَنَّهُ لاَ يَأْكُلُ فِريستَهُ قَبْلَ أنْ يُلاَعِبَهَا كَما تُلاَعِبُ الْهِرَّةُ الفَأْرَةَ. وَيُوصَفُ بِحِفْظِ الوِدَادِ وَوفَاءِ الْجَمِيلِ.

وَأُنْثَى الأسَدِ تُسَمَّى لَبُوءَة؟ وَهِيَ أَصْغَرُ مِنْهُ جُثَّةً وَأَسْرَعُ حَرَكَةً وَأَشَدُّ غَضَبًا. وَلَيْسَ لَها لِبْدَةٌ مِثْلَهُ. وَهِيَ تَلِدُ مِنْ جِرْوَيْنِ إلَى أَرْبَعَةٍ دَفْعَةً وَاحِدَةً. فَتهْتَمُّ بِجِرَائِهَا اهْتِمَامًا شَدِيدًا وَتُعَلِّمُهَا افْتِرَاسَ الْحَيوَانَاتِ إِذْ تَأْتِي إِلَيْهَا بِحَيْوَانَاتٍ صَغِيرَةٍ لِتَفْتَرِسَهَا. وَتَضِيقُ أَخْلاَقُ اللَّبُوءَةِ مُدَّةَ الرَّضَاعَةِ واهْتِمَامهَا بِجَرَائِهَا. وهِيَ لاَ تَتْرُكُ جِرَاءَهَا إِلاَّ بَعْدَ أنْ تَصِيرَ أَشْبَالاً.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

سَبْعٌ، (سِبَاعٌ)

йиртқич, ваҳший

يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ

зарбул масал қилинади

كَتِفٌ، (أَكْتَافٌ)

елка

لِبْدَةٌ، (لِبَدٌ)

ёл (шерники)

طُولٌ

узунлиги

عُلُوٌّ

(ердан) баландлиги

إِقْلِيمٌ، (أقَالِيمُ)

иқлим

آسِيا

осиё қитъаси

إفْريقيَّةُ

африка

يُعَمَّرُ

умр берилади

مُتَلَصِّصٌ

ўғирликча, яширинча

خَيْمَةٌ، (خِيَامٌ)

чодир

تَشَجَّعَ، يَتَشَجَّعُ، تَشَجَّعْ، تَشَجُّعٌ

шижоатли, дадил бўлмоқ

زَمْجَرَةٌ

бўкириш, ўкириш

اِهْتَزَّ، يَهْتَزُّ، اِهْتَزِّ، اِهْتِزَازٌ

ларзага келмоқ

أَكْمَةٌ، (آكَامٌ)

тепалик, дўнглик

أَرْعَبُ، يُرْعِبُ، أَرْعِبْ، إِرْعَابٌ

қўрқитмоқ

تَسَوَّرَ، يَتَسَوَّرُ، تَسَوَّرْ، تَسَوُّرٌ

тирмашиб чиқмоқ

خَطَفَ، يَخْطَفُ، اِخْطَفْ، خَطْفٌ

ўғирлаб қочмоқ

جَسَرَ، يَجْسُرُ، اُجْسُرْ، جَسَارَةٌ

журъат қилмоқ

عَرِينٌ، (عُرُنٌ)

уя (шерники)

ظَبْيٌ، (ظِبَاءٌ)

оҳу, кийик

فَلاَةٌ، (فَلاً)

саҳро, чўл, биёбон

تَذْهَبُ كُلَّ مَذْهبٍ

ҳар томонга кетмоқ

الوِدَادُ

дўстона муносабат, меҳр

جِرْوٌ، (جِرَاءٌ)

ҳайвоннинг янги туғилган боласи

ضَاقَ، يَضِيقُ، ضِقْ، ضِيقٌ

танг, сержаҳл

اللَّبُوءَة

урғочи шер

شِبْلٌ، (أَشْبَالٌ)

шер боласи

لاَعَبَ، يُلاَعِبُ، لاَعِبْ، مُلاَعَبَةٌ

ўйнашмоқ

8 الأسَدُ والأرْنَبُ وَالوُحُوشُ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ أَرْضًا كِثِيرةَ الْمِيَاهِ وَالعُشْبِ كَانَ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الوُحُوشٍ. وَكَانَ فِيها أَسَدٌ عَظِيمٌ. فَكَانَـتِ الوُحوشُ لاَ تَنْتَفِعُ بِهَا لِخَوْفِهَا مِنَ الأَسَدِ. فَاجْتَمَعتْ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَتَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ لهُ: إِنَّكَ لَتُصِيبُ مِنَّا الدَّابَّةَ بَعْدَ الْجُهْدِ وَالتَّعَبِ. وَقَدْ رَأَيْنَا رَأْيًا فِيهِ صَلاَحٌ لَكَ وَأَمْنٌ لَنَا، فإِنْ أَنْتَ أَمَّنْتنا وَلَمْ تُخْفِنَا فَلَكَ عَلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ دَابَّةٌ نَأْتِي بِهَا إِلَيْكَ فِي وَقْتِ غَدَائكَ. فَرَضِيَ الأسَدُ بِذَلِكَ وَصَالَحَ الوُحُوشَ عَلَيْهِ وَوَفَيْنَ لَهُ بِهِ. ثُمَّ إِنَّ أَرْنَبًا أَصَابَتْهَا القُرْعَةُ وَصَارَتْ غَداءَ الأسَدِ. فَقَالَتْ للوُحُوشِ: إِنْ أَنْتُنَّ رَفَقْتُنَّ بِي فِيمَا لاَ يَضُرُّكُنَّ رَجَوْتُ أنْ أُرِيْحَكُنَّ من الأسَدِ. فَقُلْنَ: وَمَا الذِي تُكَلِّفِينَنا مِنَ الأمُورِ؟ قَالَتْ: تَأْمُرْنَ الذِي يَنْطَلِقُ بِي إلَى الأسَدِ أنْ يُمْهِلَنِي قَلِيلاً فَأُبْطِئَ عَليْهِ بَعْضَ الإبْطَاءِ. فَقُلْنَ لَهَا: ذَلِكَ لَكِ. فَانْطَلَقَتِ الأرْنَبُ مُتَبَاطِئَةً حَتَّى جَاوَزَتِ الوَقْتُ الذِي كَانَ يَتَغَدَّى فِيهِ الأسَدُ. ثُمَّ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ وَحْدَهَا رُوَيْدًا وَقَدْ جَاعَ وَغَضِبَ فَقَامَ مِنْ مَكَانِهِ نَحْوَهَا، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا رَسُولُ الوُحُوشِ إِلَيْكَ، بَعَثَتْنِي وَمَعِي أَرْنَبٌ لَكَ. فَتَبِعَنِي أَسدٌ فِي الطَّرِيقِ فَأَخَذَهَا مِنِّي وَقَالَ: أَنا أَوْلَى بِهَذِهِ الأرْضِ وَمَا فِيهَا من الوُحُوشِ. فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا غَدَاءُ الْمَلِكِ أَرْسَلَتْ بِهِ الوُحُوشُ إِلَيْهِ، فَلاَ تَغْضِبَنَّهُ. فَسَبَّكَ وَشَتَمَكَ، فَأَقْبَلْتُ مُسْرِعَةً إِلَيْكَ لأُخْبِرَكَ. فَقَالَ الأسَدُ: اِنْطَلِقِي مَعِي فَأرِينِي مَوْضِعَ هَذَا الأسَدِ. فَانْطَلَقَتِ الأرْنَبُ إلَى جُبٍّ، فِيهِ مَاءٌ غَامِرٌ صَافٍ، فَنَظَرَتْ فِيهِ وَقَالَتْ: هَذَا الْمَكانُ. فَنَظَرَ الأسَدُ فَرَأَى ظِلَّهُ وَظِلَّ الأرْنَبِ فِي الْمَاءِ فَلَمْ يَشُكَّ فِي قَوْلِهَا. وَوَثَبَ إلَى الأسَدِ لِيُقَاتِلَهُ فَغَرِقَ فِي الْجُبِّ. وانْقَلَبتِ الأرْنَبُ إلَى الوُحُوشِ فَاَعْلَمَتْهُنَّ صَنِيعَهَا بالأسدِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

لَتُصِيبُ

етишасан

الْجُهْدُ

машаққат

أَمَّنْتَنَا

бизга омонлик берсанг

غَدَاءٌ

тушлик

صَالَحَ، يُصَالِحُ، صَالِحْ، مُصَالَحَةٌ

битим тузмоқ, келишмоқ

وَفَيْنَ

вафо қилдилар

أَصَابَتْهَا القُرْعَةُ

қуръа тушди

أنْ أُرِيْحَ

роҳатланмоқ

تُكَلِّفُ

юклайсан, буюрасан

أَبْطَأَ، يُبْطِئُ، أَبْطِئْ، إبْطَاءٌ

кечикмоқ

ذَلِكَ لَكِ

сенинг фикринг бўла қолсин

رُوَيْدًا

аста секин

جَاعَ، يَجِيعُ، جِعْ، جَوعٌ

очиқмоқ

رَسُولُ الوُحُوشِ

ваҳшийларнинг элчиси

جُبٌّ، (أَجْبَابٌ)

чуқурлик, қудуқ

غَامِرٌ

мўл‑кўл

صَافٍ

мусаффо

اِنْقَلَبَ، يَنْقَلِبُ، اِنْقَلِبْ، اِنْقِلاَبٌ

қайтиб бормоқ

صَنِيعٌ

қилмиш

أَمْهَلَ، يُمْهِلُ، أمْهِلْ، إِمْهَالٌ

муҳлат бермоқ

9 حُقُوقُ الوَالِدَيْنِ

0:00
0:00

والِدَتُكَ لَهَا الْحَقُّ الأكْبَرُ عَلَيْكَ. هِيَ الَّتِي حَمَلَتْكَ شُهُورًا وَقَاسَتْ فِي وَضْعِكَ آلاَمًا شَدِيدَةً. وَهِيَ الَّتِي أَرْضَعَتْكَ زمَنًا طَوِيلاً وَرَبَّتْكَ فِي حِجْرِهَا وَأنْتَ وَلِيدٌ لاَ تَعْرِفُ شَيئًا. كَمْ مِنْ لَيَالِي قَضَتْهَا فِي السَّهَرِ حَوْلَ مَهْدِكَ تُحَرِّكُهُ لِتَنْوِيْمِكَ وَأَنْتَ مَا شَعَرْتَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا. طالَمَا أَصَابَكَ الْمَرَضُ وانْحَرَفَتْ صحَّتُكَ فَكَانَتْ أُمُّكَ وَحْدَهَا تَدُورُ حَوْلَكَ تَحْزَنُ وَتَبْكِي خَوْفًا مِنْ أنْ تَمُوتَ وَتَسْأَل اللهَ تَعالَى أنْ يَشْفِيَكَ عَاجِلاً. فَعَلَيْكَ أَيُّهَا التِّلْمِيذُ أنْ تَجْعَلَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ تِلْكَ الْمَشَاقَّ الَّتِي قَاستْهَا وَالِدَتُكَ فِي سَبِيلِ رَاحَتِكَ فَتَبْذُلَ جُهْدَكَ فِي إِرْضَائها.

وَكَذَلِكَ أَبُوكَ لَهُ حُقُوقٌ عَظِيمَةٌ عَليْكَ. لأنَّهُ سَبَبُ وُجُودِكَ. وَهُوَ الذِي وَقَفَ حَيَاتَهُ فِي سَبِيلِ رَاحَتِكَ وَيَدْأَبُ دَائمًا لإعَالتِكَ. أَمَا تَعْرِفُ أَنَّ الطَّعَامَ الَّذِي تُقَدِّمُهُ لَكَ وَالِدَتُكَ والألْبِسَةَ التِي تَلْبَسُهَا وَالكُتُبَ التِي تَقْرَأُهَا كُلَّهَا مِنْ كَسْبِ وَالِدِكَ. فَيَجِبُ عَلَيْكَ أنْ تُحِبَّهُ وَتُحْسِنَ إِلَيْهِ. وَإِيَّاكَ أنْ تَعُقَّ وَالِدَيْكَ فإنَّهُ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائرِ كَمَا أَنَّ بِرَّهُمَا مِنْ أَعْظَمِ الأشْيَاءِ عِنْدَ اللهِ أَجْرًا.

قَالَ اللهُ تَعَالَى ((فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)). {الإسراء-23}

وَعَنْ أبِى هُرَيْرَةُ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.

 

وَمَنْ يبِرَّ أَبَاهُ طَائعًا فَرِحًا

يَخْدَمْهُ أَبْنَاؤُهُ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ

مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ والأمَّ مِنْ سَفَهٍ

لَمْ يلْقَ مِنْ وَلَدٍ مَا سُرَّ فاعْتَبِرِ

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

قَاسَى، يُقَاسِي، قَاسِ، مُقَاسَاةٌ

бардош бермоқ, чидамоқ

أَرْضَعَ، يُرْضِعُ، أَرْضِعْ، إرْضَاعٌ

эмизмоқ

حِجْرٌ، (حُجُورٌ)

қўйин, қучоқ

السَّهَرُ

бедор ўтказиш

نَوَّمَ، يُنَوِّمُ، نَوِّمْ، تَنْوِيمٌ

ухлатмоқ, алла айтмоқ

طَالَمَا

тез‑тез

انْحَرَفَ، يَنْحَرِفُ، اِنْحَرِفْ، اِنْحِرَافٌ

бетоб бўлмоқ, соғлиги кетмоқ

عَاجِلاً

тезроқ

نُصْبَ عَيْنَيْكَ

кўз олдига келтирмоқ, эътибор бермоқ

الْمَشَاقُّ

тотган машаққат

سَبَبُ وُجُودِكَ

дунёга келишинг сабабчиси

دَأَبَ، يَدْأَبُ، اِدْأَبْ، دَأْبٌ

жон жаҳди билан қайғурмоқ

اِعَالَةٌ

таъминламоқ

أنْ تَعُقَّ

ота‑онага оқ бўлмоқ

مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائرِ

энг катта кабира гуноҳлардан

بَرَّ، يَبِرُّ، بِرَّ، بِرٌّ

яхшилик қилмоқ

أُفٌّ

уф деб айтмоқ

نَهَرَ، يَنْهَرُ، اِنْهَرْ، نَهْرٌ

бақирмоқ

كَرِيْمٌ

олийжаноб, яхши

بِحُسْنِ صَحَابَتِي

яхши суҳбат қуришим учун

عُسْرٌ

қийинчилик

يُسْرٌ

осончилик

سَفَهٌ

аҳмоқлик

لَمْ يلْقَ

дуч келмайди

مَا سُرَّ

хурсанд бўлинадиган нарса

فاعْتَبِرِ

эътибор бер

10 الْخُطَّافُ

0:00
0:00

الْخُطَّافُ مِنَ الطُّيُورِ القَوَاطِعِ. لَهُ صَدْرٌ أَبْيَضُ وَجَنَاحَانِ حَالِكَانِ لاَمِعَانِ. وَهُوَ أَسْرَعُ فِي طَيَرَانِهِ مِنْ قُطُرِ السِّكَّةِ الْحَدِيدِيَّةِ. فَإنَّهُ يَقْطَعُ مَسَافَةَ سِتِّينَ مِيلاً فِي السَّاعَةِ وَلاَ يَنَالُهُ تَعَبٌ وَلاَ مَشَقَّةٌ. وَهُوَ أَنْوَاعٌ، منْهَا مَا يَأْلَفُ سَوَاحِلَ البَحْرِ وَيُعَشِّشُ عَلَيْهَا. وَيَكُونُ صَغِيرَ الْجُثَّةِ رَمَادِيَّ اللونِ. وَمِنْهَا نَوْعٌ عَلَى ظَهْرِهِ بَعْضُ حُمْرَةٍ. وَيَكُونُ أَصْغَرَ مِنَ البَبْغَاءِ يُسَمِّيهِ أَهْلُ مِصْرَ الْخُضَيرِيَّ. وَمِنْهَا نَوْعٌ طَوِيلُ الأجْنِحَةِ رقِيقُهَا يَأْلَفُ الْجِبَالَ.

وَجِمِيعُ أَنْوَاعِ الْخُطَّافِ يَتَقَوَّتُ بِالذُّبَابِ والبَعُوضِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْهَوَامِّ. وَهُوَ عَلَى قُرْبِهِ من البَشَرِ وَمُؤَالَفَتِهِ مَسَاكِنُهُمْ زَاهِدٌ بِمَا فِي أيْدِيهِمْ من الأَقْوَاتِ لاَ يَطْمَعُ بِشَيءٍ مِنْهَا. وَلَمَّا كَانَتِ الْهَوَامُّ الَّتِي يَتَقَوَّتُ بِها بَعْضُها يَمُوتُ وَبَعْضُهَا يَسْبُتُ فِي الشِّتَاءِ. كَانَتِ الْخُطاطِيْفُ تُغَادِرُ بِلادَنا فِي أَوائِلِ زَمَنِ الْبَرْدِ فَيَطِيْرُ إلَى الْبُلْدانِ الْحَارَّةِ مِنْ أفْرِيقِيَّةَ وَآسِيَّا. وَلا تَرْجِعُ إِلَيْنَا إِلاَّ فِي أَواسِطِ الرَّبِيعِ وَالْهَوَاءُ قَدْ دَفِيءَ وَبُيُوضُ الْهَوَامِّ قَدْ نَقَفَتْ فَيَكْثُرُ الذُّبَابُ وَالْبَعُوضُ.

وَالْخُطَّافُ يَبْنِي عُشَّهُ بِناءً عَجِيبًا إلَى جانِبِ رافِدَةٍ مِنْ رَوَافِدِ الْبَيْتِ وَمَا أَشْبَهَ يَصْنَعُهُ مِنْ طِينِ الأزِقَّةِ وَضِفَافِ الْبُرَكِ. وَيَخْلِطُهُ بِالشَّعَرِ وَالتِّبْنِ. وَهُوَ يَبْنِيهِ عَلى التَّدْرِيجِ كُلَّ صَبَاحٍ قِسْمًا منه ثُمَّ يَتْرُكُهُ طُولَ النَّهَارِ ليجفّ. ثُمَّ يَعُودُ فِي الْغَدِ فَيَزِيدُ فِيهِ. وَلاَ يَزالُ هَكَذا حَتَّى يُتِمَّهُ فِي نَحْوِ عَشْرَةِ أَيَّامٍ. وَيَجْعَلُهُ عَلَى الْقَدْرِ الَّذِي يَحْتاجُ إِلَيْهِ. وَفِي الْعامِ التَّالِي يَرْجِعُ إلَى الْعُشِّ الْعَتِيقِ فِي الْغَالِبِ فَيَطِيْنُهُ بِطِينٍ جَدِيدٍ وَتَبِيضُ فِيهِ أُنْثَاهُ وَتُفَرِّخُ. وَإذَا راقَبْتَ الْخُطَّافَ تَراهُ تارَةً يَتَخَطَّفُ فِي طَيَرَانِهِ فَوْقَ رَأْسِكَ وَيَمْلاَءُ الْجَوَّ صِياحًا . وَتَارَةً يَسِفُّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَتَظُنُّهُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ لاعبًا لا عَمَلَ لَهُ. وَهُوَ إِنَّمَا يَكُونُ دائِبًا فِي الْعَمَلِ يَطْلُبُ الْهَوامَّ قُوتًا لَهُ وَلِفِراخِهِ. وَهُوَ لا يَزالُ يَزِقُّ فِراخَهُ حَتَّى تَقْوَى عَلَى الطَّيَرَانِ وَتَحْصِيلِ الْقُوتِ بِأَنْفُسِها.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

خُطَّافٌ، (خَطَاطِيفُ)

қалдирғоч

قَوَاطِعُ

пода, гала

حَالِكٌ

қоп-қора, тим қора

لاَمِعٌ

ялтировчи

قُطْرٌ، (أَقْطَارٌ)

мамлакат, ўлка

أَلِفَ، يَأْلَفُ، إئْلَفْ، إلْفٌ

мослашмоқ

عَشَّشَ، يُعَشِّشُ، عَشِّشْ، تَعْشِيشٌ

уя қурмоқ

رَمَادِيٌّ

кул ранг

رقِيقُهَا

нозик, нафис

تَقَوَّتَ، يَتَقَوَّتُ، تَقَوَّتْ، تَقَوُّتٌ

озуқаланмоқ

البَعُوضُ

чивин, искабтопар

الْهَوَامُّ

ҳашарот

زَاهِدٌ

беҳожат, камсуқум

سَبَتَ، يَسْبُتُ، اُسْبُتْ، سَبْتٌ

дам олмоқ

تُغَادِرُ

тарк қилади

دَفِيءَ، يَدْفَئُ، اِدْفَئْ، دَفَاءَةٌ

исимоқ, илимоқ

نَقَفَ، يَنْقُفُ، اُنْقُفْ، نَقْفٌ

тухумдан чиқмоқ

رَافِدَةٌ، (رَافِدَةٌ)

тўсин, устун

زُقَاقٌ، (أزِقَّةٌ)

тор кўча

بِرْكَةٌ، (بِرَكٌ)

кўлмак, ҳовуз

خَلَطَ، يَخْلِطُ، اِخْلِطْ، خَلْطٌ

қориштирмоқ, аралаштирмоқ

تِبْنٌ

сомон, похол

جَفَّ، يَجِفُّ، جُفَّ، جَفَافٌ

қуримоқ

الْعَتِيقُ

эски

رَاقَبَ، يُرَاقِبُ، رَاقِبْ، مُرَاقَبَةٌ

кузатмоқ

تَخَطَّفَ، يَتَخَطَّفُ، تَخَطَّفْ، تَخَطُّفٌ

завқланган бўлмоқ

سَفَّ، يَسِفُّ، سَفِّ، سَفٌّ

пастлаб учмоқ

زَقَّ، يَزِقُّ، زَقِّ، زَقٌّ

боқмоқ

11 عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالْعَجُوزُ (1)

0:00
0:00

قَالَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: خَرَجْتُ لَيْلَةً حالِكَةً قاصِدًا دَارَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَفِيمَا أَنا فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ رَأَيْتُ شَخْصًا أَعْرَابيًّا جَذَبَنِي بِثَوبِي وَقالَ: اِلْزَمْنِي يا عَبَّاسُ، فَتَوَسَّمْتُ بِالأَعْرابِيِّ فَإذَا هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَعَلِمْتُ أَنَّهُ مُتَنَكِّرٌ. فَتَقَدَّمْتُ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ: إلَى أَيْنَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أُرِيدُ جَوْلَةً بَيْنَ أَحْياءِ الْعَرَبِ فِي هَذَا اللَّيْلِ الدَّامِسِ. وَكَانَتْ لَيْلَةَ قُرٍّ فَتَبِعْتُهُ وَسارَ وَأَنا وَرَاءَهُ وَجَعَلَ يَجُولُ بَيْنَ خِيامِ الأَعْرابِ وَبُيُوتِهِمْ وَيَتَأَمَّلُهَا إلَى أنْ أَتَيْنَا عَلَى جَمِيعِها وَأَوْشَكْنَا أنْ نَخْرُجَ مِنْها. فَنَظَرْنَا وَإِذا هُنَاكَ خَيْمَةٌ وَفِيها امرأَةٌ عَجُوزٌ وَحَوْلَها صِبْيَةٌ يَبْكُونَ وَيَعُولُونَ عَلَيْهَا. وَأَمامَها أَثَافِيُّ عَلَيْها قِدْرٌ وَتَحْتَها النَّارُ تَشْتَعِلُ. وَهِيَ تَقُولُ لِلصّبْيَةِ: رُوَيْدًا بَنِيَّ، قَلِيلاً وَيَنْضَجُ الطَّعامُ فَتَأْكُلُونَ.

فَوَقَفْنَا بَعِيدًا وَجَعَلَ عُمَرُ يَتَأَمَّلُ الْعَجُوزَ تارَةً وَيَنْظُرُ إلَى الأوْلاَدِ أُخْرَى، فَطالَ الْوُقُوفُ. فَقُلْتُ لَهُ: يا أَمِيرَ الْمؤْمِنِينَ! ما الَّذِي يُوقِفُكَ سِرْ بِنا. فَقالَ: وَاللهِ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَرَاها قَدْ صَبَّتْ لِلصِّبْيَةِ فَأَكَلُوا وَاكْتَفَوْا. فَوَقَفْنا وَقَدْ طَالَ وُقُوفُنا جدًّا والصِّبْيَةُ لا يَزالُونَ يَصْرُوخُونَ وَيَبْكُونَ والْعَجُوزُ تَقُولُ لَهُمْ مَقالَتَها: (رُوَيْدًا رُوَيْدًا بَنِيَّ قَلِيلاً وَيَنْضَجُ الطَّعامُ فَتَأْكُلُونَ)

فَقَالَ لِي عُمَرُ: ادْخُلْ بِنَا عَلَيْها لِنَسْأَلَها. فَدَخَلَ وَدَخَلْتُ وَراءَهُ. فَقالَ عُمَرُ: السَّلامُ عَلَيْكِ يا خالَةُ. فَرَدَّتْ عَلَيْهِ السَّلامَ أَحْسَنَ رَدٍّ. فَقالَ لَهَا: ما بَالُ هَؤُلاَءِ الصِّبْيَةِ يَتَصارَخُونَ وَيَبْكُونَ؟ فقالَتْ: لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْجُوعِ. فقَالَ لَها: وَلِمَ لَمْ تُطْعِمِيهِمْ ما فِي الْقِدْرِ؟ فقَالَتْ لَهُ: وَمَاذا فِي الْقِدْرِ لأُطْعِمَهُمْ؟ لَيْسَ هُوَ إِلاَّ عُلالَةٌ فَقَطْ إلَى أنْ يَضْجَرُوا مِنَ الْعَوِيلِ فَيَغْلِبَهُمْ النَّوْمُ، لَيْسَ لِي شَيءٌ لأُطْعِمَهُمْ. فَتَقَدَّمَ عُمَرُ إلَى الْقِدْرِ وَنَظَرَها فَإِذا فِيها حَصْباءُ وَعَلَيْها الْماءُ يَغْلِي. فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ وَقالَ لَها: ما الْمُرادُ بِذَلِكَ؟ فَقالَتْ: أُوهِمُهُمْ أَنَّ فِيْهَا شَيْئًا يُطْبَخُ فَأُعْلِلُهُمْ بِهِ حَتَّى إِذا ضَجِروا وَغَلَبَ النَّوْمُ عُيونَهُمْ نامُوا. فَقالَ لَها عُمَرُ: ولِماذا أَنْتِ هَكَذا؟ فقالَتْ: أَنا مَقْطُوعَةٌ، لا أَخٌ لِي وَلا أَبٌ وَلا زَوْجٌ وَلا ذُو قَرابَةٍ. فَقالَ لَها: لِمَ لَمْ تَعْرِضِي أَمْرَكِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَيَجْعَلَ لَكِ شَيئًا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ؟ فقالَتْ لَهُ: وَاللهِ إِنَّهُ ظَلَمَنِي. فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ مَقالَتَها ارْتاعَ مِنْ ذَلِكَ وَقالَ لَهَا: يا خالَةُ، بِماذا ظَلَمَكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ وَاللهِ ظَلَمَنا. إِنَّ الرَّاعِيَ عَلَيْهِ أنْ يُفَتِّشَ عَنْ حالِ كُلِّ واحِدٍ منْ رَعِيَّتِهِ لَعَلَّهُ يُوجَدُ فِيْها مَنْ هُوَ مِثْلِي ضَيِّقُ الْيَدِ كَثِيْرُ الصِّبْيَةِ وَلا مُعِيْنَ لَهُ فَيَتَوَلَّى لَوازِمَهُ وَيَسْمَحُ لَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ بِما يَقُوتُهُ وَعَيالَهُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

حالِكَةٌ

тим қоронғулик, зимистон

جَذَبَ، يَجْذِبُ، اِجْذِبْ، جَذْبٌ

тортмоқ

اِلْزَمْنِي

менга ортимдан эргаш

تَوَسَّمَ، يَتَوَسَّمُ، تَوَسَّمْ، تَوَسُّمٌ

диққат билан тикилиб қарамоқ

مُتَنَكِّرٌ

ниқобланмоқ, ўзга тусга кириб олмоқ

جَالَ، يَجُولُ، جُلْ، جَوْلٌ

айланиб, кезиб чиқмоқ

الدَّامِسُ

қоп‑қоронғу

لَيْلَةَ قُرٍّ

совуқ тун

خَيْمَةٌ، (خِيَامٌ)

чодир

أَوْشَكْنَا

‑га яқин қолибмиз

عَالَ، يَعُولُ، عُلْ، عَولٌ

оҳ‑воҳ тортмоқ, бақирмоқ

أَثَافِيُّ

ўчоқ

رُوَيْدًا

бироз, бироз

وَقَفَ، يَقِفُ، قِفْ، وُقُوفٌ

тўхтаб турмоқ

سِرْ بِنا

биз билан юринг

لا أَبْرَحُ

Бардавом бўлмоқ

صَبَّ، يَصُبُّ، صُبَّ، صَبٌّ

қуймоқ

لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْجُوعِ

улардаги очлик сабаб

عُلالَةٌ

овунчоқ

الْعَوِيلُ

оҳ‑воҳ, йиғи

ضَجِرَ، يَضْجَرُ، اِضْجَرْ، ضَجَرٌ

зерикмоқ

حَصْبَاءُ

майда тош

أَوْهَمَ، يُوهِمُ، أَوْهِمْ، إيْهَامٌ

ишонтирмоқ

اِرْتَاعَ، يَرْتَاعُ، اِرْتَعْ، اِرْتِيَاعٌ

даҳшатга ва ваҳимага тушмоқ

الرَّاعِي

йўлбошчи

رَعِيَّةٌ

аҳоли, фуқаро

ضَيِّقُ الْيَدِ

қўли қисқа, камбағал

لا مُعِيْنَ

ёрдам берувчиси йўқ

تَوَلَّى، يَتَوَلَّى، تَوَلِّ، تَوَلِّيٌ

масъулиятни бўйнига олмоқ

   

12 عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ والْعُجُوزُ (2)

0:00
0:00

فَقالَ لَهَا عُمَرُ: وَمِنْ أَيْنَ يَعْلَمُ عُمَرُ بِحالِكِ وَمَا أَنْتِ فِيهِ مِنَ الْفاقَةِ مع كَثْرَةِ الصِّبْيَةِ؟ كانَ يَجِبُ عَلَيْكِ أَنْ تَتَقَدَّمِي وتعليمه بِحالِكِ. فَقالَتْ: لا وَالله، إِنَّ الرَّاعِيَ الأَمِيْنَ يَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يُفَتِّشَ عَنْ احْتياجاتِ رَعِيَّتِهِ عُمومًا وَخُصُوصًا. فَلَعَلَّ الشَّخْصَ الْفَقِيْرَ الْحالِ غَلَبَهُ حياءُهُ وَمَنَعَهُ مِنَ التَّقَدُّمِ إلَى راعيهِ. فَعَلَى عُمَرَ السُّؤَالُ عَنْ حالِ الْفقراءِ فِي رَعِيَّتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا عَلَى الْفَقِيْرِ أَنْ يَتَقَدَّمَ إلَى مَوْلاهُ لإعْلامِهِ بِحالِهِ، وَالرَّاعِيُّ الْحُرُّ إِذا أَهْمَلَ ذَلِكَ يَكُونُ هَذَا ظُلْمًا منهُ. فَعِنْدَ ذَلِكَ قالَ لَهَا عُمَرُ: صَدَقْتِ يا خَالَةُ، وَلَكِنْ عَلِّلِي الصِّبْيَةَ وَالسَّاعَةَ آتِيْكِ.

ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ وَكانَتِ الْكِلابُ تَنْبَحُنا وَأَنا أَطْرُدُها عَنِّي وَعَنْهُ إلَى أَنِ انْتَهَيْنا إلَى بَيْتِ الذَّخِيرَةِ. فَفَتَحَهُ وَدَخَلَ وَأَمَرَنِي فَدَخَلْتُ مَعَهُ. وَعَمَدَ إلَى كِيسٍ مِنَ الدَّقِيقِ يَحْتَوِي عَلَى عِشْرِيْنَ رَطْلاً. فَقالَ لِي: يا عَبَّاسُ، حَوِّلْ عَلَى كَتِفِي، فَحَمَلْتُهُ إِيَّاهُ. ثُمَّ قالَ لِي: احْمِلْ هاتِيْكَ جَرَّةَ السَّمْنِ وَأَشارَ إلَى جَرَّةٍ هُناكَ. وَخَرَجْنا وَأَقْفَلَ الْبابَ وَسِرْنا وَقَدْ انْهَارَ مِنَ الدَّقِيْقِ عَلَى لِحْيَتِهِ وَعَيْنَيْهِ وَجَبِيْنِهِ. فَمَشَينَا إلَى أنْ أَنْصَفْنا وَقَدْ أَتْعَبَهُ الْحَمْلُ لأنَّ الْمَكانَ كانَ بَعِيدَ الْمَسافَةِ. فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ حَوِّلِ الْكيسَ عَنْكَ وَدَعْنِي أَحْملُهُ.

فَقالَ: لا واللهِ أَنْتَ لا تَحْمِلُ عَنِّي جَرائِمِي وَظُلْمِي يَوْمَ الدِّيْنِ. وَاعْلَمْ يا عَبَّاسُ! أَنَّ حِبالَ الْحَدِيْدِ وَثِقْلَهَا خَيْرٌ مِنْ حَمْلٍ ظَلامَةٍ كَبُرَتْ أَوْ صَغُرَتْ، لا سِيَّمَا هَذِهِ الْعَجوزِ تُعَلِّلُ أَوْلادَها بِالْحَصَى. يا لَهُ مِنْ ذَنْبٍ عَظيْمٍ عِنْدَ اللهٍ. سِرْ بِنَا وَأَسْرِعْ يا عَبَّاسُ قَبْلَ أنْ يَضْجَرَ الصِّبْيَةُ مِنَ الْعَوِيْلِ فَيَنامُوا كَمَا قالَتْ. فَسارَ وَأَسْرَعَ وَأَنا مَعَهُ وَهُوَ يَلْهَثُ لَهْثَ الثَّوْرِ مِنَ التَّعَبِ إلَى أنْ وَصَلْنَا إلَى خَيْمَةِ الْعَجُوزِ. فَحَوَّلَ الْكِيْسَ عَنْ كَتِفِهِ وَوَضَعْتُ لَهُ جَرَّةَ السَّمْنِ أَمامَهُ. فَتَقَدَّمَ بِنَفْسِهِ وَأَخَذَ الْقِدْرَ وَكَبَّ ما فيها ثُمَّ وَضَعَ السَّمْنَ وَجَعَلَ إلَى جانِبِهِ الدَّقِيْقَ. ثُمَّ نَظَرَ فَإِذَا النَّارُ قَدْ كادَتْ تُطْفَأُ.

فَقالَ لِلعَجُوزِ: أَعِنْدَكِ حَطَبٌ؟ قالَتْ: نَعَمْ يا ابْنِي وَأَشارَتْ إِلَيْهِ. فَقامَ وَجَاءَ بِقَلِيلٍ مِنْهُ وَكَانَ الْحَطَبُ أَخْضَرَ، فَوَضَعَ مِنْهُ فِي النَّارِ وَوَضَعَ الْقِدْرَ عَلَى الأَثافِيِّ، وَجَعَلَ يُنَكِّسُ رَأْسَهُ إلَى الأَرْضِ وَيَنْفُخُ بِفَمِهِ تَحْتَ الْقِدْرِ. وَكانَ دُخانُ الْحَطَبِ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِ لِحْيَتِهِ. وَلَمْ يَزَلْ هَكَذا حَتَّى اشْتَعَلَتِ النَّارُ وَذَابَ السَّمْنُ وَابْتَدَأَ غَلَيانُهُ، فَجَعَلَ يُحَرِّكُ السَّمْنَ بِعُودٍ فِي يَدِهِ الْواحِدَةَ وَيُخَلِّطُ مِن الدَّقِيقِ مَعَ السَّمْنِ فِي يَدِهِ الأُخْرَى إلَى أنْ نَضِجَ وَالصِّبْيَةُ حَوْلَهُ يَتَصَارَخُونَ.

وَلَمَّا طابَ الطَّعامُ طَلَبَ مِنَ الْعَجُوزِ فَأَتَتْهُ بِإناءٍ وَجَعَلَ يَصُبُّ الطَّبِيْخَ فِيهِ وَيَنْفُخُهُ لِيُبَرِّدَهُ وَيُلَقِّمُ الصِّغارَ. وَلَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ هَكَذا مَعَهُمْ واحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى شَبِعُوا وَاكْتَفَوْا وَقَامُوا يَلْعَبُونَ وَيَضْحَكُونَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ إلَى أنْ غَلَبَ عَلَيْهِمُ النَّوْمُ فَنامُوا. فَعِنْدَ ذَلِكَ الْتَفَتَ إلَى الْعَجُوزِ وَقَالَ لَها: يا خالَةُ، أَنا مِنْ قَرابَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَسَأَذْكُرُ لَهُ حالَكِ. فَأْتِيْنِي غَدًا صَباحًا إلَى دارِ الإِمارَةِ فَتَجِدِينِي هُناكَ فَارْجِي خَيْرًا. ثُمَّ وَدَّعَها عُمَرُ وَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ. فَقالَ لِي: يا عَبَّاسُ، وَاللهِ إِنِّي حِيْنَ رَأَيْتُ الْعَجُوزَ تُعَلِّلُ صِبْيَتها بِحَصِيٍّ حَسِبْتُ أَنَّ الْجِبالَ قَدْ زُلْزِلَتْ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى ظَهْرِي. حَتَّى إِذا جِئْتُ بِما جِئْتُ وَأَطْعَمْتُهُمْ ما طَبَخْتُهُ لَهُمْ وَاكْتَفَوْا وَجَعَلُوا يَلْعَبُونَ وَيَضْحَكُونَ فَحِينَئِذٍ شَعَرْتُ أَنَّ تِلْكَ الْجِبَالَ قَدْ سَقَطَتْ عَنْ ظَهْرِي. ثُمَّ أَتَى عُمَرُ دارَهُ وَأَمَرَنِي فَدَخَلْتُ مَعَهُ وَبِتْنا لَيْلَتَنا. وَلَمَّا كَانَ الصَّباحُ أتَتِ الْعَجُوزُ فَاسْتَغْفَرَهَا وَجَعَلَ لَها وَلِصِبْيَتِها رَاتِبًا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ تَسْتَوْفِيهِ شَهْرًا فَشَهْرًا.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

الْفَاقَةُ

қашшоқлик

مَوْلاَهُ

бошлиғига

أَهْمَلَ، يُهْمِلُ، أَهْمِلْ، إهْمَالٌ

эътиборсиз бўлмоқ

تَنْبَحُنا

бизга вовиллар эди

إلَى أَنِ انْتَهَيْنا

етиб боргунимизча

عَمَدَ، يَعْمِدُ، اِعْمِدْ، عَمْدٌ

‑га интилиб бормоқ

اِحْتَوَى، يَحْتَوِي، اِحْتَوِ، اِحْتِوَاءٌ

ўз ичига олмоқ

حَوَّلَ، يُحَوِّلُ، حَوِّلْ، تَحْوِيلٌ

ортмоқ, силжитмоқ

جَرَّةٌ، (جِرَارٌ)

кўза, хумча

السَّمْنُ

ёғ, мой

اِنْهَارَ، يَنْهَارُ، اِنْهَرْ، اِنْهِيَارٌ

тўкилмоқ, тушиб кетмоқ

أَنْصَفْنا

ярим йўл юрдик

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي

ота‑онам сизга фидо бўлсин

ظَلامَة

зулм қилиш

لا سِيَّمَا

хусусан

لَهَثَ، يَلْهَثُ، اِلْهَثْ، لَهْثٌ

ҳансирамоқ

كَبَّ، يَكُبُّ، كُبَّ، كَبٌّ

ағдармоқ

قَدْ كادَتْ تُطْفَأُ

ўчиб қолишига оз қолди

نَكَّسَ، يُنَكِّسُ، نَكِّسْ، تَنْكِيسٌ

бошем қуйи солмоқ, эргаштирмоқ

نَفَخَ، يَنْفُخُ، اُنْفُخْ، نَفْخٌ

пуфламоқ

ذَابَ، يَذُوبُ، ذُبْ، ذَوَبَانٌ

эримоқ

غَلَى، يَغْلِي، اِغْلِ، غَلَيَانٌ

қайнамоқ

خَلَّطَ، يُخَلِّطُ، خَلِّطْ، تَخْلِيطٌ

аралаштирмоқ

يَتَصَارَخُونَ

бақирардилар

طَابَ، يَطِيبُ، طِبْ، طِيبَةٌ

пишиб етилмоқ

يُلَقِّمُ

овқатни едирмоқ

اكْتَفَوْا

кифояландилар

دارُ الإِمارَةِ

амир саройи

فَارْجِي

умид қилгин

ظَهْرٌ، (ظُهُورٌ)

орқа томон

إِذا جِئْتُ بِما جِئْتُ

қўлга тушган нарсани олиб келганимда

بِتْنَا

тунадик

رَاتِبٌ

маош, ойлик

اِسْتَوفَى، يَسْتَوفِي، اِسْتَوفِ، اِسْتِيفَاءٌ

тўла‑тўкис олмоқ

13 النَّعَامَةُ

0:00
0:00

اَلنَّعامَةُ أَكْبَرُ الطُّيُورِ. وَيَبْلُغُ عُلُوُّها مِنْ قِمَّةِ رَأْسِها إلَى الأرْضِ ثَلاثَ أَذْرُعٍ وَنِصْفَ ذِراعٍ. وَمَسْكَنُها عَلَى الْغَالِبِ فِي صَحارَى أفْرِيقِيَّةَ وَبِلادِ الْعَرَبِ. وَيُسَمِّيها الْعَرَبُ الْجَمَلَ الطَّائِرَ، لأَنَّها تُشْبِهُ الْجَمَلَ فِي تَكْوِيْنِهَا وَطُولِ رَقَبَتِها. وَهِيَ كَالْجَمَلِ تُحِبُّ سُكْنَى الصَّحْراءِ. وَهِيَ صَبُورٌ عَلَى الْعَطَشِ نظيرَ الْجَمَلِ وَقْتًا طَوِيلاً. أَمَّا جَناحا النَّعامَةِ فَصَغِيْرَانِ لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَطِيرَ بِهِمَا وَلَكِنَّها تَسْتَخْدِمُهُما عِنْدَ الْعَدْوِ كَمَا يَسْتَخْدِمُ النُّوتِيُّ الْمَجَاذِيفَ لِتَسْيِيْرِ الزَّوْرَقِ فَيُساعِدانِها كَثِيرًا عَلَى الرَّكْضِ بسُرْعَةٍ تَكادُ تُشْبِهُ الطَّيَرَانَ. وَالنَّعامَةُ تَخْتارُ عُشَّها فِي حُفْرَةٍ رَمْلِيَّةٍ فِي الصَّحراءِ فَتَضَعُ فِيهِ عَشْرَ بَيْضاتٍ أَوْ اثْنَتَى عَشْرَةَ بَيْضَةً وَتَجْلِسُ فَوْقَهَا وَلا تَتْرُكُهَا إلا فِي مُنْتَصَفِ النَّهارِ عِنْدَ مَا تَصِيْرُ أَشِعَّةُ الشَّمْسِ حَارَّةً مُحْرِقَةً. وَبَيْضُ النَّعامَةِ يَصْلُحُ لِلأَكْلِ. وَبَعْضُ النَّاسِ مُغْرَمُونَ بِهِ كَثِيرًا. وَقِشْرُ الْبَيْضِ يَصْلُحُ لِعَمَلِ الأَقْدَاحِ وَنَحْوِها وَيُعْتَبَرُ كَآنِيَةِ الْعاجِ.

وَالنَّعامَةُ تُصَادُ عَلَى ظُهُورِ الْجِيادِ. وَرَغْمًا عَنْ سُرْعَةِ عَدْوِها تُدْرِكُها الْخَيْلُ السَّرِيعَةُ الْجَرْيِ لأنَّهَا لِجَهْلِهَا لا تَعْدُو عَلَى خَطٍّ مَسْتَقِيمٍ وَلَكِنَّها تَتَعَوَّجُ فِي مَسِيرِها كَثِيرًا. فَالْقَنَّاصُ الْمَاهِرُ يَعْدُو وَراءَها عَلَى خَطٍّ مَسْتَقِيمٍ فَيُدْركُها بَعْدَ أنْ يَكُونَ قَدْ أَجْهَدَها التَّعَبُ لأنَّها لا تَقْوَى عَلَيْهِ مِثْلَ الْفَرَسِ.

وَقَالَ أَحَدُ السَّيَّاحِ: إِنَّهُ شَاهَدَ فِي صَحارَى أفْريقِيَّةَ قَوْمًا يَصْطادُونَ النَّعامَةَ عَلَى طَرِيقَةٍ غَرِيبَةٍ. وَهِيَ أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَلْتَفُّ بِجِلْدِ نَعامَةٍ وَيَقْصُدُ سِرْبًا مِنْها، فَمَتَى دَنا مِنْهُ يَحْبُو عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ حَتَّى يَصِلَ بَينَهَا، وَهِيَ تَظُنُّهُ واحدَةً مِنْها فَيَنْهَضُ بَغْتَةً وَيُطْلِقُ سِهامَهُ عَلَيْها فَيَقْتَنِصُها. وَشَاهَدَ بَعْضُهُمْ وَلَدًا مِنْ سُكَّانِ الْمَغْرِبِ يَرْكَبُ نَعَامَةً أَلِيفَةً فَكَانَتْ تَرْكُضُ بِهِ بِسُرْعَةٍ لا فَرِيدَ عَلَيْها. وَأَثْمَنُ شَيْءٍ فِي النَّعامَةِ رِيشُ ذَنَبِها وَجَناحَيْها. وَهُمْ يَقْتَنِصُونَها لِلْحُصولِ عَلَى رِيشِها الَّذِي يُبَاعُ فِي أَسْواقِ الْعالَمِ الْمُتَمَدِّنِ بِأثْمانٍ فاحِشَةٍ وَيَسْتَعْمِلُونَهُ لِلزِّينَةِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

نَعَامَةٌ، (نَعَائِمٌ)

туяқуш

قِمَّةٌ، (قِمَمٌ)

юқори қисми

ذِرَاعٌ

қулоч, газ (ўлчов бирлиги)

عَلَى الْغَالِبِ

кўпинча

تَكْوِيْنِهَا

унинг тан тузилишида

سُكْنَى

яшаш, истиқомат қилиш

نَظِيرٌ

ўхшаш, сингари

الْعَدْوُ

югуриш, чопиш

النُّوتِيُّ

кемачи

مِجْذَافٌ، (مَجَاذِيفُ)

эшкак

الزَّوْرَقُ

қайиқ

فِي حُفْرَةٍ رَمْلِيَّةٍ

қумлик чуқур

مُغْرَمُونَ بِهِ

унга қизиқувчи, ишқибозлар

قِشْرٌ، (قُشُورٌ)

пўсти, устки қисми

قَدَحٌ، (أَقْدَاحٌ)

қадаҳ, стакан

كَآنِيَةِ الْعاجِ

фил тишидан тайёрланган идиш каби

جَوَادٌ (جِيَادٌ)

чопқир от

رَغْمًا عَنْ ذَلِكَ

‑га қарамасдан

خَطٌّ مَسْتَقِيمٌ

текис чизиқ

اِلْتَفَّ، يَلْتَفُّ، اِلْتَفِّ، اِلْتِفَافٌ

ўраниб олмоқ

سِرْبٌ، (أَسْرَابٌ)

тўда, гуруҳ

حَبَا، يَحْبُو، اُحْبُ، حَبوٌ

эмакламоқ

اِقْتَنَصَ، يَقْتَنِصُ، اِقْتَنِصْ، اِقْتِنَاصٌ

овламоқ, қўлга туширмоқ

لا فَرِيدَ

тенги йўқ

ذَنَبٌ، (أَذْنَابٌ)

дум

الْمُتَمَدِّنُ

маданий, ривожланган

فاحِشَةٌ

ҳаддан ташқари, катта миқдор

الْمَغْرِبُ

марокаш

بَغْتَة

тўсатдан

ثَمَنٌ، (أَثْمَانٌ)

маблағ, нарх

14 الطَّبِيبُ وَالصَّبِيُّ الْمَريضُ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ طَبِيبًا عادَ ذَاتَ يَوْمٍ صَبِيًّا كانَ يَمْرَضُ بِوَاسِطَةِ التُّخْمَةِ وَالآلامِ النَّاشِئَةِ مِنِ امْتِلاَءِ مَعِدَّتِهِ بِالأَغْذِيَةِ. فَرَأَى الطَّبِيبُ فِي يَدِ ذَلِكَ الصَّبيِّ كِيسًا مُرَصَّعًا بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ مَمْلُوءًا بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ. فَقالَ لَهُ: هَلْ هَذا الْكِيسُ الْمَمْلُوءُ بِالدَّراهِيمِ وَالدنانِيرِ يَسَعُ شَيْئًا زِيادَةً عَمَّا فِيهِ . فَأَجابَهُ الصَّبِيُّ بِقَوْلِهِ: كَيْفَ يَسَعُ مَا يَدْخُلُهُ الآنَ؟ فَقالَ الطَّبِيبُ: إِذَا أَعْطَيْتُ مِقْدارًا عَظِيمًا منَ النُّقُودِ هَلْ تَقْدِرُ أنْ تُدْخِلَهُ فِي الْكِيسِ عَلَى هَذا الْحالِ؟ قالَ: إِنَّ إِدْخَالَ ما يَزِيدُ عَلَى ما فِيهِ مِنَ الْمُحالِ. فَقالَ لَهُ الطَّبِيبُ: ضَعْهُ بِالْقُوَّةِ. قالَ: يَتَمَزَّقُ وَهُوَ مُرَصَّعٌ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجانِ. ثُمَّ قالَ لَهُ الطَّبِيبُ: اِعْلَمْ أَيُّها الصَّبِيُّ، إِنَّ مَعِدَّتَكَ مِثْلُ هَذا الْكِيسِ، فَمَتَى أَكَلْتَ أَزْيَدَ مِنْ مِلْءِ بَطْنِكَ فَقَدْ أَضْعَفْتَ وَأَتْلَفْتَها وَجَاءَتْكَ الأَمْرَاضُ وَالآلامُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

عَادَ، يَعُودُ، عُدْ، عِيَادَةٌ

беморни бориб кўрмоқ

التُّخْمَةُ

овқатни ҳазм қила олмаслик

النَّاشِئَةُ

келиб чиққан

كِيْسٌ، (أَكْيَاسٌ)

халта, қопча

مُرَصَّعٌ

қопланган

وَسِعَ، يَسَعُ، سَعْ، وَسَاعَةٌ

сиғдирмоқ

عَمَّا فِيهِ

ичидаги нарсадан

الْمُحَالُ

маҳол, бўлиши мумкин эмас

تَمَزَّقَ، يَتَمَزَّقُ، تَمَزَّقْ، تَمَزُّقٌ

йиртилмоқ

مِنْ مِلْءِ بَطْنِكَ

қорнингни тўлдиргандан

أَزْيَدَ

зиёдароқ

أَتْلَفَ، يُتْلِفُ، أَتْلِفْ، إتْلاَفٌ

талофат етмоқ

15 كِسْرَى وَالْفَلاَّحُ

0:00
0:00

وَقَفَ كِسْرَى عَلَى فَلاَّحٍ يَغْرِسُ نَخْلاً وَقَدْ طَعَنَ فِي السِّنِّ. فَقالَ لَهُ مُتَعَجِّبًا مِنْهُ: أَيُّها الشَّيْخُ، أَتُؤَمِّلُ أنْ تَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ هَذا النَّخْلِ وَهُوَ لاَ يَحْمِلُ إلاَّ بَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ وَأَنْتَ قَدْ فَنِيَ عُمْرُكَ. فَقالَ: أَيُّها الْمَلِكُ، غَرَسُوا وَأَكَلْنا وَغَرَسْنا فَيَأْكُلُونَ. فَقالَ مُتَعَجِّبًا مِنْ كَلامِهِ: زِه، وَأَعْطَى الْفَلاَّحَ أَلْفَ دِينارٍ. فَأَخَذَها وَقالَ: أَيُّها الْمَلِكُ، مَا أَعْجَلَ مَا أَثْمَرَ هَذا النَّخْلَ. فَاسْتَحْسَنَ كِسْرَى ذَلِكَ وَقالَ: زِهْ، وَأَعْطاهُ أَلْفَ دِينارٍ أُخْرى فَأَخَذَها وَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَأَعْجَبُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ أَنَّ النَّخْلَ أَثْمَرَ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ. فَاسْتَحْسَنَ كِسْرَى ذَلِكَ وَقالَ: زِهْ، فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينارٍ أُخْرَى ثُمَّ تَرَكَهُ وَانْصَرَفَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

كِسْرَى

форс подшоҳларининг лақаби

وَقَدْ طَعَنَ فِي السِّنِّ

уни ёши улғайганини айблади

مُتَعَجِّبًا

таажжубланган ҳолда

أَتُؤَمِّلُ

ўйлайсанми?

لاَ يَحْمِلُ

мевани кўтармайди, тугмайди

فَنِيَ، يَفْنَى، اِفْنِ، فَنَاءٌ

адо бўлмоқ, йўқ бўлмоқ

غَرَسَ، يَغْرِسُ، اِغْرِسْ، غَرْسٌ

кўчатни экмоқ, ўтқазмоқ

زِه

ажабланганда айтилади (форсча сўз)

مَا أَعْجَلَ مَا أَثْمَرَ هَذا النَّخْلَ

ушбу хурмо мунча тез ҳосил берди

اسْتَحْسَنَ، يَسْتَحْسِنُ، اِسْتَحْسِنْ، اِسْتِحْسَانٌ

маъқуллади

16 جَائِزَةُ الْكَسَلِ

0:00
0:00

 

قَدْ جاءَ فِي صَحائِفِ التَّخْيِيلِ

حِكايَةٌ بَديعَةُ التَّمْثِيلِ

شَيْخٌ لَهُ ثَلاَثَةُ ذُكُورُ

كَسَلُهُمْ بَينَ الْمَلا شَهِيرُ

قَضَى فَرامُوا بَعْدَهُ الْوِرَاثَهْ

وَلَمْ يَكُنْ خَلَّفَ لِلثَّلاثَهْ

سِوَى حِمارٍ كانَ أَوْصَى فِيهِ

لِمَنْ يُرَى الأَكْسَلَ فِي بَنِيهِ

فَوَقَعَ الْخِلاَفُ فِي الْمَزْعُومِ

واحْتَكَمُوا لِشارِعٍ حَكِيمٍ

فَقالَ واحِدٌ أَنا بَليدُ

وَكَسَلِي لَيْسَ لَهُ تَحْدِيدُ

قَدْ أَعْبُرُ الْجَدْوَلَ وَالظَّماءُ

فِي كَبِدِى نارٌ لَهَا صِلاَءُ

فَلا أَذُوقُ مِنْهُ حَسْوَ طائِرِ

مِنْ كَسَلٍ عَشَّشَ فِي ضَمائِرِي

وَقالَ ثَانٍ أَنا أَمْتازُ عَلَيهِ

بِكَسَلٍ لَمْ يَكُ مَعْزُوًّا إلَيْهِ

قَدْ يَلِجُ الذُّبابُ فِي وَسْطِ فَمِي

تَلْذَعُنِي أَمَرَّ لَذْعٍ مُؤْلِمِ

 

 

فَلا أُحَرِّكُ اللِّسانَ طارِدا

لَهَا وَأُلْفَى كَالصَّفاةِ جامِدَا

وَسَكَتَ الثَّالِثُ عَنْ تِبْيانِ

ما عِنْدَهُ مِنْ راجِحِ الْبُرْهانِ

قالَ لَهُ الشَّارِعُ فُهْ بِالْحُجَّهْ

فَمَجْمَجَتْ أَلْفاظُهُ الْمُرْتَجَّهْ

أَكْسَلُ أنْ أَفُوهَ بِالْكَلامِ

وَلَوْ حَوَيْتُ غِبْطَةَ الْمُرامِ

فَحَكَمَ الْقاضِي لَكَ الْوَصِيَّة

بِلا امْتِرا يا أَكْسَلَ الْبَرِيَّهْ

ثُمَّ عَلاَ حِمارَهُ وَسَارا

يُنْشِدُ فِي نَجاحِهِ الأَشْعارا.

 (أ.ظ. خَيْرُ اللهِ)

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

صَحائِفُ التَّخْيِيلِ

ҳаёл саҳифаларида

بَديعَة

ажойиб

التَّمْثِيل

томоша

الْمَلا

халқ

فَرامُوا

истадилар, хоҳладилар

مَزْعُومٌ

тамаъ қилинган нарса

اِحْتَكَمَ، يَحْتَكِمُ، اِحْتَكِمْ، اِحْتِكامٌ

қозига мурожаат қилмоқ

شَارِعٌ

қози

بَليدٌ

аҳмоқ, эси паст

الْجَدْوَلُ

сой

الظَّماءُ

чанқоқлик, чанқоқлик

صِلاَءٌ

ёнғин

حَسْوٌ

шўрва

عَشَّشَ، يُعَشِّشُ، عَشِّشْ، تَعْشِيشٌ

уя қурмоқ

عَزَا، يَعْزُو، اُعزُ، عَزْوٌ

алоқадор бўлмоқ

وَلَجَ، يَلِجُ، لِجْ، وُلُوجٌ

кирмоқ

لَذَعَ، يَلْذَعُ، اُلْذُعْ، لَذْعٌ

чақмоқ

صَفَاةٌ، (صَفَوَات)

тош

مِنْ راجِحِ الْبُرْهانِ

далилни кучайтириш

مَجْمَجَةٌ

ғулдирамоқ

الْمُرْتَجَّه

қалтироқ

حَوَى، يَحْوِي، اِحْوِ، حَوَايَةٌ

хотирада сақламоқ

غِبْطَة

шодлик

مَرامٌ

мақсад

بِلا امْتِرا

шак‑шубҳасиз

أَنْشَدَ، يُنْشِدُ، أنْشِدْ، إنْشَادٌ

шеър битмоқ

17 اَلْفِيْلُ

0:00
0:00

إنَّ الْفِيلَ أَعْظَمُ الْحَيَواناتِ الْبَرِّيَّةِ جُثَّةً. وَيَبْلُغُ عُلُوُّهُ عَشْرَ أَقْدامٍ تَقْرِيبًا. وَهُوَ يُوجَدُ فِي الأقالِيمِ الْحارَّةِ مِنْ أَفْرِيقِيَّةَ وَآسِيَّا. وَيَكْثُرُ فِي بِلادِ الْهِنْدِ وَلا سِيَّمَا جَزِيرَة كيلانَ. وَهُوَ يُحِبُّ السُّكْنَى فِي الْغاباتِ الْكَثِيفَةِ وَشَواطيء الأَنْهُرِ. وَهُوَ شَدِيدُ الْمَيْلِ إلَى الْماءِ فَيَتَرَدَّدُ كَثِيرًا إلَى الْجَداوِلِ وَالْحِياضِ فَيُقِيمُ فِي الْماءِ ساعاتٍ وَيَصُبُّ الْماءَ بِخُرطُومِهِ عَلَى سائِرِ جَسَدِهِ.

وَلَهُ أَنْفٌ طَوِيلٌ جِدًّا يُعْرَفُ بِالْخُرْطُومِ. وَذَنَبُهُ صَغِيرٌ جِدًّا وَأُذُناهُ كَبِيرَتانِ وَعَيْنَاهُ صَغِيرَتانِ بالنِّسْبَةِ إلَى عِظَمِ رَأْسِهِ. وَلَهُ نابانِ عَظِيمَتانِ جِدًّا تَبْرزانِ مِنْ طَرَفَي فَكِّهِ الأَعْلَى. وَهُما مُعْوجَّتانِ وَرَأْساهُما حادَّانِ، فَهُما بِمَنْزِلَةِ الأَسْلِحَةِ لَهُ. وَيَصْنَعُ النَّاسُ مِنْهُمَا الْمِشاطَ وَالْعُلَبَ وَالْمَراوِحَ وَأَنْصِبَةَ السَّكاكِينِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَدَواتِ وَالآلاتِ الثَّمِينَةِ.

وَالْخُرْطُومُ لِلْفِيلِ بِمَنْزِلَةِ الْيَدِ لِلإنْسانِ. فَيَشْرَبُ بِهِ الْماءَ وَيَأْكُلُ الْحَشِيشَ وَالأَزْهارَ وَيَحُلُّ الْحِبالَ وَيَفْتَحُ الأَبْوابَ وَيُغَلِّقُها. وَفِي طَرَفِ الْخُرْطُمِ يُوجَدُ شَيءٌ زائِدٌ كَالإصْبَعِ يَسْتَطِيعُ بِهِ أنْ يَلْتَقِطَ الإبْرَةَ وَغَيْرَها مِنَ الأَشْياءِ الصَّغِيرَةِ. وَيُمْكِنُ الْفِيل أنْ يَقْلَعَ بِخُرْطومِهِ الأَشْجارَ الْعَظِيمَةَ. وَالْفِيلُ يَقْتاتُ بِالْحَشِيشِ وَأَوْراقِ الأَشْجارِ وَأغْصانِها وَالْهَوامِّ وَما أَشْبَهَ ذَلِكَ.

وَأَحَبُّ مَا يَأْكُلُهُ الْفَواكِهُ. وَقَدْ يَقْصُدُ مَزْرُوعاتِ الأَرُزِّ وَالذُّرَةِ فَيَأْكُلُها وَيَدُوسُها بِأَقْدامِهِ. وَالْفِيَلَةُ فِي الْبَرِّيَّةِ تَمْشِي جَماعاتٍ كَقَطِيعِ الْغَنَمِ. وَيَمْشِي الأَكْبَرُ فِي السِّنِّ أَمامَهَا وِقايَةً لَها مِنَ الْعَدُوِّ، وَالَّذِي يَتْلُوهُ فِي السِّنِّ يَكُونُ وَراءَ الْجَمِيعِ. وَأَمَّا الْبَقِيَّةُ فَتَكُونُ فِي الْوَسَطِ. وَالصِّغارُ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ تَحْمِلُها أمَّهاتُها عَلَى خَراطِيمِها.

وَالْفِيلُ قابِلٌ لِلتَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ. وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِالْفَهْمِ والذَّكاءِ. وَهُوَ يَخْدِمُ صاحِبَهُ بِأَمانَةٍ زائِدةٍ وَيَخْضَعُ لَهُ خُضوعًا تَامًّا بِشَرْطِ أنْ لا يُؤْذَى بِدُونِ سَبَبٍ وَيَفْهَمُ إِشاراتِ صاحِبِهِ حَتَّى الْكَلامَ. وَأَهْلُ الْهِنْدِ يَسْتَخْدِمُونَهُ فِي جَرِّ الْمَراكِبِ وَبِناءِ الْجُسُورِ وَحَمْلِ الأَحْمَالِ الثَّقِيلَةِ، فَهُوَ يُتِمُّ ما وُكِّلَ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِكُلِّ انْتباهٍ. فَقَدْ يُنْزِلُ الأَحْمالَ عَنْ ظَهْرِهِ بِدِقَّةٍ زائِدَةٍ خَوْفًا منْ أنْ تُكسَرَ أَوْ تُتْلَفَ وَبَعْدَ أَنْ يَضَعَها فِي الأَرْضِ يُحَرِّكُها، فَإِذا رَأَى أَنَّها مُتَقَلْقِلَةٌ يَأْتِي بِحَجَرٍ فَيُسْنِدُها إِلَيْهِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

الْبَرِّيَّةُ

ваҳший

تَقْرِيبًا

тахминан

إِقْلِيمٌ، (أَقَالِيمُ)

иқлим

لاَ سِيَّمَا

хусусан

الْكَثِيفَةُ

зич

تَرَدَّدَ، يَتَرَدَّدُ، تَرَدَّدْ، تَرَدُّدٌ

бормоқ

حَوضٌ، (حِيَاضٌ)

сув ҳавзаси

خُرْطُومٌ، (خَرَاطِيمُ)

хартум

نَابٌ، (أَنْيَابٌ)

қозиқ тиш

فَكٌّ، (فُكُوكٌ)

жағ, ияк

مشْطٌ، (أَمْشَاطٌ=مِشَاطٌ)

тароқ

عُلْبَةٌ، (عُلَبٌ)

қутича

مِرْوَاحٌ، (مَرَاوِحٌ)

елпиғич

نِصَابٌ، (أَنْصِبَةٌ)

соп, даста, тутқа

الثَّمِينَةُ

қимматбаҳо

الْحَشِيشُ

Ўт‑ўлан

حَلَّ، يَحُلُّ، حُلَّ، حَلٌّ

ечмоқ

اِلْتَقَطَ، يَلْتَقِطُ، اِلْتَقِطْ، اِلْتِقَاطٌ

Ушламоқ, тутмоқ

قَلَعَ، يَقْلَعُ، اِقْلَعْ، قَلْعٌ

Суғуриб олмоқ

الْهَوامُّ

ҳашарот

دَاسَ، يَدُوسُ، دُسْ، دَوسٌ

босмоқ, эзмоқ, пайҳон қилмоқ

وِقايَةٌ

сақламоқ, ҳимоя қилмоқ

يَتْلُوهُ

ундан кейингиси

جَرَّ، يَجُرُّ، جُرَّ، جَرٌّ

тортмоқ, судрамоқ

ما وُكِّلَ بِهِ

юклатилган нарсани

بِكُلِّ انْتباهٍ

ўта ҳушёрлик билан

مُتَقَلْقِلَةٌ

тараддудланмоқ

أسْنَدَ، يُسْنِدُ، أَسْنِدْ، إسْنَادٌ

тираб қўймоқ

18 عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ وَالسَّارِقُ

0:00
0:00

دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ وَقالَ لِرَجُلٍ كانَ واقِفًا عَلَى بابِ الْمَسْجِدِ: أَمْسِكْ بَغْلَتِي. فَأَخَذَ الرَّجُلُ لِجَامَها وَمَضَى وَتَرَكَ الْبَغْلَةَ. فَخَرَجَ عَلِيٌّ وَفِي يَدِهِ دِرْهَمانِ لِيُكافِئَ بِهِما الرَّجُلَ عَلَى إِمْسَاكِهِ بَغْلَتَهُ فَوَجَدَها واقِفَةً بِغَيْرِ لِجَامٍ فَرَكِبَها وَمَضَى وَرَفَعَ لِغُلامِهِ الدِّرْهَمَيْنِ يَشْتَرِي بِهِما لِجامًا . فَوَجَدَ الْغُلامُ اللِّجامَ فِي السُّوقِ قَدْ باعَهُ السَّارِقُ بدرْهَمَيْنِ. فَقالَ عَلِىٌّ رَضِي اللهُ عَنْهُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَحْرمُ نَفْسَهُ الرِّزْقَ الْحَلالَ بِتَرْكِ الصَّبْرِ وَلا يَزْدادُ عَلَى ما قُدِّرَ لَهُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

بَغْلَةٌ

урғочи хачир

مَضَى، يَمْضِي، اِمْضِ، مُضِيٌّ

олиб кетмоқ

لِيُكافِئَ

тақдирлаш учун

واقِفٌ

тик турмоқ

لا يَزْدادُ

қўшимча қилмайди

ما قُدِّرَ لَهُ

унга тақдир қилинган нарса

19 اَلثَّعَالِبُ وَالذِّئْبُ

0:00
0:00

زَعَمُوا، أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الثَّعالِبِ خَرَجُوا يَوْمًا يَطْلُبُونَ ما يَأْكُلُونَ. بَيْنَمَا هُمْ يَجُولُونَ أَصابُوا جُثَّةَ جَمَلٍ مَيّتٍ. فَقالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: وَجَدْنا ما نَعِيشُ به زمانًا طَوِيلاً وَلَكِنْ نَخافُ أَنْ يَبْغِيَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَيَنْبَغِي لَنا أَنْ نَطْلُبَ حَكَمًا يَحْكُمُ بَينَنا وَنَجْعَلَ لَهُ نَصِيبًا. فلا يَكُونُ لِلْقَوِيِّ سُلْطَةٌ عَلَى الضَّعِيفِ. وفيما هُمْ يَتَشَاوَرُونَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ذِئْبٌ. فَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ أَصَابَ رَأْيُكُمْ فَاجْعَلُوا هَذا الذِّئْبَ حَكَمًا لأَنَّهُ أَقْوَى النَّاسِ وَأَبُوهُ كانَ سُلْطانًا عَلَيْنا فِي سالِفِ الزَّمانِ. وَنَحْنُ نَرْجُو مِنَ اللهِ أنْ يَعْدِلَ بَيْنَنَا.

ثُمَّ إِنَّهُمْ تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ وَأَخْبَرُوهُ بِما صارَ إِلَيْهِ رَأْيُهُمْ. وَقالُوا: قَدْ حَكَّمْناكَ بَيْنَنا لِتُعطِيَ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا ما يَقُوتُهُ كُلَّ يَوْمٍ. فَأَجابَهُمُ الذِّئْبُ إلَى قَوْلِهِمْ وَقَسَمَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ اليَوم كفافه. وَلَمَّا كَانَ الغَدُ قَالَ الذِّئْبُ فِي نَفْسِهِ: إِنَّ قِسْمَةَ هَذا الْجَمَلِ بَيْنَ هَؤُلاَءِ الْعاجِزِينَ لا يَعودُ عَلَيَّ منْهَا شَيء إِلاَّ الْجُزْءُ الَّذِي جَعَلُوهُ لِي. وَإِنْ أَكَلْتُهُ وَحْدِي فَهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ لِي ضُرًّا. مَعَ أَنَّهُمْ غُنْمٌ لِي وَلأهْلِ بَيْتِي، فَمَنِ الَّذِي يَمْنَعُنِي عَنْ أَخذِ هَذا لِنَفْسِي؟

وَلَمَّا أَصْبَحَ الثَّعالِبُ جاؤوا إِلَيْهِ عَلَى الْعادَةِ يَطْلُبُونَ مِنْهُ قُوتَهُمْ. فَقالُوا لَهُ: يا أَبا سَرْحانَ! أَعْطِنا قُوتَ يَوْمِنا. فَقالَ: ما بَقِيَ عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيه لَكُمْ. فَذَهَبُوا مِنْ عِنْدِهِ عَلَى أَسْوَءِ حالٍ، ثُمَّ قالُوا: ماذا نَعْمَلُ وقَدِ ابْتَلانا اللهُ بِهذا الْخائِنِ الْغادِرِ. فَقالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّ الَّذِي حَمَلَ الذِّئْبَ عَلَى هذا ضَرُورَةُ الْجُوعِ فَدَعُوهُ الْيَوْمَ يَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَفِي الْغَدِ يَذْهَبُ إِلَيْهِ.

فَلَمَّا أَصْبَحُوا تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ وَقالُوا لَهُ: يا أبَا سَرْحانَ! إِنَّما وَلَّيْناكَ أَمْرَنا لأَجْلِ أنْ تَدْفَعَ لِكَلٍّ مِنَّا قُوتَهُ وَتُنْصِفَ الضَّعِيْفَ منَ الْقَوِيِّ. وَإِذا نَفِدَ، نَجْتَهِدُ فِي تَحْصِيلِ غَيْرِهِ وَنَصِيرُ دائِمًا تَحْتَ حِمايَتِكَ وَرعايَتِكَ وَنَحْنُ قَدْ مَسَّنَا الْجُوعُ فَأَعْطِنا قُوتَنا. فَلَمْ يَرُدَّ الذِّئْبُ عَلَيْهِمْ جَوابًا بلِ ازْدادَ قَسْوَةً. وَرَاجَعُوهُ مَرَّةً ثانِيَةً فَلَمْ يُجْدِ نَفْعًا. فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَيْسَ لَنا عَلَيْهِ حيلَةٌ إِلاَّ أَنْ نَنْطَلِقَ إلَى الأَسَدِ وَنَطْرَحَ أنْفُسَنا عَلَيْهِ وَنَجْعَلَ لَهُ الْجَمَلَ. فَإِنْ أَحْسَنَ عَلَيْنا بشَيْءٍ مِنْهُ كانَ مِنْ فَضْلِهِ وَإلاَّ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ هَذا الْخَبِيثِ. ثُمَّ انْطَلَقُوا إلَى الأَسَدِ وَأَخْبَرُوهُ بِما كانَ لَهُمْ مَعَ الذِّئْبِ وَقالُوا لَهُ: نَحْنُ عَبِيدُكَ وَقَدْ جِئْناكَ مُسْتَجِرِينَ بِكَ لِتُخَلِّصَنا مِنْ هَذا الطَّاغِي.

فَلَمَّا سَمِعَ الأَسَدُ كَلامَ الثَّعالِبِ أَخَذَتْهُ الْحَميَّةُ وَغارَ لله تَعالَى وَمَضَى مَعَهُمْ إلَى الذِّئْبِ. فَلَمَّا رَأى الذِّئْبُ الأَسَدَ مُقْبِلاً طَلَبَ الْفِرارَ فَجَرى الأَسَدُ خَلْفَهُ وَقَبَضَ عَلَيْهِ وَمَزَّقَهُ قِطَعًا وَمَكَّنَ الثَّعالِب مِنْ فَرِيسَتِهِمْ. فَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْدِلْ فِي حُكْمِهِ تَكُونُ عاقِبتُهُ الْهَلاكَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

زَعَمُوا

айтишларича

جَالَ، يَجُولُ، جُلْ، جَولٌ

айланиб, кезиб юрмоқ

بَغَى، يَبْغِي، اِبْغِ، بَغْيٌ

зулм қилмоқ

سُلْطَةٌ

ҳукмронлик

فِي سالِفِ الزَّمانِ

ўтган замонда

بِما صارَ إِلَيْهِ رَأْيُهُمْ

фикрлари жам бўлган нарса

كَفَافٌ

етгулик, кифоя қилгулик

غُنْمٌ

ўлжа, қўлга киритилган нарса

أَبُو سَرْحَانَ

бўри

الْغادِرُ

ишончсиз, сотқин

وَلَّيْنَاكَ

биз сени бошлиқ қилдик

أنْصَفَ، يُنْصِفُ، أَنْصِفْ، إنْصَافٌ

адолат қилмоқ

قَسْوَة

қаҳр

رَاجَعَ، يُرَاجِعُ، رَاجِعْ، مُرَاجَعَةٌ

мурожаат қилмоқ

فَلَمْ يُجْدِ نَفْعًا

фойда бермади

اِنْطَلَقَ، يَنْطَلِقُ، اِنْطَلِقْ، اِنْطِلاَقٌ

бормоқ

طَرَحَ، يَطْرَحُ، اِطْرَحْ، طَرحٌ

ўзини топширмоқ

عَبِيدٌ

қул

اِسْتَجَارَ، يَسْتَجِيرُ، اِسْتَجِرْ، اِسْتِجَارَةٌ

паноҳ топмоқ

طاَغٍ

эзувчи, золим

الْحَميَّةُ

ҳамият

غَارَ، يَغِيرُ، غِرْ، غَيرٌ

ғайрат қилмоқ

مُقْبِلاً

келаётганини

مَكَّنَ الثَّعالِب مِنْ فَرِيسَتِهِمْ

тулкилар овларини ейиш имконига эга бўлди

20 لَطائِفُ

0:00
0:00

 

(1) دَخَلَ لِصٌّ عَلَى بَعْضِ الْفُقَراءِ فَفَتَّشَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا. فَلَمَّا أَرادَ أنْ يَخْرُجَ قَالَ صاحِبُ الْبَيْتِ: إِذا خَرَجْتَ فَأغْلِقِ الْبابَ. قالَ اللِصُّ: مِنْ كَثْرَةِ ما أَخَذْتُ مِنْ بَيْتِكَ تَستَخْدِمُنِي؟

(2) دَخَلَ طُفَيْلِيٌّ عَلَى قَوْمٍ يَأْكُلُونَ، فَقَالَ: ما تَأْكُلُونَ؟ قَالُوا: سَمًّا. فَأَدْخَلَ يَدَهُ وَقالَ: الْحَيَاةُ حَرَامٌ بَعْدَكُمْ.

(3) دَخَلَ لُصُوصٌ عَلَى أَحَدٍ يَطْلُبُونَ شَيْئًا وَرَآهُمْ يَدُورُون فِي الْبَيْتِ. فَقالَ: يا فِتيانُ! هَذا الَّذِي تَطْلُبُونَهُ فِي اللَّيْلِ قَدْ طَلَبْنَاهُ فِي النَّهارِ فَمَا وَجَدْناهُ. فَضَحِكُوا وَخَرَجُوا.

(4) مَرَّ طُفَيْلِيٌّ عَلَى قَوْمٍ كانُوا يَأْكُلونَ وَقَدْ أَغْلَقُوا الْبَابَ دُونَهُ. فَتَسَوَّرَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجِدارِ وَقالَ: مَنَعْتُمونِي مِنَ الأَرْضِ فَجِئْتُكُمْ مِنَ السَّماءِ.

(5) قَالَ الْجاحِظُ: ما أَخْجَلَنِي قَطُّ إِلاَّ امْرَأَةٌ مَرَّتْ بِي إلَى صائِغٍ فَقَالَتْ لَهُ: اعْمَلْ مِثْلَ هَذا. فَبَقِيتُ مَبْهُوتًا ثُمَّ سَاَلْتُ الصَّائِغَ. فَقَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ أَرَادَتْ أنْ أَعْمَلَ لَها صُورَةَ شَيْطَانٍ. فَقُلْتُ: لا أَدْرِي كَيْفَ أُصَوِّرُهُ. فَأَتَتْ بِكَ إلَيَّ لأُصَوِّرَهُ عَلَى صُورَتِكَ.

(6) دَقَّ رَجُلٌ عَلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ الْبابَ. فَقالَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: أَنا. لَسْتُ أَعْرِفُ أَحَدًا فِي إِخْوانِنا اِسْمُهُ أَنَا.

(7) رَكِبَ نَحْوِيٌّ سَفِينَةً فَقَالَ لِلْمَلاَّحِ: أَتَعْرِفُ النَّحوَ؟ قالَ: لا. قالَ ذَهَبَ نِصْفُ عُمْرِكَ. فَهَاجَتِ الرِّيحُ وَاضْطَرَبَتِ السَّفِيْنَةُ، فَقَالَ الْمَلاَّحُ: أَتَعْرِفُ السِّبَاحَةَ؟ قالَ: لا. قَالَ: ذَهَبَ كُلُّ عُمْرِكَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

تَستَخْدِمُنِي

мени ишлатяпсанми

طُفَيْلِيٌّ

текинхўр, чақирилмаган меҳмон

سَمٌّ، (سُمُومٌ)

заҳар

لِصٌّ، (لُصُوصٌ)

ўғри

تَسَوَّرَ، يَتَسَوَّرُ، تَسَوَّرْ، تَسَوُّرٌ

тирмашиб чиқмоқ

أَخْجَلَ، يُخْجِلُ، أَخْجِلْ، إخْجَالٌ

хижолат бўлмоқ

صَائِغٌ، (صُوَّاغٌ)

заргар

مَبْهُوتٌ

ҳайрон, лол қолмоқ

مَلاَّحٌ

кема бошқарувчи

هَاجَ، يَهِيجُ، هِجْ، هَيَجَانٌ

ғалаёнга келди

21 قَصِيدَةٌ حِكَمِيَّةٌ

0:00
0:00

مَنْ عَرَفَ اللهَ أَزالَ التُّهْمَهْ

وَقالَ كُلَّ قَوْلِهِ لِحِكْمَهْ

وَمَنْ أَغاثَ البائِسَ الْمَلْهُوف

أَغاثَهُ الله إِذا أخِيف

فَإنَّ مِنْ خَلاَئقِ الكِرَامِ

رَحْمَةُ ذِي الْبَلاَءِ وَالأسْقَامِ

وَإِنَّما الرِّجالُ بِالإِخْوانِ

وَالْيَدُ بِالسَّاعِدِ وَالْبَنانِ

وَمُوجَبُ الصَّداقَةِ الْمُساعَدَهْ

ومُقْتَضَى الْمَوَدَّةِ الْمُعاضَدَهْ

لا تَيْئَسَنْ مِنْ فَرَجٍ وَلُطْفٍ

وَقُوَّةٍ تَظْهَرُ بَعْدَ ضُعْفٍ

تَنالُ بِالرِّفْقِ وَبِالتَأَنِّي

مَالَمْ تَنَلْ بِالْحرِصِ والتَّعَنِّي

لا خَيْرَ فِي جَسامَةِ الأَجْسامِ

بَلْ هُوَ فِي الْعُقولِ والأَفْهَامِ

لا تَحْتَقِرْ شَيْئًا صَغِيرًا مُحْتَقَرْ

فَرُبَّما أَسالَتِ الدَّمَ الإبَرْ

كَمْ حَسَنٍ ظاهِرُهُ قَبِيحُ

وَسَحِجٍ عُنْوانُهُ مَلِيحُ

فَالْعاقِلُ الْكامِلُ فِي الرِّجالِ

لا يَنْثَنِي لِزُخْرُفِ الْمقالِ

وَالْغَدْرُ بِالْعَهْدِ قَبِيحٌ جِدًّا

شَرُّ الْوَرَى مَنْ لَيْسَ يَرْعَى الْعَهْدا

(ابن الهبارية)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

التُّهْمَه

шубҳа

أَغَاثَ، يُغِيثَ، أَغِثْ، إغَاثَةٌ

кўмак бермоқ

البائِسُ

бахтсиз, бечора

الْمَلْهُوفُ

фалокатга учраган

الأسْقَامُ

касаллик, беморлик

السَّاعِدُ

елка

الْبَنَانُ

бармоқ учи

مُوجَبُ

шарти

مُقْتَضَى

тақозо қилувчиси

الْمُعاضَدَه

ўзаро ёрдам, кўмак

فَرَجٌ

кушойиш, очиқликка чиқиш

التَّأَنِّي

шошмаслик

التَّعَنِّي

ғайрат

جَسَامَةٌ

баҳайбат,

سَحِجٌ

тирналанган, тимдаланган

مَلِيحُ

гўзал, чиройли

لا يَنْثَنِي

бурилмайди, оғмайди

زُخْرُفٌ

безак, ранг-баранг

الْوَرَى

одам зоти

رَعَى، يَرْعَى، اِرْعَ، رِعَايَةٌ

риоя қилмоқ

22 اَلدُّبُّ

0:00
0:00

اَلدُّبُّ حَيَوانٌ وَحْشِيٌّ يَكْثُرُ وُجُودُهُ فِي أُوروبَّا وَآسِيَّا وَأمْرِيكَا. وَهُوَ يُحِبُّ السُّكْنَى فِي الأَماكِنِ الْبارِدَةِ. وَلِذَلِكَ يَكْثُرُ وُجُودُهُ فِي الأَقْطارِ الشّماليةِ. وَالَّذِي يُوجَدُ فِي الأَقْطارِ الْمُعْتَدِلَةِ مِنْ أُوروبَّا يَسْكُنُ الْغاباتِ والْجِبالَ الْمُغَطَّاةَ بِالثَّلْجِ.

وَهُوَ خَمْسَةُ أَنْواعٍ: الأَسْوَدُ وَالأَبْيَضُ وَالأَحْمَرُ وَالْقاتِمُ وَالرَّمادِيُّ. وَهَذِهِ الأَنْواعُ مُتَشابِهَةٌ فِي الشَّكلِ والطِّباعِ وإِنِ اخْتَلَفَتْ فِي الْمَعِيشَةِ. وَهُوَ يَقْتاتُ بِالنَّباتِ والْحُبُوبِ والْفَواكِهِ. وَلاَ يأكُلُ اللَّحْمَ إِلاَّ عِنْدَ ما يَشْتَدُّ عَلَيهِ الْجُوعُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ مُفْتَرِسًا فَيَهْجُمُ عَلَى النَّاسِ والْبَهائِمِ كَالثَّعْلَبِ وَالذِّئْبِ وَغَيْرِهِما.

وَهُوَ يُحِبُّ الْعَسَلَ كثيرًا، فَيَقْصُدُ الْخَلايا الْمَوْجُودَةَ فِي الْغابَةِ فَيَضْرِبُها بِرِجْلِهِ فَيَنْهالُ عَلَيْهِ الْعَسَلُ فَيَأْكُلُهُ. وَهُوَ لا يُبالِي بِلَسْعِ الْنَّحلِ، لأنَّ صُوفَهُ الْكَثِيفَ يَمْنَعُ تَأْثِيرَهُ فِيهِ وَإِذا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ إِدْخالِ فَمِهِ فِي الْخَلِيَّةِ يُدْخِلُ قائِمَتَهُ الأَمامِيَّةَ فِيها وَيُخْرِجُها فَيَلْعَقُ ما عَلَيْها. وَللنَّاسِ حيَلَةٌ فِي التَّخَلُّصِ عَنْ شَرِّهِ وَهِيَ أَنَّهُمْ يَرْبِطُونَ الْخليَّةَ فِي جِذْعِ الشَّجَرَةِ وَيُعَلِّقُونَ تَحْتَها خَشَبَةً ضَخْمَةً، فَإِذا رَقِيَ الدُّبُّ فِي الشَّجَرَةِ لِيَأْكُلَ الْعَسَلَ ضَرَبَتْهُ الْخَشَبَةُ فِي رَأْسِهِ فَمَنَعَتْهُ عَنِ الْوُصُولِ إلَى الْخَلِيَّةِ.

وَالدُّبُّ يَمْكُثُ أَكْثَرَ الشِّتَاءِ فِي وِجارِهِ وَيَقْتَاتُ بِما جَمَعَ مِنَ النَّباتِ فِي فَصْلِ الصَّيْفِ. فَإِذا نَفِدَ يَتَغَذَّى بِما فِيهِ مِنَ الْوَدَكِ الَّذِي يَذُوبُ شَيْئًا فَشَيْئًا. وَلِذَلِكَ يَخْرُجُ الدُّبُّ مِنْ وِجَارِه الرَّبِيعِ هَزِيلاً. وَطُولُ الدُّبِّ الْعادِيِّ خَمْسُ أَقْدامٍ. وَلَهُ عَينانِ صَغِيرَتانِ وَذَنَبٌ قَصِيرٌ. وَنَظَرُهُ حادٌّ وَحَاسَّةُ الشَّمِّ فِيهِ قَوِيَّةٌ. وَهُوَ سَرِيعُ الْحَرَكَةِ يَتَسَلَّقُ الأَشْجارَ بِسُهُولَةٍ رَغْمًا عَنْ ضَحامَةِ جِسْمِهِ. وَلَهُ مَقْدِرَةٌ عَلَى السِّبَاحَةِ، وَيَقِفُ عَلَى رِجْلَيْهِ زَمَنًا يَسِيرًا. وَلَهُ فِطْنَةٌ وَذَكاءٌ يَقْبَلُ الدَّجْنَ وَالتَّعْلِيمَ وَلاَ سِيَّما إِذا صِيدا صَغِيرًا. وَهُوَ يُصَادُ لِلْحُصولِ عَلَى جِلْدِهِ الَّذِي يُصْنَعُ مِنْهُ الْفِراءُ وَشَحْمِهِ الَّذِي تُعالجُ بِهِ الأَمْراضُ الْعَصَبِيَّةُ.

وَبَعْضُ النَّاسِ يَأْكلُونَ لَحْمَهُ. وَيَصِيدُهُ الصَّيَّادُونَ حَيًّا بِطَرِيقَةٍ غَرِيبَةٍ، وَهِيَ أَنَّهُمْ يَحْفِرُونَ فِي طَرِيقِهِ حُفْرَةً وَيُغَطُّونَها بِفُروعِ الأَشْجارِ فَيَسْقُطُ عَلَيْها الثَّلْجُ وَيُغَطِّيها. فَعِنْدَما يَمُرُّ عَلَيْها الدُّبُّ يَسْقُطُ فِيها فَيُمْسِكُونَهُ بِوَضْعِ سِلْسِلَةٍ فِي رَقَبَتِهِ.

وَالدُّبُّ الأَبْيَضُ يَسْكُنُ الْجِهاتِ الشِّمالِيَّةَ حَيْثُ يَشْتَدُّ الْبَرْدُ وَيَجْمَدُ الْماءُ حَتَّى فِي الفَصْلِ الصَّيْفِ. وَهُوَ يُحِبُّ السُّكْنَى فِي شَواطِىءِ الْبَحْرِ وَيَتَغَذَّى منْ سَمَك الْبَحْرِ وَالْحَيَوانِ الْمَعْروفِ بِاسْمِ الْفُقْمَةِ. وَهُوَ لا يُبالي بِالْبَرْدِ الْقارِسِ، لأنَّ صُوفَهُ كَثِيفٌ جِدًّا يَمْنَعُ وُصولَ الْبَرْدِ إِلَيْهِ. وَهُوَ ماهِرٌ فِي السِّباحَةِ فَيَسْبَحُ منْ جليد إلَى جَلِيدٍ فِي طَلَبِ الْفَرِيسَةِ . فَإِذا حَلَّ بِهِ التَّعَبُ رَكِبَ قِطْعَةَ جَلِيدٍ حَتَّى يَصِلَ إلَى الْبَرِّ. وَكَثِيرًا ما يَذُوبُ الثَّلْجُ قَبْلَ وُصُولِهِ إلَى الشَّاطِيءِ فَيَفْرَقُ وَيَكُونُ غَنِيمَةً بارِدَةً لِلصَّيَّادِينَ الَّذِينَ يَبْحَثُونَ عَنْهُ فِي الْبَحْرِ لِلْحُصُولِ عَلَى جِلْدِهِ.

 

وَإِذا اشْتَدَّ عَلَى الدُّبِّ الأَبْيَضِ الْجُوعُ يَسُوءُ خُلُقُهُ جِدًّا فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ وَثَبَ عَلَيه وَحَطَّمَهُ. وَفِي الصُّورَةِ الْمَوْضُوعَةِ فِي هَذَا الدَّرْس تَرَى ثَلاثَةَ أَدْبابٍ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِالْقارِبِ وَتُرِيدُ أَنْ تَفْتَرِسَ رُكَّابَهُ الَّذِينَ يُدافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْمَجاذِيفِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

قُطْرٌ، (أَقْطَارٌ)

ўлка, юрт

الْمُغَطَّاةُ

ўралган

الْقاتِمُ

тим қора

الرَّمادِيُّ

кулранг

مُتَشابِهَةٌ

ўхшаш

الطِّباعُ

табиат

اِقْتَاتَ، يَقْتَاتُ، اِقْتَتْ، اِقْتِتَاتٌ

озуқаланади

خَلِيَّةُ، (خَلاَيَا)

асалари уяси

اِنْهَالَ، يَنْهالُ، اِنْهَلْ، اِنْهِلاَلٌ

тўкилмоқ

لَسَعُ، يَلْسَعُ، اِلْسَعْ، لَسْعٌ

чақмоқ

قائِمَتَهُ الأَمامِيَّةَ

олд оёқлари

عَلِقَ، يَلْعَقُ، اِعْلَقْ، عُلُوقٌ

яламоқ

رَقِيَ، يَرْقَى، اِرْقِ، رَقْيٌ

кўтарилмоқ

وِجَارٌ، (أَوْجِرَةٌ)

уя

الْوَدَكُ

ёғ, мой

هَزِيلٌ

озғин

حَاسَّةُ الشَّمِّ

ҳис билиш хусусияти

رَغْمًا

-га қарамасдан

ضَحامَةٌ

баҳайбат, улкан

الدَّجْنُ

қўлга ўргатилиш

فَرْوٌ، (فِرَاءٌ)

мўйна

يُغَطُّونَها

ўраб қўяди

الْفُقْمَةُ

тюлень (сут эмизувчи ҳайвони)

الْقارِسُ

изғирин

جَلِيدٌ

муз

ساءَ خُلُقُهُ

хулқи ёмонлашади

البَرُّ

Қуруқлик

فَرْعٌ

шох

23 إِنَّ للْعالَمِ خالِقًا

0:00
0:00

حُكِيَ، أَنَّ دَهْرِيَّا جاءَ إلَى هارُونَ الرَّشِيدِ وَقالَ: يا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدِ اتَّفَقَ عُلَماءُ عَصْرِكَ كَأبِي حَنِيفَةَ وَأمثالِهِ عَلَى أَنَّ لِلْعالَمِ صانِعًا. فَمُرْ مَنْ كانَ فاضِلاً مِنْ هَؤُلاءِ أنْ يَحْضُرَ هَهُنا حَتَّى أَبْحَثَ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَأُقْنِعَهُ بِأَنَّ لَيْسَ لِلْعالَمِ صانِعٌ. فَأَرْسَلَ هَارُون الرَّشِيدُ إلَى أَبِي حَنِيفَةَ وَقالَ: يا إِمامَ الْمُسْلِمِينَ اعلَمْ! أَنَّهُ قَدْ جاءَ إِلَيْنا الدَّهْرِيُّ وَهُوَ يَقُولُ بِنَفْيِ الصَّانِعِ وَيَدْعُوكَ إلَى الْمُناظَرَةِ. فَقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَذْهَبُ بَعْدَ الظُّهْرِ. فَجَاءَ رَسولُ الْخَلِيفَةِ بِمَا قالَ أَبُو حَنِيفَةَ. فَأرْسَلَ ثَانِيَةً. فَقامَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَتَى إِلَى هارونَ الرَّشِيدِ. فَاسْتَقْبَلَهُ هارُون وَجاءَ بِهِ وَأَجْلَسَهُ فِي الصَّدْرِ وَقَدِ اجْتَمَعَ الأكابرُ والأَعْيانُ.

فَقالَ الدَّهْرِيُّ: يا أَبا حَنِيفَةَ، لِمَ أَبْطَأْتَ فِي مَجِيئِكَ؟ فَقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: قَدْ حَصَلَ بِي أَمْرٌ عَجِيبٌ فَلِذَلِكَ أَبْطَأْتُ. وَذَلِكَ، أَنَّ بَيْتِي وَراءَ دجْلَةَ فَخَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي وَجِئْتُ إلَى جَنْبِ دجْلَةَ حَتَّى أَعْبُرَ. فَأَلْفَيْتُ سَفِينَةً عَتِيقَةً مُقَطَّعَةً قَدْ تَبَدَّدَتْ أَلْواحُها. فَلَمَّا وَقَعَ بَصَرِي عَلَيْها اضْطَرَبَتِ الألْواحُ وَتَحَرَّكَتْ وَاجْتَمَعَتْ وَتَوَصَّلَ بَعْضُها بِبَعْضٍ وَصارَتِ السَّفِيْنَةُ صَحِيْحَةً بِلا نَجَّارٍ وَلا عَمَلِ عامِلٍ. فَقَعَدْتُ عَلَيْها وَعَبَرْتُ الْماءَ وَجِئْتُ.

فَقالَ الدَّهْرِيُّ: اسْمَعُوا أَيُّها الأَعْيانُ ما يَقُولُ إِمامُكُمْ وَأَفْضَلُ أَهْلِ زَمانِكُمْ. فَهَلْ سَمِعْتُمْ كَلاَمًا كَهَذا؟ كَيْفَ تَتَوَصَّلُ السَّفِيْنَةُ الْمَكْسُورَةُ بِلا عَمَلِ نَجَّارٍ؟ أَوَ لَيْسَ هَذا كَذِبًا مَحْضًا قَدْ ظَهَرَ مِنْ أَفْضَلِ عُلَمَائِكُمْ؟

فَقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَيُّها الْكَافِرُ، إِذا لَمْ تَتَوَصَّلِ السَّفِينَةُ بِلا صانِعٍ وَلا نَجَّارٍ فَكَيْفَ يَجُوزُ أنْ يَحْصُلَ هَذا الْعالَمُ مِنْ غَيْرِ صانِعٍ؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ بِنَفْيِ الصَّانِعِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ الرَّشِيدُ بِضَرْبِ عُنُقِ الدَّهْرِيِّ وَكانَ أَمْرُهُ مَقْضِيًّا.

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

دَهْرِيٌّ

худосиз

صانِعٌ

яратувчи

أَقْنَعَ، يُقْنِعُ، أَقْنِعْ، إِقْنَاعٌ

қаноатлантирмоқ

بِنَفْيِ الصَّانِعِ

яратувчини инкор қилмоқ

الْمُناظَرَةُ

баҳс ва мунозара

الصَّدْرُ

залнинг тўри

الأكَابِرُ

эътиборли мансабдорлар

الأَعْيَانُ

яқин мулозимлар

أَبْطَأْتَ

кечикдинг

دِجْلَةُ

Дажла дарёси

أَلْفَيْتُ

устидан чиқиб қолдим

عَتِيقَةٌ

эски

تَبَدَّدَ، يَتَبَدَّدُ، تَبَدَّدْ، تَبَدُّدٌ

майдаланмоқ, ёйилмоқ

وَقَعَ بَصَرِي

кўзим тушди

تَوَصَّلَ، يَتَوَصَّلُ، تَوَصَّلْ، تَوَصُّلٌ

киришмоқ

مَحْضٌ

соф

وكانَ أَمْرُهُ مَقْضِيًّا

унинг иши амалга оширилди

   

24 الْكَلْبُ

0:00
0:00

اَلْكَلْبُ حَيَوانٌ أَلِيفٌ نافِعٌ لِلإِنْسانِ جِدًّا، يَمْتازُ بِالإِخْلاصِ التَّامِّ فِي مَحَبَّةِ صاحِبِهِ. يَذْكُرُ الْخَيْرَ وَالْجَمِيلَ وَيَصْبِرُ عَلَى الأذَى صَبْرًا جَمِيْلاً. وَهُوَ خادِمٌ أَمِينٌ وَصَدِيقٌ صَدُوقٌ وَجَلِيسٌ أَنِيسٌ لِصاحِبِهِ لَهُ فِطْنَةٌ وَذَكاءٌ يَفْهَمُ الإشاراتِ وَالْكلامَ وَيَقْبَلُ التَّعْلِيمَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الْحَيَواناتِ. وَمَنافِعُهُ كَثِيرَةٌ لِلإِنْسانِ. يَحْرِسُ الْبُيُوتَ وَيَرْعَى الْمَواشِيَ وَيُسْتَخْدَمُ فِي الصَّيْدِ. وَيُوجَدُ فِي سِيبِيْريا نَوْعٌ مِنَ الْكلابِ يُسْتَخْدَمُ فِي جَرِّ الْمَراكِبِ الشِّتَوِيَّةِ حَيْثُ لا يَصْلُحُ الْخَيْلُ لِهَذا الشَّأْنِ لِكَثْرَةِ الثُّلُوجِ وَتَراكُمِها. وَيُوجَدُ مِنْهُ صِنْفٌ يُسْتَخْدَمُ فِي الْبَحْثِ عَنِ الضَّالِّين عَنِ الطَّرِيقِ. فَفِي جَبَلِ (( الْقِدِّيسِ بَرْنارَ )) بِسِوِيسْرَا حَيْثُ يَقْصُدُ السَّائِحُونَ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ وَيضِلُّ بَعْضُهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِكَثْرَةِ الضَّبابِ وَالثُّلُوجِ خُصُوصًا فِي اللَّيالِي الْحالِكَةِ يُعَدُّ نَوْعٌ مِنَ الكلابِ لإِنقاذِ هَؤُلاءِ الضَّالِّيْنَ. فَهُمْ يُعَلِّقُونَ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ سُلَيْلَةً وَيَضَعُونَ فيها ما يَحْتاجُ إلَيْهِ السَّائِحُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَبَعْضِ الأَدْوِيَةِ الضَّرُورِيَّةِ فَيُرْسِلُونَهُ لِلْبَحْثِ عَنِ الضَّالِّ.

وَحِينَما يَهْتَدِي الْكَلْبُ إِلَيْهِ يَأْخُذُ فِي النُّباحِ لِلإِعْلامِ بِمَكانِ الْمَفْقُودِ. وَيأْخُذُ السَّائِحُ ما فِي السُّلَيْلَةِ وَيَسُدُّ بِهِ رَمَقَهُ إلَى أنْ يُبْحَثَ عَنْهُ وَيُؤْخَذَ إلَى مَنْزِلِهِ. وَفِي لُنْدُرَةَ يُوجَدُ صِنْفٌ مِنَ الْكِلابِ أُعِدَّ لإِنْقاذِ الْغَرْقَى. وَالآنَ آتِيكُمْ بِحادِثَةٍ تَعْرِفُونَ مِنْها دَرَجَة حُبِّ الْكَلْبِ لِصاحِبِهِ وَإخْلاصِهِ لَهُ وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدِهُ:

كانَ لِرَجُلٍ كَلْبٌ قَدْ رَبَّاهُ وَاعْتَنَى بِهِ. وَكانَ الْكَلْبُ يُحِبُّهُ وَلا يُفارِقُهُ. فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَوْمًا إلَى الْبَرِّيَّةِ وَمَعَهُ كَلْبُهُ. فَاتَّفَقَ، أَنَّهُ مَرَّ بِقُرْبِ دارٍ كانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صاحِبِها عَداوَةٌ. فَلَمَّا رَآهُ صاحِبُ الدَّارِ قَبَضَ عَلَيْهِ هُوَ وَجَماعَةٌ مِنْ جِيرانِهِ فَقَتَلُوهُ وَأَخْفَوْا جُثَّتَهُ. وَكانَ الْكَلْبُ قَدْ دَافَعَ عَنْ صاحِبِهِ جُهْدَ طاقَتِهِ حَتَّى جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا.

وَلَمَّا لَمْ يَبْقَ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى الْمُدافَعَةِ عادَ إلَى بَيْتِ صاحِبِهِ وَهُوَ يَنْبَحُ وَيَهِرُّ. وَكانَ لِصاحِبِ الْكَلْبِ أُمٌّ عَجُوزٌ. فَلَمَّا رَأَتِ الْكَلْبَ قَدْ رَجَعَ وَحْدَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحالَةِ قَلِقَتْ كَثِيرًا وَظَنَّتْ أَنَّ ابْنَها قَدْ قُتِلَ وَأَنَّ جِراحَ الْكَلْبِ مِنْ قاتِلِ وَلَدِها.

وَلَمَّا مَضى الْيَوْمُ الثَّانِي وَلَمْ يَرْجِع ابْنُها تَأَكَّدَتْ صِحَّةَ زَعْمِها. وَكَانَ الْكَلْبُ يَطُوفُ فِي شَوارِعِ الْمَدِيْنَةِ وَأَزقَّتِها إلَى أنْ وَقَعَ يَوْمًا بِقاتِلِ صاحِبِهِ فَعَرَفَهُ وَهَجَمَ عَلَيْهِ وَنَهَشَهُ وَلَمْ يَتْرُكْهُ.

فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ اجْتَهَدُوا فِي تَخْلِيصِهِ فَلَمْ يُمْكِنْهُمْ ذَلِكَ. فَجَاءَ الْحُرَّاسُ وَرَأَوْا مُضايَقَةَ الْكَلْبِ لِلرَّجُلِ فَقالُوا: لا بُدَّ لِهَذا الْكَلْبِ مِنْ حِكايَةٍ وَلَعَلَّهُ هُوَ الَّذِي جَرَحَهُ.

وَلَمَّا سَمِعَتْ أُمُّ الْقَتِيلِ الضَّجَّةَ خَرَجَتْ إلَى حَيْثُ الضَّجِيجُ فَرَأَتِ الْكَلْبُ مُتَعَلِّقًا بِالرَّجُلِ وَكَانَتْ عِنْدَمَا نَظَرَتِ الرَّجُلَ عَرَفَتْهُ أَنَّهُ أَحَدُ خُصومِ ابْنِها. فَوَقَعَ فِي نَفْسِها أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ فَصاحَتْ قائِلَةً ما قَتَلَ وَلَدِي غَيْرُ هَذا الرَّجُلِ، ثُمَّ إِنَّها ادَّعَتْ عَلَيْهِ وَرَافَعَتْهُ إلَى الْقاضِي. فَأَنْكَرَ الرَّجُلُ قُدَّامَ الْقاضِي فَسَجَنَهُ فَأَقَامَ أَيَّامًا فِي السِّجْنِ وَالْكَلْبُ مُلازِمٌ بابَهُ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ واضِحَةٌ عَلَى الْقَتْلِ أَطْلَقَهُ.

فَلَمَّا خَرَجَ تَعَلَّقَ بِهِ الْكَلْبُ وَكانَ الْقاضِي يَنْظُرُ إلَى ذَلِكَ فَتَحَقَّقَ عِنْدَهُ أَنَّهُ هُوَ الْقاتِلُ. هَذَا وَالنَّاسُ فَرَّقَتْ بَينَ الْكَلْبِ والرَّجُلِ فَذَهَبَ إلَى بَيتِهِ مُطْمَئِنًّا. وَكانَ الْكَلْبُ يَسْعَى خَلْفَهُ مَجْتَهِدًا، فَقامَ الْقاضِي وَتَبِعَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ بِهِ إلَى أنْ دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ. فَدَخَلَ الْكَلْبُ خَلْفَهُ ثُمَّ دَخَلَ الْقاضِي وَكَبَسَ الدَّارَ. وَكانَ الْكَلْبُ قَدْ قَصَدَ مَوْضِعَ الْقَتِيلِ وَأَخَذَ يَنْبُشُهُ بِمَخَالِبِهِ، فَأَمَرَ الْحاكمُ بِنَبْشِ الْمَكانِ فَوُجِدَ الرَّجُلُ الْمَقْتُولُ فَشَدَّدَ فِي اسْتِنْطاقِ الْمُتَّهَمِ إلَى أنْ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى رُفَقائِهِ فَحُكِمَ بِقَتْلِهِ وَوَقَعَ التَّفْتِيشُ عَنِ الْباقِينَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

أَلِيفٌ

қўлга ўргатилган

اِمْتَازَ، يَمْتَازُ، اِمْتَزْ، اِمْتِزَازٌ

фарқланмоқ

التَّامُّ

мукаммал

صَدِيقٌ صَدُوقٌ

ғоятда содиқ дўст

جَلِيسٌ أَنِيسٌ

меҳрибон суҳбатдош

فِطْنَةٌ

фаросатли

رَعَى، يَرْعَى، اِرْعَ، رِعَايَةٌ

ўтлатмоқ

سِيبِيْريا

Сибирь шаҳри

تَرَاكُمٌ

бир бирига жипс бўлмоқ

الضَّالِّين

йўлдан адашиб қолганлар

الْقِدِّيسِ بَرْنارَ

сен-бернар номли тоғ

سِوِيسْرَا

швейцария

الضَّبَابُ

туман

الْحالِكَةُ

тим қоронғулик

سُلَيْلَةٌ

саватча

اِهْتَدَى، يَهْتَدِي، اِهْتَدِ، اِهْتِدَاءٌ

йўл топмоқ, топиб олмоқ

الْمَفْقُودُ

йўқолган

يَسُدُّ بِهِ رَمَقَهُ

у билан жонини сақлайди

لُنْدُرَةُ

лондон шаҳри

الْغَرْقَى

чўккан

مَنْزِلَةٌ

мартаба, ўрни

اعْتَنَى، يَعْتَنِي، اِعْتَنِ، اِعْتِنَاءٌ

эътибор, ғамхўрлик

بَرِّيَّةٌ، (بَرَارِيُّ)

чўл, даштлик

أَخْفَوْا

яширдилар

دَافَعَ، يُدَافِعُن دَافِعْ، مُدَافَعَةٌ

ҳимоя, мудофаа қилмоқ

جُهْدَ طاقَتِهِ

кучи борича

هَرَّ، يَهِرُّ، هِرَّ، هَرِيرٌ

ирилламоқ

قُدْرَةٌ

куч ва тоқат

قَلِقَ، يَقْلَقُ، اِقْلِقْ، قَلَقٌ

безовталанмоқ, хавотирланмоқ

تَأَكَّدَ، يَتَأَكَّدُ، تَأَكَّدْ، تَأَكُّدٌ

ишонч ҳосил қилмоқ

نَهَشَ، يَنْهَشُ، اِنْهَشْ، نَهْشٌ

тишламоқ

تَخْلِيصٌ

қутулмоқ

ضَايَقَ، يُضَايِقُ، ضَايِقْ، مُضايَقَةٌ

сиқилмоқ, безовталанмоқ

حَارِسٌ، (حُرَّاسٌ)

соқчи, қўриқчи

ضَجَّةٌ، (ضَجِيجٌ)

шовқин‑сурон

خُصُومٌ

рақиб, душман

فَوَقَعَ فِي نَفْسِها

унинг миясига келдики

ادَّعَى، يَدَّعِي، اِدَّعِ، اِدِّعَاءٌ

даъво қилмоқ

رَافَعَ، يُرَافِعُ، رَافِعْ، مُرَافَعَةٌ

судга мурожаат қилмоқ

قُدَّامَ

олдида, ҳузурида

مُلازِمٌ

ажралмай ёнида бўлмоқ

بَيِّنَةٌ

ҳужжат, далил

تَحَقَّقَ، يَتَحَقَّقُ، تَحَقَّقْ، تَحَقُّقٌ

исбот қилмоқ

كَبَسَ، يَكْبِسُ، اِكْبِسْ، كَبْسٌ

қамсамоқ, ўраб олмоқ

نَبَشَ، يَنْبُشُ، اُنْبُشْ، نَبْشٌ

кавлаб чиқармоқ

شَدَّدَ، يُشَدِّدُ، شَدِّدْ، تَشْدِيدٌ

 

اِسْتَنْطَقَ، يَسْتَنْطِقُ، اِسْتَنْطِقْ، اسْتِنْطَاقٌ

сўроқ, тергов қилмоқ

الْمُتَّهَمُ

айбланувчи

25 الصَّيَّادانِ وَالسَّمَكاتُ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ غَدِيرًا كانَ فِيهِ ثَلاثٌ مِنَ السَّمَكِ كَيِّسَةٌ وَأَكْيَسُ مِنْها وَعاجِزةٌ. وَكَانَ ذَلِكَ الْغَدِيرُ بِمَكانٍ مُرْتَفِعٍ لا يَكَادُ يَقْرَبُهُ أَحَدٌ وَبِقُرْبِهِ أَحَدٌ وَبِقُرْبِهِ نَهْرٌ جارٍ. فَاتَّفَقَ، أَنَّهُ مَرَّ بِذَلِكَ النَّهْرِ صَيَّادانِ فَأَبْصَرا الْغَدِيرَ فَتَواعَدَا أَنْ يَرْجِعا إِلَيْهِ بِشِباكِهِما فَيَصِيدا ما فِيهِ مِنَ السَّمَكِ. فَسَمِعَتِ السَّمَكاتُ قَولَهُما فَأَمَّا أَكْيَسُهُنَّ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَوْلَهُما ارْتابَتْ بِهِما وَخَافَتْ مِنْهُما فَلَمْ تُعَرِّجْ عَلَى شَيءٍ حَتَّى خَرَجَتْ مِنَ الْمَكانِ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الْماءُ مِنَ النَّهْرِ إلَى الْغَدِيرِ فَنَجَتْ بِنَفْسِها. وَأَمَّا الْكَيِّسَةُ الأُخْرَى فَإِنَّها مَكَثَتْ مَكانَها وَتَهاوَنَتْ فِي أَمْرِها حَتَّى جاءَ الصَّيَّادانِ.

فَلَمَّا رَأَتْهما وَعَرَفَتْ ما يُرِيدانِ ذَهَبَتْ لِتَخْرُجَ مِنْ حَيْثُ يَدْخُلُ الْماءُ. فَإِذا بِهِما قَدْ سَدَّا ذَلِكَ الْمَكانَ. فحينَئِذٍ قالَتْ: فَرَّطْتُ وَهَذهِ عاقبَةُ التفريطِ، فَكَيْفَ الْحِيلَة عَلَى هذا الْحالِ وَقَلَّما تَنْجَحُ حيلَةُ العَجَلَةِ. غَيْرَ أَنَّ الْعاقِلَ لا يَقْنُطُ مِنْ مَنافعِ الرَّأْيِ وَلا يَيْأَسُ عَلَى حالٍ وَلا يَدَعُ الرَّأْيَ وَالإجْتِهادَ. ثُمَّ إِنَّها تَمَاوَتَتْ فَطَفَتْ عَلَى وَجْهِ الْماءِ مُنْقَلِبَةً عَلَى ظَهْرِها تارَةً وَتارَةً عَلَى بَطْنِها. فَأَخَذَها الصَّيَّادانِ وَظَنَّاها مَيْتَةً فَوَضَعاها عَلَى الأَرْضِ بَيْنَ النَّهْرِ وَالْغَدِيرِ فَوَثَبَتْ إلَى النَّهْرِ وَنَجَتْ. وَأَمَّا الْعاجِزَةُ فَلَمْ تَزَلْ فِي إِقْبالٍ وَإِدْبارٍ حَتَّى صِيْدَتْ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

كَيِّسَةٌ

чаққон

أَكْيَسُ

ундан ҳам чаққанроқ

تَواعَدَ، يَتَوَاعَدُ، تَوَاعَدْ، تَوَاعُدٌ

ваъдалашмоқ

اِرْتَابَ، يَرْتَابُ، اِرْتَبْ، اِرْتِيَابٌ

ғулғулага тушмоқ, шубҳаланмоқ

لَمْ تُعَرِّجْ عَلَى شَيءٍ

бирор нарсага қайрилиб қўймади

تَهاوَنَ، يَتَهَاوَنُ، تَهَاوَنْ، تَهَاوُنٌ

диққат эътиборсиз бўлмоқ

تَفْرِيطٌ

эътиборсизлик

قَنُطَ، يَقْنُطُ، اُقْنَطْ، قُنُوطٌ

умидсиз бўлиш, саросимага тушиш

لا يَدَعُ

тарк қилмайди

طَفَا، يَطْفُو، اُطْفُ، طُفُوٌّ

сувнинг устига чиқиб қолмоқ

مُنْقَلِبَةٌ

ағдарилган ҳолда

الْعاجِزَةُ

ожиз, нотавон

26 اَلْمَلاَبِسُ

0:00
0:00

اَلْغَرَضُ مِنَ الْمَلابِسِ سَتْرُ الْجِسْمِ وَحِفْظُهُ مِنْ تَأْثِيرِ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ وسائِرِ الْمُؤَثِّراتِ الْجَوِّيَّةِ. وَحَيْثُ كانَ هُوَ الْغَرَضُ مِنْها فَيَلْزَمُكَ أنْ تَعْتَنِيَ بِنَظافَتِها وَحِفْظِها مِنَ الْوَسَخِ والقَذَرِ وَالتُّرابِ لا بِالإفراطِ فِي تَحِسِينِها وَبَهْجَتِها وَارْتِفاعِ ثَمَنِها. إِذْ زِينَةُ الرَّجُلِ بِعِلْمِهِ وَأَدَبِهِ وَمَعْرفتِهِ وَحُسْنِ أَخْلاقِهِ وَكَمالِ تَرْبِيَتِهِ لا بِزِينَةِ مَلابِسهِ.

قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا الْمَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلٌ.

وَيَلْزَمُ أنْ تَكُونَ الْملابِسُ مُتَوَسِّطَةً فِي السَّعَة بِحَيْثُ لا يَحْصُلُ مِنْها أَدْنَى انْضِغَاطٍ عَلَى الأَعْضاءِ وَتَعْطِيلِ سَيْرِ الدَّمِ. وَأَنْ تَكُونَ مُناسبَةً لِلْفُصُولِ وَالأَقالِيِمِ وَالسِّنِّ والصِّحَّةِ والْمَرَضِ. وَإِيَّاكَ وَشَدَّ رِباطِ الرَّقَبَةِ وَبَنِيقَةِ الْقَمِيصِ شَدًّا قَوِيًّا وَضِيقَ مَلابِسِ الصَّدْرِ وَالأَرْجُلِ فَإنَّهُ يَنْشَأُ عَنْ ذَلِكَ الضَّرَرُ الزَّائِدُ والْمَرَضُ الشَّدِيدُ وَالتَّعَبُ الدَّائِمُ.

وَيَنْبَغِي أنْ لا تَكُونَ الْمَلابِسُ طَوِيلَةً فَيَسْرَعَ فَسادُها وَلا قَصِيرَةً فَيَقْبَحَ مَنْظَرُها وَأَنْ تَكُونَ مُوافَقَةً لِعادَةِ أَمْثَالِ الإِنْسانِ فَلا يُسْتَعْمَلَ مِنْها ما يُوجِبُ شُهْرَتَهُ وَدَوامَ لَحْظِهِ بِالْعُيُونِ. وَيَنْبَغِي إِذا أَرَدْتَ النَّوْمَ أَنْ تُعَلِّقَ مَلابِسَكَ فِي مَحَلٍّ مَعَيَّنٍ خَوْفًا مِنْ تَفَرُّقِها وَإِلاَّ أَصْبَحْتَ عِنْدَ قَصْدِ اللُّبْسِ آخِذًا فِي الْبَحْثِ عَنْها مُقْبِلاً هُنا وَمُدْبِرًا هُناكَ سائِلاً شَخْصًا عَنْ إِحْدَى نَعْلَيْكَ وَآخَرَ عَنِ الثَّانِيَةِ فَتَصِيرَ مُشَتَّتَ الْفِكْرِ ضَيِّقَ الصَّدْرِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

اَلْغَرَضُ

мақсад

الْمُؤَثِّرات الْجَوِّيَّة

об‑ҳаво таъсирлари

فَيَلْزَمُكَ

сен учун лозим

القَذَرُ

ифлос, кир

أَفْرَطَ، يُفْرِطُ، أَفْرِطْ، إِفْرَاطٌ

ҳаддан ошмоқ

بَهْجَةٌ

дабдаба, ҳашамат

لَمْ يَدْنَسْ

кир қилмаса

اللُّؤْمُ

пасткаш, хасис

عِرْضُهُ

обрўсини

فِي السَّعَةِ

кенглиги

اِنْضَغَطَ، يَنْضَغِطُ، اِنْضَغِطْ، انْضِغَاطٌ

қистибас, қисилган

عَطَّلَ، يُعَطِّلُ، عَطِّلْ، تَعْطِيلٌ

ишдан чиқармоқ, бузмоқ

سَيْرُ الدَّمِ

қон айланиши

رِبَاطُ الرَّقَبَةِ

бўйинбоғни боғлаш (галстук)

بَنِيقَةٌ، (بَنَائِقُ)

ёқача

دَوامُ لَحْظِهِ بِالْعُيُونِ

доим кўзга тушадиган

مُشَتَّتُ الْفِكْرِ

фикри тарқоқ

ضَيِّقُ الصَّدْرِ

қалби тор

27 الْقِرْدُ

0:00
0:00

اَلْقِرْدُ حَيَوانٌ يُشْبِهُ الإِنْسانَ كَثِيرًا فِي خَلْقِهِ وَغالِبِ شُؤُونِهِ. وَجِسْمُهُ مُغَطَّى بِشَعَرٍ طَويلٍ سِوَى رَاحَتِهِ وَأَخْمَصِهِ فَإِنَّهُما خَالِيانِ مِنَ الشَّعَرِ كَراحةِ الإنْسانِ وَأَخْمَصِهِ. وَوَجْهُهُ دَمِيمٌ جِدًّا يُضْحَكُ مِنْهُ. وَهُوَ يَمْشِي عادَةً عَلَى قَوَائِمِهِ الأرْبَعِ وَرُبَّما مَشَى عَلَى قَدَمَيْهِ زَمَنًا يَسِيرًا.

وَالْقِرْدُ يَعِيشُ فِي الْغاباتِ وَالْمَغاراتِ والْوُعورِ. وَهُوَ يُوجَدُ فِي جَزائِرِ آسِيَّا الْجَنُوبِيَّةِ وَأَمرِيكَا الْجَنُوبِيَّة. وَأَكْثَرُ وُجُودِهِ فِي أَفْرِيقِيَّةَ فَهِيَ مَأْواةُ الْقِرَدَةِ وَفِيها تَعِيشُ جَمَاعَاتٍ. وَهُوَ يَقْتَاتُ بِالثِّمارِ وَالنَّباتِ وَجُذُورِهِ. وَأَحَبُّ ما يأْكُلُهُ الْمَأْكُولاتُ الْحُلْوَةُ فَهُوَ يَتَلَذَّذُ كَثِيرًا بامْتِصاصِ قَصَبِ السُّكَّرِ وَالرُّطَبِ، وَإِذا لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ ما ذُكِرَ يَكْتَفِي بأَكْلِ الدِّيدانِ وَغَيْرِها مِنَ الْحَشَراتِ. وَالَّذِي يَسْكُنُ مِنْهُ السَّواحلَ يَصْطادُ الْمَحارَ.

وَالْقِرْدُ لا يَخَافُ السِّباعَ وَلا يُبالي بِها حَتَّى الأسَدِ. لأنَّهُ يَأْمَنُ مِنْ شَرِّها لِخِفَّتِهِ وَسُرْعَةِ حَرَكَتِهِ. وَلَكِنَّهُ يَخافُ الأفْعَى شَديدًا فَإِنَّها تَأْتِيهِ عَلَى غِرَّةٍ مِنْهُ وَهُوَ فِي أَعالِي الشَّجَرِ فَتَلْتَفُّ عَلَيْهِ فَتَضْغَطُهُ وَتُحَطِّمُهُ.

وَالْقِرْدُ أَنْواعٌ كَثِيرَةٌ. مِنْها نَوْعٌ يُسَمَّى الشَّمْبانْزِيَّ، وَهُوَ يَعِيشُ فِي الْمَغاراتِ الَّتِي فِي أَواسِطِ أفْرِيقِيَّةَ أسْرَابًا. وَمَتَى هاجَمَهُ إِنْسانٌ أَوْ حَيَوانٌ هاجَمَهُ بِأَغْصَانِ الشَّجَرِ وَرَماهُ بِالْحجارَةِ بِقُوَّةٍ غَرِيبَةٍ وَحِذْقٍ تامٍّ. وَهُوَ يَبْنِي لِنَفْسِهِ خَيْمَةً مِنْ فُروعِ الأشْجارِ وَأَوْراقِها عَلَى هَيْئَةٍ تَدُلُّ عَلَى فَهْمِهِ وَإِدْراكِهِ. وَهُوَ ذُو قُوَّةٍ شَدِيدَةٍ. وَيُشْبِهُ الإنْسَانَ كَثِيرًا مِنْ حَيْثُ الْفَهم وَتَناسُب الأَعْضاءِ. وَلَهُ مَقْدِرَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى التَّقْلِيدِ فَيَفْعَلُ كَما تَفْعَلُ أَمامَهُ.

وَمِنْها نَوْعٌ يُسَمَّى الأُورانَ أُوتانَ، وَهُوَ يَمْتَازُ عَنِ الشَّمْبانْزِيِّ بِطُولِ يَدَيهِ بِحَيْثُ يَصلانِ إلَى الأرْضِ وَهُوَ قائِمٌ. وَللذَّكَرِ مَنْهُ لِحْيَةٌ طَوِيلَةٌ وَأَمَّا الأُنْثَى فَبِلا لِحْيَةٍ. وَهُوَ يَعِيشُ فِي الْغاباتِ فَوْقَ الأشْجارِ وَيَتَغَذَّى بِالْفَواكِهِ وَالْبِيضِ وَالْحَشَراتِ وَأَحْيانًا يَأْكُلُ الطُّيُورَ. وَلَهُ مَقْدِرَةٌ غَرِيبَةٌ عَلَى الْقَفْزِ وَالْجَرْيِ. وَهُوَ يَكْثُرُ فِي غابات مَلَقَّةَ وَصُومَطْرَةَ وَبُورْنِيُو وَغَيْرِها مِنَ الْجَزائِرِ.

وَمِنْها نَوْعٌ يُسَمَّى الْغُورِلاَّ، وَهُوَ يُشْبِهُ الشَّمْبانْزِيَّ فِي كَثِيرٍ مِنْ شؤُونِهِ وَأَخْلاقِهِ. وَجِسْمُهُ أَكْبَرُ مِنْ جِسْمِ الإنْسانِ. وَهُوَ يَسْكُنُ الْغاباتِ فِي أَواسِطِ أفْرِيقِيَّةَ وَبِلاَدِ الْيَابانِ وَقُوَّةُ يَدَيْهِ خارِقَةٌ لِلْعادَةِ. فَهُوَ يَكْسِرُ بِهِمَا الْحَدِيدَ كَسْرَ الْخَزَفِ وَيَطْوِي الْبُنْدُقِيَّاتِ كَدَقِيقِ الأَسلاكِ. وَمِنْ أَنْواعِهِ النَّسْناسُ، وَهُوَ طَوِيلُ الذَّنَبِ وَقَوائِمُهُ الْخَلْفِيَّةُ أَطْوَلُ مِنْ قَوائمِهِ الأَمامِيَّةِ وَأَصْلُهُ مِنْ مَدغَشْقَرَ. وَفَرْوَتُهُ لَطِيْفَةٌ بَرَّاقَةٌ. وَيُسَمُّونَهُ بِالْقِرْدِ الثَّعْلَبِي أو القِرْدِ الكَاذِبِ.

وَالْقِرْدُ بِأَنْواعِهِ يَقْبَلُ التَّرْبِيَةَ وَالتَّعْلِيمَ وَيَقْدِرُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَعْمَالِ الْبَشَرِ. وَالأَلِيْفُ مِنْهُ يَسْتَأْنِسُ بِالنَّاسِ كَثِيرًا. وَيُرْوَى أَنَّهُمْ عَلَّمُوهُ الأكْلَ بِالْمِلْعَقَةِ وَالشَّوْكَةِ، لَكِنَّهُ كانَ يُسِيءُ اسْتِعْمالَهُما. وَكانَ إِذا أَشْكَلَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ يُعْطِي مِلْعَقَتَهُ الَّذِي بِجانِبِهِ لِيَمْلأها وَيَرُدَّها إِلَيْهِ.

وَالْقِرْدُ مِثالٌ لِلتَّقْلِيدِ وَلَكِنَّهُ لا يُحْسِنُ ذَلِكَ فَيُؤْذِي نَفْسَهُ. مِنْ ذَلِكَ، أن قِرْدًا كانَ يُقَلِّدُ صاحِبَهُ الزِّنْجِيَّ فِي الْكِتَابَةِ فَكَانَ كُلَّما كَتَبَ الزِّنْجِيُّ شَيْئًا وَذَهَبَ لِبَعْضِ حاجَتِهِ يَعْمِدُ إلَى ما كَتَبَهُ فَيَخُطُّهُ بِخُطُوطٍ مُعْوَجَّةٍ. فَأَرادَ الزِّنْجِيُّ يَوْمًا أنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ فَأَحْضَرَ مُوسَى وَأَمَرَّهُ عَلَى رَقَبَتِهِ مِرارًا بِجِهَتِهِ غَيْرِ الْحادَّةِ ثُمَّ تَرَكَ الْمُوسَى مَفْتُوحًا وَذَهَبَ لِحاجَتِهِ كَعادَتِهِ. وَلَمَّا عادَ وَجَدَ الْقِرْدَ مَيِّتًا.

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

غالِبِ شُؤُونِهِ

аксарият ишларида

مُغَطَّى

ўраб қўйилган

رَاحَةٌ

кафт (қўлнинг чуқурчаси)

أَخْمَصٌ، (أَخَامِصُ)

оёқнинг остки қисми

دَمِيمٌ

бадбашара, хунук

مَغَارَةٌ، (مَغَائِرُ)

ер ости, ғор

وَعْرٌ، (وُعُورٌ)

ўнқир‑чўнқир, нотекис

مَأْوَاةٌ

жойи

اِمْتَصَّ، يَمْتَصُّ، اِمْتَصِّ، امْتِصَاصٌ

сўрмоқ, шиммоқ

الرُّطَبُ

ҳўл мева

الدِّيدَانُ

қурт

الْمَحَارُ

чиғаноқ

أفْعًى، (أَفَاعٍ)

илон

غِرَّةٌ، (غِرَرٌ)

беэътиборлик

تَلْتَفُّ

ўралади

الشَّمْبانْزِيَّ

шимпанзе

حِذْقٌ تَامٌّ

мукаммал маҳорат

مَقْدِرَةٌ

қобилият

الأُورانَ أُوتانَ

орангутан

مَلَقَّة

малакка бўғози

صُومَطْرَةَ

Суматра ороли

بُورْنِيُو

борнео ороли

شَأْنٌ، (شُؤُونٌ)

иши, ҳолати

الْغُورِلاَّ

горилла

خارِقَةٌ لِلْعادَةِ

ғайри оддий

كَسْرَ الْخَزَفِ

сополни синдиргандек

طَوَى، يَطْوِي، اِطْوِ، طَيٌّ

букмоқ

كَدَقِيقِ الأَسلاكِ

нозик симлар каби

النَّسْناسُ

наснос

مَدغَشْقَرَ

Мадагаскар

بَرَّاقَةٌ

ялтироқ

الزِّنْجِيُّ

негр, занжий

خَطَّ، يَخُطُّ، خُطَّ، خَطٌّ

чизмоқ

مُوسَى، (مَوَاسٍ)

устара

أَمَرَّ

теккизди, ўтказди

قَائِمَةٌ، (قَوَائِمُ)

оёқ (ҳайвондаги)

28 عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ والْغُلامُ

0:00
0:00

دَخَلَ عَلَى عَمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي أَوَّلِ وِلايَتِهِ وُفُودُ الْمُهَنِّئِينَ مِنْ كَلِّ جِهَةٍ. فَتَقَدَّمَ مِنْ وَفْدِ الْحِجازِيِّينَ لِلْكلامِ غُلاَمٌ صَغِيرٌ لَمْ يَبْلُغْ عُمْرُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. فَقالَ لَهُ عُمَرُ: اِرْجِعْ أَنْتَ وَلْيَتَقَدَّمْ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ. فَقالَ الْغُلامُ: أَيَّدَ اللهُ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِينَ، الْمَرْءُ بِأَصْغَرَيْهِ قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ. فَإِذا مَنَحَ اللهُ الْعَبْدَ لِسَانًا لافِظًا وَقَلْبًا حافِظًا فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْكَلامَ. وَلَوْ أَنَّ الأمْرَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَلْسُنٍ لَكانَ فِي الأُمَّةِ مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْكَ بِمَجْلِسِكَ هَذا. فَتَعَجَّبَ عُمَرُ مِنْ كَلامِهِ وَأَنْشَدَ:

تَعَلَّمْ فَلَيسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عالِمًا * وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جاهِلُ

وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لا عِلْمَ عِنْدَهُ * صَغِيرٌ إِذا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْمَحافِلُ

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

وَفْدٌ، (وُفُودٌ)

вакил (делегация)

الْمُهَنِّئِينَ

табрикловчилар

الْحِجازِيِّينَ

Ҳижозликлар

مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ

сендан ёши улуғроқ

أَيَّدَ، يُؤَيِّدُ، أَيِّدْ، تَأْيِيدٌ

қўлласин

لافِظٌ

сўзловчи

مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْكَ

сиздан ҳақлироқ

أَخُو عِلْمٍ

илм соҳиби, илмлик

29 اَلْجَمَلُ

0:00
0:00

يَا أيُّها الْمَخْدُوعُ بِالزَّاهِرِ

وَيا قَصِيرَ الْفِكْرِ وَالنَّاظِرِ

كَرِهْتَ مِنِّي صَنْعَةَ الْقادِرِ

وَلُمْتَنِي فِي شَكْليَ الظَّاهِرِ

ما أَبْعَدَ الإنْسانَ عَنْ حَدِّهِ

ما الْمَرْءُ بِاللبْسِ وَلا بِالْجَمالْ

وَلا بِحُسْنِ الشَّكْلِ بَيْنَ الرِّجال

وَلا بِلُطْفِ الصَّوْتِ وَقْتَ الْمقالْ

وَلا بِمَشْيِ الْعُجْبِ وَالإخْتِيالْ

فَلَيْسَ هَذا مُنْتَهَى قَصْدِهِ

الصَّبْرُ وَالصِّدْقُ وَفِعْلُ الْجَمِيل

ثَلاثَةٌ هُنَّ صِفاتُ النَّبِيلْ

إِنْ حُزْتَها يَوْمًا فَأَنْتَ الْجَلِيلْ

أَوْلا فَما يُغْنِيكَ قالٌ وَقِيلْ

فَقِيمَةُ السَّيْفِ مَضا حَدِّهِ

إِنْ شانَنِي تَكْوِيرُ هَذا السَّنام

وَما بِأَنْفِي مِنْ ثُقُوبِ الْخِطامْ

وَأَنَّنِي أُعْجُوبَةٌ فِي الأنامِ

لا حُسْنَ فِي الْوَجْهِ وَلا فِي الْقَوامْ

فَالنَّحْلُ قَدْ يُسْأَلُ عَنْ شَهدِهِ

لِى عَزْمَةٌ لا يَعْتَرِيها سَآمْ

وَقُوَّةٌ لا تَشْتَكِي مِنْ سَقامْ

وَصِدْقُ اِخْلاصٍ لِغَيْرِ اللِّئامْ

أَنْقادُ بِالْحُسْنَى وَلَوْ لِلْغُلامْ

ما دامَ يَبْدُو لِي صَفا وُدِّهِ

أَحْمِلُ لِلْبَدْوِ الثَّقِيلَ الْجَلَل

حَتَّى يَظُنَّ النَّاسُ أَنِّي جَبَلْ

لَكِنَّنِي مِنْ تَحْتِ هَذا جَمَلْ

قَدْ حَمَّلُوهُ فَوْقَ ما يُحْتَمَلْ

ما أَعْجَزَ الألْسُنَ عَنْ حَمْدِهِ

اُنْظُرْ إلَى خُفِّيَ كَيْفَ اسْتَدارْ

وَلانَ حَتَّى لا يُثِيْرُ الْغُبارْ

لَوْ أَنَّ رِجْلِي مِثْلُ رِجْلِ الْحِمارْ

لَشَقَّ مَشْيِي فِي رِمالِ الْقِفارْ

وَغُصْتُ كَالْمَيِّتِ فِي لَحْدِهِ

وَانْظُرْ إلَى عُنْقِيَ كَيْفَ اسْتطالْ

وَمِشْفَرِي قَدْ شَقَّهُ ذُو الْجَلالْ

فَنِلْتُ مِنْ قُوَّتِي مالا يُنالْ

أَلْتَقِمُ الشَّوْكَ وَلَوْ كَالنِّصالْ

وَأَلْقَطُ الشَّيْءَ عَلَى بُعْدِهِ

خُلِقْتُ لِلأسْفارِ وَالإبتعادْ

فَكانَ مِنْ دَأْبِيَ بَيْنَ الْعِبادْ

أَنْ أَمْلاَءَ الْبَطْنَ بِماءٍ وَزادْ

وَأَغْتَذِي مِنْهُ بِكَلِّ اِقْتِصادْ

فعْلَ الْفَتَى الْحازِمِ فِي وُجْدِهِ

(الشيخ عبد العزيز جاويش)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

زَاهِرٌ

гуллаган, равнақ

ناظِرٌ

кўз қараш

لُطْفٌ

мулойимлик

إِخْتِيالٌ

такаббурлик

نَبِيلٌ

фазилатли, шарафли

حَوْزٌ

қўлга киритмоқ

قالٌ وَقِيلْ

миш-миш

مَضَاءٌ

ўткирлик, кескирлик

شَانَ، يَشِينُ، شِنْ، شَيْنٌ

булғаса, қораласа

كَوَّرَ، يُكَوِّرُ، كَوِّرْ، تَكْوِيرٌ

ўралмоқ

سَنَامٌ

ўркач

ثُقُوبٌ

тешик

خِطَامٌ

тизгин

أُعْجُوبَةٌ

ажиб, лол қоладиган

قَوَامٌ

бўй, қомат

شُهْدٌ، (شِهَادٌ)

асал, бол

اِعْتِرَاءٌ

воқеъ бўлмоқ, тушмоқ

سَآمْ

зерикиш

سَقَامٌ

беморлик, оғриқ

اللِّئَامُ

разил, пасткаш

اِنْقَادَ، يَنْقَادُ، اِنْقَدْ، اِنْقِيادٌ

бўйин эгмоқ, бўйсинмоқ

بَدْوٌ

бадавий, саҳройи

جَلَلٌ

оғир

اِسْتِدارَةٌ

юмалоқ

أَثَارَ، يُثِيرُ، أثِرْ، إِثارَةٌ

тўзитмоқ

قَفْرٌ، (قِفَارٌ)

саҳро, чўл

غَاصَ، يَغُوصُ، غُصْ، غَوْصٌ

шўнғимоқ, тушмоқ

اِسْتِطالَةٌ

узаймоқ

مِشْفَرٌ، (مَشَافِرُ)

лаб

أَلْتَقِمُ

ютаман

شَوْكٌ، (أَشْوَاكٌ)

тикон

نَصْلٌ، (نِصَالٌ)

тиғ, қилич

أَلْقَطُ

оламан

وُجْدٌ

бойлик

30 اَلْعَنْكَبُوتُ

0:00
0:00

اَلْعَنْكَبُوتُ نَوْعٌ مِنَ الْحَشَراتِ. لَها سِتُّ أَوْ ثَمانِي عُيُونٍ وَثَمانِي أَرْجلٍ. وَرَأْسُهُ مُتَّصِلٌ بِصَدْرِهِ اِتِّصالاً تامًّا بِحَيْثُ يُخَيَّلُ لِلنَّاظِرِ أَنَّهُما شَيْءٌ واحِدٌ. وَهِيَ تَتَغَذَّى مِنْ صَيْدِ الذُّبابِ والْبَعُوضِ والْبَقِّ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْهَوامِّ. وَهِيَ بارِعَةٌ فِي النَّسْج بِحَيْثُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ مِنَ النَّسَّاجِينَ أنْ يُبارِيَها فِيْهِ. وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى النَّسْج حِيْنَ تُولَدُ كَما تَقْدِر البَطَّةُ أنْ تَسْبَحَ حِيْنَ تَخْرُجُ مِنَ الْبَيْضَةِ. وَهَذا عَطاءٌ لَهَا مِنَ الْخالِقِ جَلَّ شَأْنُهُ حَيْثُ خَصَّها بِتِلْكَ الْمَزِيَّةِ كَما خَصَّ سائِر الْحَيَواناتِ بِمَزِيَّةٍ أَوْ مَزايا لا تُوجَدُ فِي غَيْرِها.

وَنَسِيْجُ الْعَنْكَبُوتِ الْمَعْروفُ بِبَيْتِها فِي غَايَةِ الدِّقَّةِ وَالانْتِظامِ وَلَكِنَّهُ سَرِيعُ الفَناءِ، لأنَّ عِدَّ آلافٍ مِنْ خُيُوطِهِ لا تُعَادِلُ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ. وَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ هذا النَّسِيْجَ صُنِعَ عَبَثًا وَإِنَّما هُوَ شَبَكَةٌ تَصِيْدُ بِها الذُّبابَ وَالْبَعُوضَ وَنَحْوَهُما مِنَ الْهَوامِّ. فَتَمْتَصُّ دِماءَها. وَهَذِهِ الشَّبَكَةُ تُنْسَجُ مِنْ خُيُوطٍ دَقِيْقَةٍ جِدًّا تَكادُ لا تُرَى فِي بادِئِي النَّظَرِ.

وَقَدْ قالَ الْعُلماءُ الْباحِثُونَ فِي كَيْفِيَّةِ حُصُولِ هَذِهِ الْخُيُوطِ: إِنَّ فِي بَطْنِ الْعَنْكَبُوتِ مادَّةً سائِلَةً لَزِجَةً فَإِذا ضَغَطَتْ عَلَى تِلْكَ الْمَادَّةِ خَرَجَتْ مِنْ ثُقُوبٍ هُناكَ عَلَى صُوْرَةِ خُيُوطٍ دَقِيْقَةٍ جِدًّا وَتَجْمُدُ إِثْرَ خُرُوجِها وَمُلامَسَتِها لِلْهَواءِ. وَيَكْسَى هَذا النَّسِيْجُ بِطَبَقَة صَمْغِيَّةٍ مِنْ لُعابِ الْعَنْكَبُوت حَتَّى إِذا سَقَطَتْ عَلَيْها ذُبابَةٌ أَوْ نَحْوُها الْتَصَقَتْ بِها فَلاَ تَسْتَطِيعُ التَّخَلُّصَ مِنْها.

وَبَعْدَ أنْ تَبْنِيَ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتَها مِنْ تِلْكَ الْخُيُوطِ عَلَى شَكْلٍ مَعْرُوفٍ تَذْهَبُ إلَى مَأْواها فَتَرْصُدُ ما يَمُرُّ بِهِ مِنَ الْهَوامِّ حَتَّى إذا مَرَّتْ به بَعُوضَةٌ أَوْ ذُبابَةٌ وَاشْتَبَكَتْ فِيْهِ أَسْرَعَتْ إِلَيْها فَأَحاطَتْها بِالْخُيُوطِ الصَّمْغِيَّةِ فَتَرْتَبِكُ ولا تَسْتَطِيْعُ حَراكًا ثُمَّ تَقْتُلُها وَتَتَغَذَّى بِها أَوْ تَأْخُذُها إلَى مَأْواها وَتَدَّخِرُها لِوَقْتِ الْحاجَةِ.

وَالْعَنْكَبُوتُ أَنْواعٌ كَثِيرَةٌ. مِنْها نَوْعٌ يُوجَدُ فِي الْبِلادِ الْحارَّةِ وَتَنْسجُ شَبَكَةً مَتِينَةً جِدًّا بِحَيْثُ لا يَخْلُصُ عَنها الْعُصْفُورُ الصَّغِيرُ إِذا وَقَعَ فِيها.

وَمِنْها نَوْعٌ لا يَنْسِجُ لَهُ بَيتًا بَلْ يَقْفِزُ فِي الْفَضاءِ. فَإِذا طارَتْ بِقُرْبِهِ ذُبابَةٌ وَثَبَ إِلَيْها وَافْتَرَسَها. وَهَذا النَّوْعُ يُسَمَّى الْفَهْدَ لِشِبْهِهِ الْفَهْد فِي الإصْطِيادِ.

وَمِنْها نَوْعٌ يَسْكُنُ تَحْتَ الْماءِ فَيَأْخُذُ فَقاقِيعَهُ فَيَجْعَلُها فِي بَيْتِهِ لِيَسْتَنْشِقَ ما حَوَتْهُ مِنَ الْهَواءِ.

وَمِنْها نَوْعٌ يَتَّخِذُ مَساكِنَ صَغِيرَةً فِي الأَرْضِ يَأْوِي إِلَيْها وَيَضَعُ لَهَا أَبْوابًا لِيُغَلِّقَها مَتَى أَرَادَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

عَنْكَبُوتٌ، (عَنَاكِيبُ)

ўргимчак

يُخَيَّلُ لِلنَّاظِرِ

қараганнинг хаёлига келади

الْبَعُوضُ

чивин, искабтопар

الْبَقُّ

тахтакана

الْهَوامُّ

ҳашарот

بارِعَةٌ

маҳоратли

نَسَجَ، يَنْسِجُ، اِنْسِجْ، نَسْجٌ

тўқимоқ

أنْ يُبَارِيَهَا

мусобақалашмоқ, беллашмоқ

خَصَّ، يَخُصُّ، خُصَّ، خَصٌّ

алоҳида ажратган, хослаган

مَزِيَّةٌ، (مَزَايَا)

хусусият

سَرِيعُ الفَنَاءِ

тез барбод бўлувчи

عِدَّ

санаш

عَبَثًا

беҳуда, бекорга

تَمْتَصُّ

сўради

فِي بادِئِي النَّظَرِ

аввалги қараш

سَائِلَةٌ

суюқ

لَزِجَةٌ

ёпишқоқ

كَسَى، يَكْسُو، اُكْسُ، كَسْوٌ

қопламоқ, ёпмоқ

لُعَابٌ

сўлак

رَصَدَ، يَرْصُدُ، اُرْصُدْ، رَصْدٌ

диққат билан қарамоқ, кузатмоқ

الصَّمْغِيَّة

елим, клей, ёпишқоқ

اِرْتَبَكَ، يَرْتَبِكُ، اِرْتَبِكْ، اِرْتِبَاكٌ

саросимага тушмоқ

فُقَّاعَةٌ، (فَقَاقِيعُ)

сувдаги пуфакча

اِسْتَنْشَقَ، يَسْتَنْشِقُ، اِسْتَنْشِقْ، اِسْتِنْشَاقٌ

нафас олмоқ

31 العَطَّارُ وَالْعِقْدُ

0:00
0:00

قَدِمَ رَجُلٌ إلَى بَغْدادَ وَمَعَهُ عِقْدٌ يُساوِي أَلْفَ دِينارٍ. فَرَامَ أَنْ يَبِيعَهُ فَلَمْ يَتَّفِقْ لَهُ ذَلِكَ. فَجاءَ إلَى عَطَّارٍ مَوْصُوفٍ بِالْخَيْرِ وَالدِّيانَةِ، فَأَوْدَعَ الْعِقْدَ عِنْدَهُ. ثُمَّ ذَهَبَ يُرِيدُ الْحَجَّ. وَبَعْدَ أَنْ أَقَامَ شَعائِرَ الْحَجِّ عادَ إلَى بَغْدَادَ وَذَهَبَ إلَى الْعَطَّارِ وَبِيَدِهِ هَدِيَّةٌ لَهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَى الْعَطَّارِ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَ إلَيْهِ الْهَدِيَّةَ. فَقالَ لَهُ الْعَطَّارُ: مَنْ أَنْتَ يَا صَاحِبُ؟ فَقالَ: أَنا صاحِبُ الْعِقْدِ الَّذِى سَلَّمْتُهُ إِلَيْكَ وَدِيعَةً فِي وَقْتِ كَذا. فَلَمَّا سَمِعَ الْعَطَّارُ كَلامَهُ رَفَسَهُ بِرِجْلِهِ فَأَلْقَاهُ عَنْ دُكَّانِهِ. فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَأْنِهِ. فَأَخْبَرَهُم الْحَاجُّ بِها كَانَ لَهُ مَعَ الْعَطَّارِ وَكَيْفَ رَفَسَهُ لَمَّا طَلَبَ إِلَيْهِ تَسْلِيمَ الْوَدِيعَةِ. فَقالُوا: وَيْلَكَ هَذا رَجُلٌ صالِحٌ، فَمَا وَجَدْتَ مَنْ تَكْذِبُ عَلَيْهِ إِلاَّ هَذَا؟ فَتَحَيَّرَ الْحَاجُّ، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ إلَيهِ وَيَتَلَطَّفُ مَعَهُ بِالسُّؤالِ فَمَا زَادَهُ إلاَّ شَتْمًا وَضَرْبًا. فَاسْتَشارَ الْحاجُّ بَعْضَ أَهْلِ الرَّأْيِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَعْتَ إلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ أَمْرَكَ لَحَصَلَ لَكَ مِنْ فِراسَتِهِ خَيْرٌ. فَكَتَبَ قِصَّتَهُ وعَرَضَها عَلَيْهِ. فَقالَ: ما شَأْنُكَ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ. فَقالَ: اذْهَبْ وَاجْلِسْ فِي دُكَّانِ الْعَطَّارِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ دُونَ أنْ تَذْكُرَ لَهُ الْعقْدَ حَتَّى أَمُرَّ بِالدُّكَّانِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، فَأَقِفُ وَأُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلا تَرُدَّ عَلَيَّ إِلاَّ السَّلامَ. وَإِذا انْصَرَفْتُ فَأَعِدْ عَلَيْهِ ذِكْرَ الْعِقْدِ، ثُمَّ أَعْلِمْنِي بِما يَقُولُ لَكَ. فَفَعَلَ الْحَاجُّ ذَلِكَ. وَلَمَّا كانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ جاءَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ فِي مَوْكِبِهِ الْعَظِيمِ. وَحِيْنَ رَأَى الْحاجَّ وَقَفَ، وَقالَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ. فَقالَ الْحاجّ: وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَلَمْ يَتَحَرَّكْ. فَقالَ: يا أَخِي تَقْدَمُ مِنَ الْعِراقِ وَلا تَأْتِينا وَلا تَعْرِضُ عَلَيْنا حَوائِجَكَ. فَقالَ: ما اتَّفَقَ هَذا وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، هَذا وَالْعَسْكَرُ واقِفٌ بِكَمالِهِ. فَذَهِلَ الْعَطَّارُ وَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ الْتَفَتَ الْعَطَّارُ إلَى الْحَاجِّ وَقالَ له: يا أَخِي، مَتَى أَوْدَعْتَنِي هَذا الْعِقْدَ، وَفِي أَيِّ شَيْءٍ هُوَ مَلْفُوفٌ، فَذَكِّرْنِي لَعَلِّي أَتَذَكَّرُ. فَقالَ: مِنْ صِفَتِهِ كَذا وَكَذا. فَقامَ وَفَتَّشَ ثُمَّ فَتَحَ جِرابًا وَأَخْرَجَ مِنهُ الْعِقْدَ، وَقالَ: اللهُ أَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ ناسِيًا. وَلَوْ لَمْ تُذَكِّرْنِي لَما تَذَكَّرْتُ. فَأَخَذَ الْحاجُّ الْعِقْدَ وَمَضَى إلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ فَأَعْلَمَهُ. فَعَلَّقَهُ فِي عُنُقِ الْعَطَّارِ وَصَلَبَهُ عَلَى بابِ دُكَّانِهِ. وَنُودِيَ عَلَيْهِ: هَذا جَزاءُ مَنِ اسْتُودِعَ ثُمَّ جَحَدَ. وَأَخَذَ الْحَاجُّ الْعِقْدَ وَمَضَى إلَى بلادِهِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

عِقْدٌ، (عُقُودٌ)

маржон, шода

رَامَ، يَرُومُ، رُمْ، رَوْمٌ

хоҳламоқ, истамоқ

فَلَمْ يَتَّفِقْ

келиша олмади

عَطَّارٌ

аттор

أَوْدَعَ، يُوْدِعُ، أَودِعْ، إيْدَاعٌ

омонатга қўймоқ

شِعَارٌ، (شَعائِرُ)

шиор, аркон

دَفَعَ، يَدْفَعُ، اِدْفَعْ، دَفْعٌ

узатмоқ, бермоқ

رَفَسَ، يَرْفَ، اِرْفَس، رَفْسٌ

тепмоқ

عَنْ شَأْنِهِ

унинг аҳволи ҳақида

تَحَيَّرَ، يَتَحَيَّرُ، تَحَيَّرْ، تَحَيُّرٌ

ҳайрон бўлмоқ

تَرَدَّدَ، يَتَرَدَّدُ، تَرَدَّدْ، تَرَدُّدٌ

 

تَلَطَّفَ، يَتَلَطَّفُ، تَلَطَّفْ، تَلَطُّفٌ

 

اسْتَشَارَ، يَسْتَشِيرُ، اِسْتَشِرْ، اِسْتِشَارٌ

 

عَضُدٌ، (أَعْضَادٌ)

вазифадор, хизматчи

فِراسَتِهِ

унинг фаросати, идроки

مَوْكِبٌ، (مَوَاكِبُ)

отлиқлар тўдаси

لا تَعْرِضُ

намойиш қилмайсан, айтмайсан

حَاجَةٌ، (حَوائِجُ)

ҳожат, эҳтиёж

ذَهِلَ، يَذْهَلُ، اِذْهَلْ، ذُهُولٌ

эсанкирамоқ, саросимага тушмоқ

أَيْقَنَ، يُوْقِنُ، أَيْقِنْ، إيْقَانٌ

ишонмоқ

مَلْفُوفٌ

ўралган

جِرَابٌ، (أَجْرِبَةٌ)

халта

لَوْ لَمْ تُذَكِّرْنِي لَما تَذَكَّرْتُ

агар менга эслатмасанг мен ҳам эсламас эканман

صَلَبَ، يَصْلِبُ، اِصْلِبْ، صَلْبٌ

осмоқ

جَحَدَ، يَجْحَدُ، اِجْحَدْ، جُحُودٌ

инкор қилмоқ

   

32 النَّمِرُ

0:00
0:00

إِنَّ طُولَ هَذا الْحَيَوانِ يَبْلُغُ ثَلاثَ أَذْرُعٍ أَوْ يَزِيدُ. وَعُلُوُّهُ ذِراعٌ وَثُلُثٌ وَرَأْسُهُ أَكْثَرُ اسْتِدارَةً مِنْ رَأْسِ الأسَدِ. وَلَوْنُ جِسْمِهِ أَصْفَرُ قاتِمٌ مِنْ فَوْقُ وَأَبْيَضُ مِنْ تَحْتُ وَمُخَطَّطٌ بِألْوانٍ حَسَنَةٍ. وَهُوَ ذو قُوَّةٍ وَسَطْوَةٍ بَعِيدَةٍ وَثَبَاتٍ شَدِيدَةٍ لا تَرْدَعُهُ سَطْوَةُ أَحَدٍ. وَخُلُقُهُ فِي غَايَةِ الشَّراسَةِ وَالضِّيقِ لا يَسْتَأْنِسُ الْبَتَّةَ. وَعِنْدَهُ كِبْرٌ وَعُجْبٌ بِنَفْسِهِ، يَجُولُ فِي النَّهارِ كَما يَجُولُ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ لِخِفَّةِ جِسْمِهِ قادِرٌ عَلَى الْقَفْزِ إلَى مَسافَةٍ بَعِيدَةٍ. قِيلَ، إِنَّهُ يَخْطَفُ فارسًا مِنْ عَلَى فَرَسِهِ بَيْن جَيْشٍ مِنَ الْفُرْسانِ ولا تَلْحَقُهُ الْخَيَّالَةُ مَهْما اجْتَهَدُوا وَجَدُّوا. وَوُجُودُهُ بِالأكْثَرِ فِي بِلادِ الْهِنْدِ وَيُوجَدُ أَيْضًا مِنْهُ فِي بِلادِ الصِّينِ وَغَيْرِها مِنْ آسِيَّا الْجَنُوبِيَّةِ.

حُكِيَ عَنْ وَلَدَيْنِ كانا جالِسَيْنِ عَلَى شاطِىءِ نَهْرٍ. فَخَرَجَ نَمِرٌ مِنَ الْغابَةِ وَدَنا مِنْهُما وَجَعَلَ يُلاعِبُهُما. وَكانَ تارَةً يُداعِبُهُما وَتارَةً يَخْتَفِي فِي الْغابَةِ. فَاتَّفَقَ، أَنَّ مَخالِبَ النَّمِرِ جَرَحَتِ الْوَلَد عَرَضًا وَأَجْرَتِ الدَّمَ. فَحِينَئِذٍ أَخَذَتْ أُخْتُهُ غُصْنَ شَجَرَةٍ كانَ قَرِيبًا مِنْها وَضَرَبَتِ النَّمِرَ ضَرْبًا قَوِيًّا فَرَجَعَ النَّمِرُ إلَى الْغابَةِ وَلَمْ يُؤْذِهِما.

وَتُحْكَى أَمْثَالٌ مِثْلُ هَذِهِ كَثِيْرَةٌ عَنِ النَّمِرِ تَدُلُّ عَلَى ما عِنْدَهُ مِنَ الشَّهامَةِ وَعِزَّةِ النَّفْسِ. وَقَدْ أَخْبَرَ أَحَدُ الثِّقاتِ أَنَّهُ كانَ راكِبًا جَوادَهُ فِي الْجِبالِ وَكانَ الْبَرْدُ شَدِيدًا وَالأَمْطَارُ تَهْطُلُ بِغَزارَةٍ وَالرَّجُلُ مُلْتَفًّا بِعَباءَةٍ يَدْفَعُ بِها شِدَّةَ الْبَرْدِ وَمَطَرَ السَّماءِ. فَحَرَّ فِي مَضِيقٍ إلَى أنْ بَلَغَ مِنْهُ مَكانًا فَحانَتْ مِنْهُ الْتِفاتَةٌ إلَى يَمِينِهِ فَرَأَى النَّمِرَ واقِفًا عَلَى الْحائِطِ حَيْثُ كانَ يُمْكِنُهُ مُصافَحَةُ الرَّجُلِ الَّذِي وَقَفَ شَعْرُ رَأْسِهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَشْهَدِ الْمُخِيفِ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ حِيلَةٍ لِلَّنجاةِ إِلاَّ أَنْ يَمْتَحِنَ ما طالَما سَمِعَهُ عَنْ شَهامَةِ النَّمِرِ. فَبادَرَهُ بِالسَّلامِ مُظْهِرًا لَهُ الإِحْتِرامَ وَالإعتِبارَ والْخُضُوعَ. فَنَظَرَ إلَيْهِ النَّمِرُ وَقَدْ ذَبَّلَ عَيْنَيْهِ وَحَنَّ إلَيْهِ حَنِينَ الْمَحَبَّةِ وَالإفْتِخارِ وَلَبِثَ فِي مَكانه لا يَتَحَرَّكُ إلَى أنْ مَرَّ الرَّجُلُ وَهُوَ لا يَصْدُقُ بِالنَّجاةِ إِلاَّ بَعْدَ أنْ صارَ عَلَى بُعْدِ ثَلاثَةِ أَمْيالٍ. وَهَذا دَلِيلٌ عَلَى أنَّ بَعْضَ الْحَيَواناتِ الضَّارِيَةِ لا تَعْتَدِي إِذا لَمْ يُعْتَدَ عَلَيْهَا.

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

طُولٌ

узунлик

عُلُوٌّ

баландлик

اسْتِدارَة

юмалоқ симон

أَصْفَرُ قاتِمٌ

тўқ, тим сариқ

مُخَطَّطٌ

йўл‑йўл, ола‑була

سَطْوَة

ҳужум, тажовуз

ثَبَاتٌ

мустаҳкам

رَدَعَ، يَرْدَعُ، اِرْدَعْ، رَدْعٌ

тўхтатмоқ, тиймоқ

فِي غَايَةِ الشَّراسَةِ

ғоят қўполлик

لا يَسْتَأْنِسُ

алоқа ва муносабат қилмоқ

الْبَتَّةَ

қатъий, албатта

عُجْبٌ بِنَفْسِهِ

ўзини юксак кўриш

جَالَ، يَجُولُ، جُلْ، جَولٌ

кезмоқ, изғимоқ

قَفَزَ، يَقْفِزُ، اِقْفِزْ، قَفْزٌ

сакрамоқ

خَطَفَ، يَخْطَفُ، اِخْطِفْ، خَطْفٌ

чангалламоқ, тутмоқ

لا تَلْحَقُهُ

унга ета олмайди

الْخَيَّالَةُ

отлиқ, чавандоз

جَدُّوا

жидду‑жаҳд қилишса ҳам

بِلاَد الصِّينِ

хитой мамлакати

وَجَعَلَ يُلاعِبُهُما

икковлари билан ўйнашар эди

مِخْلَبٌ، (مَخَالِبُ)

тирноқ, чангал

عَرَضًا

тасодифан

الشَّهَامَةُ

жасурлик, мардлик

عِزَّة النَّفْسِ

иззат, ҳурмати

جَوَادٌ، (جِيَادٌ)

чопқир от

هَطَلَ، يَهْطِلُ، اِهْطِلْ، هَطْلٌ

қуймоқ, ёғмоқ

بِغَزارَةٍ

мўл‑кўлликда

مُلْتَفًّا

ўранган ҳолда

عَبَاءَةٌ، (أَعْبِئَةٌ)

чопонга ўхшаш кийим

حَرَّ، يَحَرُّ، حُرَّ، حَرَارٌ

текширмоқ

فَحانَتْ

тасодифан тушиб қолди

الْتِفاتَةٌ

назар

مُصافَحَةٌ

қўл бериб сўрашиш

الْمَشْهَدُ الْمُخِيفُ

қўрқинчли манзара

مُظْهِرًا

изҳор қилган ҳолда

ذَبَّلَ، يُذَبِّلُ، ذَبِّلْ، تَذْبِيلٌ

шалпаймоқ

حَنَّ، يَحِنُّ، حِنَّ، حَنِينٌ

меҳрибон, ғамхўрлик

الضَّارِيَة

ёввойи

لا تَعْتَدِي

ҳужум қилмайди

إِذا لَمْ يُعْتَدَ عَلَيْهَا

агар унга ҳужум қилинмаса

33 الْمَالُ فِي نَظَرِ الرِّجَالِ

0:00
0:00

لِكُلِّ شَخْصٍ مَشْرَبُ

فِي ذَوْقِهِ مُسْتَعْذَبُ

فَكَمْ غَبِيٍّ يَلْعَبُ

وَكَمْ ذَكِيٍّ يَتْعَبُ

وَلاَ يَزالُ يَدْأَبُ

كَمْ مِنْ أُناسٍ فِي نَصَبْ

وَفِي عَناءٍ وَكَرَبْ

يَرَوْنَ مَنْقُوشَ الذَّهَبْ

أَجَلَّ شَىْءٍ يُكْتَسَبْ

فَتَعِبُوا وَأَتْعَبُوا

إِنْ شِئْتَ أنْ تَغْنَى وَما

حَرَّكْتَ يَوْمًا قَدَما

فَالْمالُ قطُّ ما هَمَى

لِطالِبٍ مِنَ السَّمَا

لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبُ

إِنَّ الغِنَى جَمِيلُ

يُحِبُّهُ الذَّلِيلُ

وَالْبَطَلُ النَّبِيلُ

وَالْمَلِكُ الْجَلِيلُ

وَالْكُرْماءُ النُّجُبُ

إِنَّ وَراءَ الْمالِ

مَقاصِدُ الرِّجالِ

فَكَمْ مِنَ الأَعْمَالِ

ما جَلَّ عَنْ مِثالِ

بِهِ تُنَالُ الرُّتَبُ

لاَ خَيْرَ فِي الْمالِ إِذا

صاحَبَ شُحًّا أَوْ أَذَى

أَوْ فِي الْفَسادِ نُبِذا

أَوْ لَمْ يُصادِف جَهْبَذا

يُعْطِيهِ فِيما يَجِبُ

أَنْفِقْ جَمِيعَ مَالِكْ

عَلى ارْتِقاءِ حالِكْ

وَلَمْ أرِدْ بِذلِكْ

ما ساءَ مِنْ آمالِكْ

فَمِثْلُها لا يُطْلَبُ

أَنْفِقْهُ فِي التَّعَلُّمِ

وَصلْ بِهِ ذا رَحِمِ

وَافْعَلْ كَفِعْلِ الأُمَمِ

ذاتِ الْعُلا وَالْهِمَمِ

مِمَّا بِهِ قَدْ غَلَبُوا

شَيِّدْ بِهِ الْمَجْدَ الأَثِيلْ

وَاشْرِبه الذِّكْرَ الْجَمِيلْ

وَاجْعَلْهُ فِي الدُّنيا سَبيلْ

لِكَلِّ مَقْصُودٍ جَلِيلْ

كَيْ يُحْمَدَ الْمُنْقَلَبُ

(عَبْدُ العَزِيز الْجَاوِيش)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

مَشْرَبُ

сув чашмаси, йўналиш

مُسْتَعْذَبُ

завқ, тотиш

دَأَبَ، يَدْأَبُ، اِدْأَبْ، دُؤُوبٌ

жон жаҳди билан ишламоқ

نَصَبٌ

машаққат

هَمَى، يَهْمِي، اِهْمِ، هَمْيٌ

оқмоқ, тўкилмоқ

الْبَطَلُ النَّبِيلُ

қаҳрамон аслзода

الْكُرْمَاءُ

олийжаноб

نَجِيبٌ، (نُجُبٌ)

улуғ зот

ما جَلَّ

таърифдан ташқаридир

رُتْبَةٌ، (رُتَبٌ)

мартаба

نُبِذَا

отилса

جَهْبَذَا

тажрибали, билимдон

شَيَّدَ، يُشَيِّدُ، شَيِّدْ، تَشْيِيدٌ

қурмоқ, тикламоқ

الْمَجْدُ

улуғлик

الأَثِيلُ

асл

الْمُنْقَلَبُ

қайтиладиган охират

كَرَبٌ

ғам-алам

   

34 اَلْبَرْقُ والرَّعْدُ

0:00
0:00

إِنَّ الْغُيُومَ السَّابِحَةَ فِي الْجَوِّ مُخْتَلِفَةُ الأَقْدارِ وَالأَشْكالِ وَالْكَثافَةِ. فَعِنْدَ ما تَكُونُ كَثِيفَةً وَالْواحِدَةُ مِنْها مُنْفَصِلَةٌ عَنِ الأُخْرَى، تُرَى فِي الْجَوِّ مُتَلبِّدَةً وَتَسُوقُها الرِّياحُ فِي السَّماءِ فَتَكْسَبُ فَوْقَ كَهْرَبائيَّتِها كَهْرَبائيَّةً مِنَ الْجَوّ. وَعِنْدَما تَتَكَهْرَبُ الْغَيْمتانِ الْوَاحِدَةُ سَلْبًا والأُخْرَى إِيْجابًا وَتُصبِحُ هَذِهِ قَرِيبَةً مِنْ تِلْكَ تَجْذِبُ إِحْداهُمَا الأُخْرَى فَتَنْقَضَّانِ مَتَصادِمَتَيْنِ تَصادُمًا قَوِيًّا يُحْدِثُ عَلَى حافَتَيْهما أَوْ سَطْحَيْهما بِالاصْطِكاكِ نُورًا باهِرًا مُنْتشِرًا يُقال لَهُ الْبَرْقُ. وَيُسْمَعُ لِهَذَا الانْقِضاضِ وَالاصْطِدامِ صَوْتٌ شَدِيدٌ هُوَ قَصْفُ الرَّعْدِ. وَيَتَوَقَّفُ عِظَمُ وَمِيضِ الْبَرْقِ وَقَصْفِ الرَّعدِ عَلَى كبرِ الْغَيْمَتَيْنِ وَكَيفِيَّةِ اِنْطِبَاقِ الْواحِدَةِ مِنْهُما عَلَى الأُخْرَى وَعَلَى قُرْبِها مِنَ النَّاظِرِ وَالسَّامِعِ.

فَإِذا كانَتِ الْغَيْمَتَانِ صَغِيرَتَيْنِ أَوْ رَقِيقَتَيْنِ كانَ الصَّوْتُ ضَعِيْفًا والْفَرْقُ خَفِيفًا وَبِالعَكْسِ. وَلَمَّا كَانَتْ سُرْعَةُ النُّورِ أَعْظَمَ مِنْ سُرْعةِ الصَّوْتِ فِي الْهَواءِ ظَهَرَ وَمِيضُ الْبَرْقِ قَبْلَ أنْ يُسْمَعَ صَوْتُ الرَّعْدِ. وَإِذا الْتَقَتْ كَهْرَبائِيَّةُ غَيْمَةٍ بِكَهْرَبائِيَّةِ الأَرْضِ وَكانَ الاصْطِدامُ شَدِيدًا جِدًّا حَدَثَتِ الصَّاعِقَةُ وَهَذِهِ تَهْدِمُ الْبُيُوتَ وَتَدُكُّ الْحُصُونَ. والصَّاعِقَةُ تَتَّجِهُ إلَى كُلِّ مَا هُوَ محَدَّدُ الرَّأْس وَمُرْتَفِعٌ. وَلِذَلِكَ وَضَعُوا الْقَضِيْبَ الْمُسَمَّى بِقَضِيبِ الصَّاعِقَةِ الَّذِي يَجْذِبُ الصَّاعِقَةَ وَيُفْرِغُ الْقُوَّةَ فِي الأَرْضِ فَيَسلَمُ الْبِنَاءُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

بَرْقٌ، (بُرُوقٌ)

чақмоқ, яшин

رَعْدٌ، (رُعُودٌ)

момақалдироқ

كَثِيفَةٌ

зичлик, қалинлик

مُتَلبِّدَةٌ

тўпланмоқ, йиғилмоқ

كَهْرَبائيَّةٌ

электр токи

تَتَكَهْرَبُ

электр билан зарядланмоқ

سَلْبًا

манфий

إِيْجابًا

мусбат

اِنْقَضَّ، يَنْقَضُّ، اِنْقَضِّ، اِنْقِضَاضٌ

ўпирилмоқ, қуламоқ

تَصَادَمَ، يَتَصَادَمُ، تَصَادُمْ، تَصَادُمٌ

ўзаро тўқнашмоқ, урилмоқ

حافَتَيْهُمَا

чекка, қирғоқ

الاصْطِكَاكُ

урилмоқ

قَصَفَ، يَقْصِفُ، اِقْصِفْ، قَصْفٌ

гумбирламоқ

اِصْطَدَمَ، يَصْطَدِمُ، اِصْطَدِمْ، اِصْطِدامٌ

тўқнашмоқ, урилмоқ

وَمِيضٌ

ялтиллаш

اِنْطَبَقَ، يَنْطَبِقُ، اِنْطَبِقْ، اِنْطِبَاقٌ

мос бўлмоқ

الصَّاعِقَةُ

яшин

تَدُكُّ

йиқитади

حِصْنٌ، (حُصُونٌ)

қалъа, қўрғон

محَدَّدُ الرَّأْسِ

боши кўтарилган

الْقَضِيْبُ

темир таёқ

أَفْرَغَ، يُفْرِغُ، أَفْرِغْ، إِفْرَاغٌ

ўтказиб юбормоқ

35 اَلأَسَدُ وَالذِّئْبُ وَالْغُرابُ وَابْنُ آوَى (1)

0:00
0:00

كانَ أَسَدٌ يَمْكُثُ فِي غابةٍ وَكَانَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَصْحابٍ: ذِئْبٌ وَغُرابٌ وَابْنُ آوَى. فَاتَّفَقَ، مُرور قافِلَةٍ مِنَ الْجِمالِ فِي تِلْكَ الْغابَةِ، فَضَلَّ واحِدٌ مِنْها عَنِ الطَّرِيقِ حَتَّى انْتَهَى إلَى الأَسَدِ. فَقالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ إِلَيْنا؟ قالَ: مِنْ مَوْضِعِ كَذا. قالَ: فَما حاجَتُكَ؟ قالَ: الْقِيامُ بِما يَأْمُرُنِي بِهِ مَوْلايَ الأَسَدُ. قالَ: تُقِيمُ عِنْدَنا عَلَى السَّعَةِ والْخِصْبِ. فَلَبِثَ زَمانًا إلَى أنْ مَضَى الأَسَدُ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ يَطْلُبُ صَيْدًا. فَلَقِيَ فِيلاً عَظِيمًا فَقاتَلَهُ قِتالاً شَدِيدًا وَأَفْلَتَ مِنْهُ مُثْخَنًا بِالْجِراحِ فَلَمْ يَكدِ الأَسَدُ يَبْلُغُ عَرِينَهُ حَتَّى سَقَطَ لا يَسْتَطِيعُ حَراكًا وَحُرِمَ طَلَبَ الصَّيْدِ.

فَلَبثَ الذِّئْبُ وابْنُ آوَى وَالْغُرابُ لا يَجِدُونَ طَعامًا لأَنَّهُمْ كانُوا يَقْتاتُونَ منْ فَضَلاتِ الأَسَدِ. فَأَجْهَدَهُمُ الْجُوعُ والْهُزالُ. فَقالَ لَهُمُ الأَسَدُ: لَقَد احْتَجْتُمْ إلَى ما تَأْكُلُونَ. فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهُ يُهِمُّنا أَمْرُكَ أَكْثَرَ مِمَّا تُهِمُّنا أَنْفُسُنا، فَلَيْتَنا نَجِدُ لَكَ ما تَأْكُلُهُ. فَقالَ الأَسَدُ: اسْعَوا لَعَلَّكُمْ تُصِيْبُونَ صَيْدًا. فَخَرَجَ الْغُرابُ وَالذِّئْبُ وَابْنُ آوَى مِنْ عِنْدِ الأَسَدِ وَتَشَاوَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ. فَاتَّفَقَ رَأْيُهُمْ أنْ يُشِيرُوا عَلَى الأسَدِ بِأكْلِ الْجَمَلِ. وَانْطَلَقَ الْغُرَابُ لِيُكَلِّمَ الأسَدَ فِي هَذا الشَّأْنِ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قالَ لَهُ الأَسَدُ: هَلْ أَصَبْتُمْ شَيْئًا؟ قالَ الْغُرابُ: إِنَّما يُصِيْبُ مَنْ يَسْعَى وَيُبْصِرُ وَنَحْنُ لا سَعْيَ لَنا وَلا بَصَرَ لِمَا بِنا مِنَ الْجُوعِ. وَلَكِنْ قَدِ اتَّفَقْنا عَلَى رَأْيٍ وَاجْمَعْنا عَلَيْهِ، فَإِنْ وافَقَنا الأسَدُ فَنَحْنُ لَهُ مُجِيبُونَ. فَسَأَلَ الأَسَدُ: ما هُوَ؟ قالَ الْغُرابُ: هَذا الْجَمَلُ الآكُلِ الْعُشْبِ الْمُتَمَرِّغُ بَيْنَنا مِنْ غَيْرِ مَنْفَعَةٍ لَنا مِنْهُ.

فَلَمَّا سَمِعَ الأَسَدُ ذَلِكَ غَضِبَ وَقالَ: ما أَخْطَأَ رَأْيَكَ وَما أَبْعَدَكَ مِنَ الْوَفاءِ وَالرَّحْمَةِ. وَما كُنْتُ أَظُنُّ أنْ تَجْتَرِئَ عَلَيَّ بِهَذا الْقَوْلِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنِّي قَدْ أَمَّنْتُ الْجَمَلَ. أَوَ لَمْ يَبْلُغْكَ أَنَّهُ لَمْ يَتَصَدَّقْ مُتَصَدِّق بِصَدَقَةٍ هِيَ أَعْظَمُ أَجْرًا مِمَّنْ أَمَّنَ نَفْسًا خائِفَةً وَحَقَنَ دَمًا مَهْدُورًا. فَقَدْ أَمَّنْتُهُ وَلَسْتَ بالغادِرِ بِهِ. قالَ الغرابُ: إِنِّي لأَعْرِفُ ما يَقُولُ الأَسَدُ وَلَكِنَّ النَّفْسَ الْواحِدَةَ يُفْتَدَى بِهَا أَهْلُ البَيْتِ وَأَهْلُ الْبَيْتِ تُفْدَى بِهِمِ الْقَبِيْلَةُ وَالْقَبِيلَةُ يُفْتَدَى بِها الْمِصْرُ وَأَهْلُ الْمِصْرِ فِدَى الْمَلِكِ. فَقَدْ نَزَلَتْ بِكَ الْحاجَةُ وَأَنا أَجْعَلُ لَكَ مِنْ ذِمَّتِكَ مَخْرَجًا بِأَنْ لا تَفْعَلَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ وَلا تَأْمُرَ بِهِ أَحَدًا وَلَكِنَّنَا نَحْتال عَلَيْهِ بِحِيلَةٍ لَنا وَلَكَ فِيها صَلاحٌ. فَسَكَتَ الأَسَدُ عَنْ جَوَابِ الْغُرابِ عَنْ هَذا الْكَلاَمِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

ابْنُ آوَى

чиябўри, шоқол

ضَلَّ، يَضِلُّ، ضَلِّ، ضَلاَلٌ

адашмоқ

اِنْتَهَى، يَنْتَهِي، اِنْتَهِ، اِنْتِهَاءٌ

етиб келмоқ

الْقِيامُ بِما يَأْمُرُنِي بِهِ

менга буюрган нарсани бажариш

عَلَى السَّعَةِ والْخِصْبِ

кенглик ва мўл‑кўллик

إلَى أنْ مَضَى

кетгунича

أَفْلَتَ، يُفْلِتُ، أَفْلِتْ، إفْلاَتٌ

қутулиб қолмоқ

مُثْخَنًا

жароҳатланган ҳолда

فَضَلاَتٌ

қолдиқ, сарқит

أَجْهَدَ، يُجْهِدُ، أَجْهِدْ، إجْهَادٌ

қийнаб қўймоқ

الْهُزالُ

озғинлик

أَهَمَّ، يُهِمُّ، أَهِمَّ، إهْمَامٌ

 

اسْعَوا

ҳаракат қилинглар

مُجِيبُونَ

қабул қилувчимиз

الْمُتَمَرِّغُ

ётиб юрмоқ, ўйнаб юрмоқ

ما أَبْعَدَكَ

нақадар йироқ

أَمَّنْتُ

омонлик бердим

حَقَنَ، يَحْقُنُ، اُحْقُنْ، حَقْنٌ

қон тўкилишини олдини олмоқ

مَهْدُورٌ

тўкилиши

لَسْتَ بالغادِرِ بِهِ

унга хиёнат қилувчи эмасман

يُفْتَدَى

фидо қилинади

مِنْ ذِمَّتِكَ

кафолатингиз

صَلاحٌ

ислоҳ

أَشارَ عَلَيْهِ

унга ишора қилди

36 اَلأَسَدُ وَالذِّئْبُ وَالْغُرابُ وَابْنُ آوَى (2)

0:00
0:00

فَلَمَّا عَرفَ الغُرَابُ مُوافَقَةَ الأَسَدِ أَتَى أَصْحابَهُ فَقالَ لَهُمْ: قَدْ كَلَّمْتُ الأَسَدَ فِي أَكْلِهِ الْجَمَلَ عَلَى أنْ نَجْتَمِعَ نَحْنُ والْجَمَلُ لَدَى حَضْرَتِهِ وَنَذْكُرَ ما أَصابَهُ وَنَتَوَجَّعَ لَهُ اِهْتِمامًا مِنَّا بِأَمْرِهِ وَحِرْصًا عَلَى صَلاحِهِ وَيَعْرِضَ كَلّ وَاحِدٍ منَّا نَفْسَهُ عَلَيْهِ فَيَرُدَّهُ الآخَرُ وَيُسَفِّهَ رَأْيَهُ وَيُبَيِّنَ الضَّرَرَ فِي أَكْلِهِ. فَإِذا فَعَلْنا ذَلِكَ سَلِمنا كُلُّنا وَرَضِيَ الأَسَدُ عَنَّا.

ثُمَّ إِنَّهُمْ كَلَّمُوا الْجَمَلَ فِي هَذا الشَّأْنِ وَتَقَدَّمُوا جَمِيعًا إلَى الأَسَدِ. فَقالَ الْغُرابُ: قَدْ احْتَجْتَ أَيُّها الْمَلِكُ إلَى ما يُقَوِّيكَ. وَنَحْنُ نَهَبُ أَنْفُسَنا لَكَ فَإِنَّنا بِكَ نَعِيشُ، فَإِذا هَلِكْتَ فَلَيْسَ لأَحَدٍ مِنَّا بَقاءٌ بَعْدَكَ فَلْيَأْكُلْنِيَ الأَسَدُ، فَقَدْ طِبْتُ بِذَلِكَ نَفْسًا. فَأَجابَهُ الذِّئْبُ وَابْنُ آوَى: اسْكُتْ فَلا خَيْرَ فِي أَكْلِكَ وَلَيْسَ فِيكَ شِبَعٌ.

قالَ ابْنُ آوَى: وَلَكِنْ أَنا أُشْبِعُ الأَسَدَ فَقَدْ رَضِيْتُ بِذَلِكَ طبتُ نَفسًا. فَرَدَّ عَلَيْهِ الذِّئْبُ وَالْغُرابُ بِقَوْلِهِما: اُسْكُتْ إِنَّكَ مُنْتِنٌ قَذِرٌ. قالَ الذِّئْبُ: أَنا لَسْتُ كَذَلِكَ فَلْيَأْكُلْنِيَ الأَسَدُ عَنْ طِيْبِ نَفْسٍ مِنِّي وَإِخْلاصِ نِيَّةٍ. فَاعْتَرَضَهُ الغُرابُ وَابْنُ آوَى وَقالا: قد قالَتِ الأَطِبَّاءُ مَنْ أَرادَ قَتْلَ نَفْسِهِ فَلْيَأْكُلْ لَحْمَ ذِئْبٍ.

فَظَنَّ الْجَمَلُ أَنَّهُ إِذا عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الأَكْلِ الْتَمَسُوا لَهُ عُذْرًا كَما الْتَمَس بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَيسلَمُ وَيَرْضَى عَنْهُ الأَسَدُ. فَقالَ أَنا فِيَّ لَكَ شِبَعٌ وَلَحْمِي لَذِيذٌ وَبَطْنِي نَظِيفٌ فَلْيَأْكُلْنِى وَيُطْعِمْ أَصحابَهُ وَحَشَمَهُ فَقَدْ سَمَحْتُ بِذَلِكَ طَوْعًا. فَقالَ الذِّئْبُ والغُرابُ وَابْنُ آوَى: لَقَدْ صَدَقَ الْجَمَلُ وَتَكَرَّمَ. ثُمَّ إِنَّهُمْ وَثَبُوا عَلَيْهِ وَمَزَّقُوهُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

حَضْرَةٌ

ҳузури ва ҳозирлиги

تَجَوَّعَ، يَتَجَوَّعُ، تَجَوَّعْ، تَجَوُّعٌ

қантармоқ

عَرَضَ، يَعْرِضُ، اِعْرِضْ، عَرْضٌ

тақдим қилмоқ

سَفَّهَ، يُسَفِّهُ، سَفِّهْ، تَسْفِيهٌ

тентак ҳисобламоқ

احْتَجْتَ

муҳтожсан

إلَى ما يُقَوِّيكَ

кучли қиладиган нарсага

نَهَبُ

топширамиз

فَقَدْ طِبْتُ بِذَلِكَ نَفْسًا

бунга чин кўнгилдан кўндим

شِبَعٌ

тўйиниш

مُنْتِنٌ

сассиқ

قَذِرٌ

жирканч, нопок

حَشَمٌ

мулозим ва шотирлар

سَمَحْتُ

рухсат ва изн бердим

طَوْعًا

ўз ихтиёри билан

تَكَرَّمَ، يَتَكَرَّمُ، تَكَرَّمْ، تَكَرُّمٌ

марҳамат ва икром кўрсатмоқ

مَزَّقُوهُ

уни парчалаб ташладилар

37 اَلْعَنْدَلِيبُ

0:00
0:00

اَلْعَنْدلِيبُ يُعْرَفُ بِالْبُلْبُلِ، أَعْذَبُ الصَّوادِحِ وَأَطْرَبُها نَغْمَةً وَأَفْصَحُها لَهْجَةً. صَغِيرُ الْجُثَّةِ لَهُ رَأْسٌ وَذَنَبٌ أَسْوَدانِ. وَأَمَّا ظَهْرُهُ وَجُؤْجُؤُهُ وَبَطْنُهُ فَدُكْنٌ إلَى الزُّرْقَةِ. وَهُوَ مِنَ الطُّيُورِ الْقَواطِعِ يَخْرُجُ إلَى الْبِلادِ الْمُعْتَدِلَةِ فِي أَواسِطِ الرَّبِيعِ وَقَدْ يُوغِلُ بَعْضُهُ فِي الشِّمالِ حَتَّى يَبْلُغَ رُوسِيَّا وَألْمَانِيا وَيُفَرِّخُ هُناكَ. ثُمَّ يَعُودُ فِي أَواخِرِ الصَّيْفِ إلَى بِلاَدِ الْمَغْرِبِ وَمِصْرَ وَغَيْرِهِما مِنَ الْبُلْدانِ الْحارَّةِ.

وَأَحَبُّ الْمَواقِعِ إلَيْهِ ما يَتَوارَى فِيْهِ عَنِ الأَبْصارِ مِنَ الْخَمائِلِ وَالأَدْغال. حَيْثُ يَقُومُ عَلَى أَغْصانِها يَصْدَحُ بِألْحانِهِ الْمُطْرِبَةِ وَعَنْدَلَتِهِ الْعَذْبَةِ. فَيَسْتَوْقِفُ الأَقْدامَ عَجَبًا وَيُرْقِصُ الْقُلوبَ طَرَبًا وَهُوَ صَدَّاحٌ بارِعٌ. يَمْتازُ عَنْ سائِرِ الصَّوادِحِ بِحُسْنِ الإْيقاعِ وَطُولِ الْباعِ فِي التَّفَنُّنِ بِأَسالِيبِ الأَلْحانِ. حَتَّى ضُرِبَ الْمَثَلُ فِي فَصاحَةِ اللِّسانِ. وَصِياحُهُ فِي اللَّيْلِ أَكْثَرُ وَأَجْوَدُ مِنْهُ فِي النَّهارِ. وَقَدْ يَتَغَنَّى فِيهِ دَفْعَةً فَدَفْعَةً وَنَغْمَةً فَنَغْمَةً إلَى أنْ يَخْلَعَ اللَّيْلُ ثِيابَهُ وَيَحْدُرَ الصُّبْحُ نِقابَهُ.

وَما أَحْسَن قَوْلَ الشَّاعِرِ:

وَطُنْبُورٍ مَلِيحِ الشَّكْلِ يَحْكِي * بِنَغْمَتِهِ الْفَصِيحَةِ عَنْدَلِيبا

رَوَى لَمَّا ذَوَى نَغَمًا فِصاحًا * حَواها فِي تَقَلُّبِهِ قَضِيبا

كَذَا مَنْ عاشَرَ الْعُلَماءَ طِفْلاً * يَكُونُ إِذا نَشا شَيْخًا أَدِيبا

وَيَتَّخِذُ الْعَنْدَلِيبُ عُشَّهُ مِنْ الأَوْراقِ اليابِسَةِ وَالطُّحْلُبِ النَّاعِمِ. يَبْنِيهِ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ وَيُوارِيهِ بَينَ أَوراقِ الشَّجَرِ حَتَّى لا يُهْتَدى إِلَيْهِ. وَهُوَ لا يُدْرِكُهُ أَيَّامَ التَّعْشِيشِ وَالأفْراخِ فِي الْعَنْدَلَةِ مَلَلٌ. وَلا يُشْغِلُهُ عَنْها شاغِلٌ حَتَّى أَيَّامَ الْحِضانَةِ. وَلا يَزالُ كَذَلِكَ إلَى أنْ يَنْقَفَ الْبَيْضَ فَيَلْهُوَ عَنِ الصُّداحِ بِمُعاوَنَةِ أُنْثاهُ عَلَى زَقِّ الْفِراخِ. وَيَخْشُنُ صَوْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَتَأْخُذُهُ اللُّكْنَةَ. فَإِذا صاحَ يَكُونُ صِياحُهُ مُتَقَطِّعًا أَشْبَهَ بِنَعِيقِ الْغُرابِ.

وَأَمَّا طَعامُهُ فَدُودُ الأَشْجارِ وَالثِّمارُ الْهَشَّةُ كَالْفِرْصادِ وَالتِّينِ وَثَمَرِ الْعُلَّيْقِ وَما يَجِدُهُ مِنَ الْقَمَعِ والذُّبابِ وَنَحْوِهِما. ثُمَّ إِذا جاءَ الْخَرِيفُ وَبَرَدَ الْهَواءُ يَتْرُكُ الْبِلادَ الْمُعْتَدِلَةَ وَيَقْطَعُ بِفِراخِهِ إلَى مَواقِعِهِ فِي الْبُلْدانِ الْحارَّةِ. وَقَلَّما يَصْبِرُ الْعَنْدَلِيبُ عَلَى الأَسْرِ. فَإِذا حُبِسَ فِي قَفَصٍ يَقِلُّ صِياحُهُ وَيَنْحَلُ جِسْمُهُ وَإِذا طالَ عَلَيْهِ الزَّمانُ ماتَ كَمَدًا.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

عَنْدلِيبٌ، (عَنَادِلُ)

булбул

أَعْذَبُ

ёқимли

صَادِحٌ، (صَوادِحُ)

сайраши, сайроқилиги

أَطْرَبُ

завқли

أَفْصَحُ

фасоҳатли

لَهْجَةٌ

оҳанг, тил

جُؤْجُؤٌ، (جَآجِئُ)

кўкрак, тўш

دُكْنٌ

қорамтир

أَوْغَلَ، يُوغِلُ، أَوْغِلْ، إيْغَالٌ

ичкарилаб кириб бормоқ

فَرَّخَ، يُفَرِّخُ، فَرِّخْ، تَفْرِيخٌ

жўжа қўймоқ, болаламоқ

بِلاَدُ الْمَغْرِبِ

марокаш ўлкаси

تَوَارَى، يَتَوارَى، تَوَارَ، تَوَارُيٌ

яширинмоқ

خَمِيلَةٌ، (خَمائِلُ)

чакалакзор, бутазор

دَغَلٌ، (أَدْغَالٌ)

қалин ўрмон

صَدَّاحٌ

хушовоз

لَحْنٌ، (أَلْحَانٌ)

куй, товуш

عَنْدَلَةٌ

сайраши

أَرْقَصَ، يُرْقِصُ، أَرْقِصْ، إِرْقَاصٌ

рақсга тушмоқ

أَوْقَعَ، يُوقِعُ، أَوْقِعْ، إِيْقَاعٌ

куйни бузмай ўрнига солмоқ (ритм)

طَوِيلُ الْباعِ

лаёқатли, қобилиятли

التَّفَنُّنُ

маҳорат

أَجْوَدُ

яхшироқ, сифатлироқ

حَدَرَ، يَحْدُرُ، اُحْدُرْ، حُدُورٌ

туширмоқ

طُنْبُورٌ

танбур

ذَوِيَ، يَذْوَى، اِذْوِ، ذُوِىٌّ

сусаймоқ, сўлимоқ

قَضِيبٌ، (قُضْبَانٌ)

новда, шохча, бутоқ

الطُّحْلُبُ

мох, йўсин (сув устидаги зангор ўсимлик)

يُوارِيهِ

уни яширади

لا يُهْتَدى إِلَيْهِ

унга йўл топмайдиган

عَشَّشَ، يُعَشِّشُ، عَشِّشْ، تَعْشِيشٌ

уя қурмоқ

الْحِضَانَةُ

бола очиб чиқиш

نَقَفَ، يَنْقُفُ، اُنْقُفْ، نَقْفٌ

тухумдан чиқмоқ

زَقٌّ

боқмоқ

خَشُنَ،يَخْشُنُ، اُخْشُنْ، خُشُونَةٌ

дағаллашмоқ

اللُّكْنَةُ

дудуқ, тутилиб қолмоқ

الْهَشَّةُ

уқаланадиган

الْفِرْصَادُ

тут меваси

ثَمَرُ الْعُلَّيْقِ

наъматак, маймунжон меваси

الْقَمَعُ

гул косаси

الأَسْرُ

асирлик

نَحَلَ، يَنْحَلُ، اِنْحَلْ، نُحولٌ

озмоқ

كَمَدٌ

ғам-алам

38 الشَّيْخُ الْمُتَطَبِّبُ

0:00
0:00

قِيلَ، إِنَّ الْخَلِيفَةَ الْمَأْمُونَ كانَ يَأْمُرُ بِفَحْصِ الأَطِبَّاءِ كُلَّ سَنَةٍ عَلَى يَدِ طَبِيبٍ حاذِقٍ. فَمَنْ رَآهُ مَسْتَوِفِيًا حَقَّ الصِّناعَةِ يَأْذَنُ لَهُ بِالْمُعالَجَةِ. وَمَنْ رَآهُ قاصِرًا يَمْنَعُهُ إلَى أَنْ يَسْتَوْفِيَ عِلْمَهُ. فَجَلَسَ جَبْرِيلُ بْنُ نَجتيوشَ يَوْمًا لِلْفَحْصِ وَأَمَرَ بِالأَطِبَّاءِ فَتَوارَدُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ. وَكَانَ يَمْتَحِنُهُمْ فِي الأمْراضِ وَأَعْراضِها وَالْعِلاجاتِ النَّافِعَةِ وَمَفاعِيلِها وَالأَجْسَامِ وَتَرْكِيبِ أَعْضائِها.

فَتَقَدَّمَ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصاهُ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ لِلإِمْتِحانِ. وكان جَبْرِيلُ لا يَعْرِفُهُ. فَقالَ لَهُ: يا عَمُّ أَنْتَ طَبِيْبٌ؟ قالَ: نَعَمْ إِنْ شاءَ اللهُ. قالَ: وَعَلَى مَنْ دَرَسْتَ الطِّبَّ؟ فَأَنِفَ الشَّيْخُ مِنْ سُؤالِهِ وَقَالَ: يا جَبْرِيلُ! أَلا تَسْتَحْيِي منْ شَيْبَتِي أَنْ تَسْأَلَنِي عَلَى مَنْ دَرَسْتَ؟ قُلْ لِي: كَمْ تِلْميذًا عَلَّمْتَ؟ قَالَ جَبْرِيلُ: نَعَمْ. وَماذا دَرَسْتَ مِنَ الْكُتُبِ؟ فَأَخَذَ الشَّيْخَ الضَّجَرُ وَقالَ: تَسْأَلُنِي أَيْضًا عَنِ الْكُتُبِ؟ قالَ: نَعَمْ إِنِّى أَسَأْتُ الأَدَبَ فَأَرْجُو أنْ تَنْتَظِرَنِي رَيْثَما أَفْرَغُ لَعَلِّي أَسْتَفِيدُ مِنْكَ بَعْضَ الْمَسائِلِ. فَاعْتَزَلَ الشَّيْخُ ناحِيَةً.

وَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ دَعاهُ وَقالَ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ كَذا وَأَجَبْتَنِي بِكَيْتَ وَكَيْتَ. فَأَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تُفِيدَنِي الْمَسْئَلَةَ الْفُلانِيَّةَ وَتَشْرَحَ لِي الْبَحْثَ الْفُلانِيَّ. قالَ الشَّيْخُ: لَيْسَ عِنْدِي فِي الْحَقِيقَةِ سُؤَالٌ وَلا جَوابٌ، وَإِنَّما أَنا شَيْخٌ عاجِزٌ عَنْ تَحِصِيلِ رِزْقِي. وَأَرَدْتُ أنْ أَجْعَلَ هَذِهِ الصِّناعَةَ وَسِيلَةً لِذَلِكَ. فَقالَ جَبْرِيلُ: يا عَمُّ! أَيَجُوزُ أنْ تَعِيشَ أَنْتَ وَيَموتَ النَّاسُ. فَإِنْ كُنْتَ أَنْ تَسْتَوْفِيَ حَقَّ الصِّناعَةِ وَإِلاَّ فَاطْلُبْ لَكَ وَجْهًا آخَرَ مِنْ وُجوهِ الْمَعاشِ. فَقالَ: لا أَقْدِرُ عَلَى كلا الأَمْرَيْنِ. قالَ: وَلا أَنا أَقْدِرُ عَلَى الإذْنِ بِالْمُعالَجَةِ. فَأَخَذَ الشَّيْخُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ.

وَلَمَّا كانَتِ السَّنَةُ التَّالِيَةُ جَلَسَ جَبْرِيلُ عَلَى عادتِهِ لِلإِمِتِحانِ. فَحَضَرَتْ إلَيْهِ الأَطِبَّاءُ. وَفِي أَثْناءِ ذَلِكَ تَقَدَّمَ إلَيْهِ فَتًى فَقالَ جَبْرِيلُ: عَلَى مَنْ دَرَسْتَ الطِّبَّ يا فَتَى؟ فَقالَ: عَلَى أَبِي. فَقالَ: وَمَنْ هُوَ أَبُوكَ. قالَ: فُلانٌ يَعْنِي الشَّيْخَ الْمُقَدَّمَ ذِكْرُهُ. فَقالَ خَيْبَةُ اللهِ عَلَيْكُما ماذا كانَ يَعْرِفُ أَبُوكَ حَتَّى يُعَلِّمَكَ إِيَّاهُ وَأَمَرَ بطَرْدِهِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

الْمُتَطَبِّبُ

тиббиёт билан шуғулланувчи

فَحَصَ، يَفْحَصُ، اِفْحَصْ، فَحْصٌ

текширмоқ

طَبِيبٌ، (أَطِبَّاءُ)

табиб

حَاذِقٌ

маҳоратли, лаёқатли

مَسْتَوِفِيًا

тўла‑тўкис, мукаммал ўзлаштирган

حَقُّ الصِّناعَةِ

касбни ҳақиқий қўлга киритган

تَوَارَدَ، يَتَوَارَدُ، تَوَارَدْ، تَوَارُدٌ

бирин‑кетин келмоқ

مِنْ كُلِّ صَوْبٍ

ҳар томондан

أَعْرَاضٌ

оғриқ ва унга ориз бўладиган

مَفَاعِيلٌ

таъсирлари

تَوَكَّأَ، يَتَوَكَّأُ، تَوَكَّأْ، تَوَكُّؤٌ

суянмоқ

أَنِفَ

малолланди, тортинди

شَيْبَةٌ

қарилик, мўйсафидлик

الضَّجَرُ

асабийлик, безовталик

رَيْثَما أَفْرَغُ

бўшагунимча

كَيْتَ

 

اِعْتَزَلَ، يَعْتَزِلُ، اِعْتَزِلْ، اِعْتِزَالٌ

четлашмоқ

نَاحِيَةٌ

чет, хона чети

وَسِيلَةٌ

восита

وَجْهٌ، (وُجُوهٌ)

йўналиш, томон

تَوَسَّلَ، يَتَوَسَّلُ، تَوَسَّلْ، تَوَسُّلٌ

ўтинмоқ, илтимос қилмоқ

الْمُقَدَّم ذِكْرُهُ

олдин зикри келган

خَيْبَةُ اللهِ عَلَيْكُمْ

Аллоҳ сизларни муваффақ қилмасин

الْمَعَاشُ

тирикчилик

39 اَلأَسَدُ وَالذِئْبُ وَالثَّعْلَبُ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ بَعْضَ الأُسُودِ مَرِضَ فعادَهُ جَمِيعُ الْوُحوشِ إِلاَّ الْثَّعْلَبَ. فَقالَ الذِئْبُ لِلأَسَدِ: أَيُّها الْمَلِكُ! أَما تَنْظُرُ إلَى فِعْلِ الثَّعْلَبِ وَقِلَّةِ اعتِنائِهِ بِخِدْمَتِكَ؟ قَدْ عادَكَ جَمِيعُ الْوُحُوشِ فِي مَرَضِكَ هَذا إِلاَّ الثَّعْلَبَ. وَلَئِنْ لَمْ تُعاقِبْهُ عِقابًا يَرْتَدِعُ بِهِ أَمْثالُهُ لَيَجْتَرِأَنَّ عَلَيْكَ باقِي الْوُحُوشِ وَيَقْتَدِينَ بِهِ فِي سُوءِ أَدَبِهِ.

فَلَمَّا سَمِعَ الأَسَدُ كَلاَمَ الذِّئْبِ أَثَّرَ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ وَقالَ: إِذا حَضَرَ الثَّعْلَبُ عِنْدِي فَذَكِّرْنِي بِما وَقَعَ مِنْهُ. وَكانَ الأَرْنَبُ حاضِرًا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَمَضَى إلَى الثَّعْلَبِ وَقالَ لَهُ: يا أَبا الْحُصَيْنِ، خُذْ حِذْرَكَ مِنَ الأَسَدِ. فَقالَ: وَلِمَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِما وَقَعَ مِنَ الذِّئْبِ فِي حَقِّهِ عِنْدَ الأَسَدِ وَما كانَ مِنْ جَوابِ الأَسَدِ. فَشَكَرَهُ الثَّعْلَبُ عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ إِنَّ الثَّعْلَبَ مَضَى وَصادَ كُرْكِيًّا وَتَرَقَّبَ خِلْوَةَ الأَسَدِ وَدَخَلَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ.

فَقالَ لَهُ الأَسَدُ: وَيْلَكَ أَمْرَضُ أَنا وَيَعُودُنِي كُلُّ الْوُحُوشِ إِلاَّ أَنْتَ. أَهَذا مِنْكَ احْتِقارٌ لِقَدْرِي؟ فَقالَ لَهُ الثَّعْلَبُ: مَعَاذَ اللهِ، أَنا أَقَلُّ عَبِيدِكَ وَلَكِنْ لَمَّا بَلَغَنِي مَرَضُ الْمَلِكِ - عافاهُ اللهُ - ذَهَبْتُ أَطْلُبُ لَهُ طَبِيبًا حاذقا كُنَّا مَعاشِرَ الثَّعالِبِ نَصِفُهُ بِجَوْدَةِ الرَّأْيِ فَقَصَدْتُ أنْ أُحْضِرَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَيْهِ وَجَدْتُهُ مَشْغُولاً بِمَوْتِ وَلَدٍ لَهُ فَلَمْ يُمْكِنْهُ الْمَجِيءُ إلَى خِدْمَتِكَ، غَيْرَ أَنَّنِي عَرَّفْتُهُ بِمَرَضِكَ. فَقالَ: يُطْعَمُ لَحْمُ كُرْكِيٍّ وَتُؤْخَذُ مِرارَتُهُ فَتُخْلَطُ بِدَمِ ساقِ ذِئْبٍ وَيُدْهَنُ بِها وَيُعَلَّقُ عَلَيْهِ رِجْلُ ذِئْبٍ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الشِّفاءَ، وَقَدْ أَحْضَرْتُ لَكَ كُرْكِيًّا.

فَلَمَّا سَمِعَ الأَسَدُ مَقالَتَهُ لَمْ يَشُكَّ فِي صِدْقِهِ ثُمَّ إِنَّهُ أَكَلَ الْكُرْكِيَّ فَلَذَّ لَهُ وَوَجَدَ خِفَّةً فِي جِسْمِهِ وَأَخَّرَ مِرارَتَهُ حَتَّى ذَهَبَ الثَّعْلَبُ. وَلَمَّا جاءَ الذِّئْبُ إلَى الأَسَدِ قَبَضَ عَلَى رِجْلِهِ فَقَطَعَها وَأَخَذَ مِنْ دَمِها فَخَلَّطَ بِهِ الْمِرارَةَ وَأَدْهَنَ بِذَلِكَ. وَمَضَى الذِّئْبُ يَتَوَجَّعُ وَهُوَ لا يَصْدُقُ بِنَجاةِ نَفْسِهِ مِنَ الأَسَدِ.

فَلَمَّا بَعُدَ عَنْهُ أَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلَى الأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ الأَلَمِ. فَحَرَّ بِهِ الثَّعْلَبُ وَهُوَ مُلْقًى فَناداهُ: يا صاحِبَ الْخُفِّ الأَحْمَرِ! إِذا حَضَرْتَ عِنْدَ الْمُلُوكِ فَاكْفُفْ لِسانَكَ عَنِ الْقَدْحِ فِي أَعْراضِ أَصْحابِكَ، فَإِنَّ لِسانَكَ هُوَ الَّذِي أَوْقَعَكَ فِي هَذا الْحالِ.

اِحْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّها الإِنْسانُ * لا يَلْدَغَنَّكَ فَإِنَّهُ ثُعْبانُ

تُعْرَفُ حَماقَةُ الرَّجُلِ بِاثْنَتَيْنِ: كَلامِهِ فِيْما لا يَعْنِيهِ وَجَوابِهِ عَمَّا لا يُسْأَلُ عَنْهُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

عَادَ، يَعُودُ، عُدْ، عِيَادَةٌ

беморни бориб кўрмоқ

اِعْتَنَى، يَعْتَنِي، اِعْتَنِ، اِعْتِنَاءٌ

эътибор бермоқ

اِرْتَدَعَ، يَرْتَدِعُ، اِرْتَدِعْ، اِرْتِدَاعٌ

тўхтатиб, тийиб қўймоқ

اِجْتَرَأَ، يَجْتَرِئُ، اِجْتَرِئْ، اِجْتِرَاءٌ

журъат қилмоқ

يَقْتَدِينَ

эргашадилар

مَضَى

борди

أَبا الْحُصَيْنِ

тулкининг лақаби

خُذْ حِذْرَكَ

эҳтиёт чорангни ол

تَرَقَّبَ، يَتَرَقَّبُ، تَرَقَّبْ، تَرَقُّبٌ

кутди, кузатди

خِلْوَةٌ

холи қолмоқ

اِحْتَقَرَ، يَحْتَقِرُ، اِحْتَقِرْ، احْتِقَارٌ

паст санамоқ

أَقَلُّ عَبِيدِكَ

энг кичик қулингман

نَصِفُهُ

биз уни васф қиламиз

بِجَوْدَةِ الرَّأْيِ

фикри тиниқ, яхши

مِرَارَةٌ، (مَرَائِرُ)

ўт пуфаги

يُدْهَنُ

мойланади, ёғи суртилади

خِفَّةٌ

енгиллик

أَخَّرَ، يُؤَخِّرُ، أَخِّرْ، تَأْخِيرٌ

бир четга суриб қўймоқ

تَوَجَّعَ، يَتَوَجَّعُ، تَوَجَّعْ، تَوَجُّعٌ

оғриқдан қийналмоқ

عَافَاكَ اللهُ

аллоҳ сени офиятда қилсин

حَرَّ، يَحِرُّ، حِرَّ، حَرَارَةٌ

қизишмоқ

مُلْقًى

ташланган ҳолда

اكْفُفْ

тийгин

الْقَدْحُ

ёмонлаш, таҳқирлаш

أعِرْضٌ، (أَعْرَاضٌ)

шаън, обрў-эътибор

لا يَلْدَغَنَّكَ

сени чақиб олмасин

ثُعْبَانٌ، (ثَعَابِينُ)

илон

فِيْما لا يَعْنِيهِ

фойдаси бўлмаган нарсада

مَعَاذَ اللهِ

Аллоҳ сақласин

أَوْقَعَكَ فِي هَذا الْحالِ

сени шу ҳолатга солди

40 اَلنَّظافَةُ

0:00
0:00

اَلصِّحَّةُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ بِها الإنْسَانُ فِي هَذِهِ الْحَياةِ. وَبِدُونِها لا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيامِ بِواجِباتِهِ وَلا عَلَى الدَّأْبِ فِي أَعْمالِهِ وَلاَ يَلْتَذُّ بِشَيْءٍ مِنْ أَطايِبِ الْحَياةِ وَمَلاهِيها. وَالنَّظافَةُ مِنْ أَقْوَى الأَسْبابِ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ وَأَكْبَرِ الْوَسائِلِ فِي دَفْعِ الْعِلَلِ. وَالْعنايَةُ بِها تَجِبُ عَلَى الصِّغارِ كَما عَلَى الْكِبارِ. وَهِيَ تَزِيدُ الْبَدَنَ نَشاطًا وَبَهاءً. وَذَلِكَ، لأَنَّ الْجِلْدَ الَّذِي يَغْشَى بَدَنَ الإِنْسَانِ لَهُ مَسامُّ عَدِيدَةٌ صَغِيرَةٌ جِدًّا تَكُونُ مِئَاتٌ مِنْها فِي قَدَرِ الظُّفْرِ مِساحَةً. وَمِنْ هَذِهِ الْمَسامِّ يَتَرَشَّحُ الْجَسَدُ عَرَقًا كُلَّ يَوْمٍ صَيْفًا وَشِتاءً. وَإِنَّما يَشْتَدُّ تَرَشُّحُهُ عَلَى الْمُتَعَرِّضِ لِلْحَرِّ أَيَّامَ الْقَيْظِ وَعَلَى الْعامِلِ أَوِ الصَّانِعِ إِذا عَمِلَ عَمَلاً شَاقًّا. وَإِذا بَدا الْعَرَقُ عَلَى ظاهِرِ الْجِلْدِ يَمْتَزِجُ بِما يَعْلَقُ بِالْبَدَنِ مِنَ الْغُبارِ الدَّقِيقِ فَتَعْلُو الأَدْرانُ الْبَدَنَ وَتَتَلَبَّدُ غِشاءً عَلَيْهِ فَيَسْتَدُّ عَلَى الْعَرَقِ مَسامُّ الْجِلْدِ الَّتِي هِيَ مَنافِذُ انْدِفاعِهِ وَتَرَشُّحِهِ. وَالْعَرَقُ فَضْلَةٌ مائِيَّةٌ للدَّمِ لا بُدَّ مِنْ إِفْرازِها وَدَفْعِها إلَى الْخارِجِ كَسائِرِ الْفَضَلاتِ الْبَدَنِيَّةِ. وَإِذا حُبِسَتْ أَحَزَّتْ بِالْبَدَنِ وَتَوَلَّدَتْ عَنْها الأَمْراضُ. وَيَقُولُ أَهْلُ الْبَحْثِ والتَّحْقِيقِ مِنَ الأَطِبَّاءِ: إِنَّ الَّذِينَ يَسْكُنونَ الْبُيُوتَ الْقَذِرَةَ وَيَتَنَفَّسُونَ الْهَوَاءَ الْفاسِدَ وَيَلْبَسُونَ الْمَلابِسَ الْوَسِخَةَ يَكُونُونَ عُرْضَةً لِلْحُمياتِ وَالأَمْراضِ الْعَفَنِيَّةِ. فَبِهِمْ تَتَفَشَّى فِي بادِئ أَمْرِها وَمِنْهُمْ تَنْتَشِرُ إلَى مَنْ سِواهُمْ بِالْعَدْوى. وَأَمَّا الَّذِينَ يُراعُونَ قواعِدَ الصِّحَّةِ وَيَتَعَهَّدُونَ أَبْدانَهُمْ وَمَلابِسَهُمْ وَمَساكِنَهُمْ بِأسْبابِ النَّظافَةِ فَقَلَّمَا تُصِيبُهُمُ الأَمْراضُ. وَإِذا اتَّفَقَ أنْ أَصَابَتْ واحِدًا مِنْهُمْ فَقَلَّمَا تُقِيمُ عَلَيْهِ إِذْ لا تَجِدُ مَقَرًّا. وَفَضْلاً عَنْ أَنَّ الْوَسخَ وَخِيمُ الْعاقِبَةِ مُخِلٌّ بِنِظامِ الْبِنْيَةِ مُفْسِدٌ لِلصِّحَّةِ عَلَى ما تَقَدَّمَ بَيانُهُ. فَإِنَّ الشّيءَ إِذا وَسِخَ يُمْسِي قَذًى فِي الْعَيْنِ تَشْمَئِزُّ مِنْهُ النَّفْسُ. فَالنَّظافَةُ لازِمَةٌ أَدَبيا أَيْضًا. وَهِيَ مِنَ الْواجِباتِ الْمُقَرَّرَةِ بِإِجْماعِ الرَّأْيِ عَلَيْها عِنْدَ الأُمَمِ الْمُتَمَدِّنَةِ. وَلَسْتُ أُرِيدُ بِالنَّظافَةِ تَحْسِينَ الْخَلْقِ وَلا التَّزَيُّنَ بِالْحِلَى وَلا التَّعَطُّرَ بِالأَطْيابِ بَلْ أُرِيدُ تَطْهِيرَ الْبَدَنِ مِمَّا يَتَوَلَّدُ فِيْهِ مِنَ الْفَضَلاتِ مِنْ نَحْوِ رَمَصِ الْعَيْنِ وَأُفِّ الأُذُنِ وَتُفِّ الأَظْفارِ وَهِبْرِيَةِ الرَّأْسِ وَما يَعْلَقُ بِالْبَدَنِ مِنَ الأَوْساخِ فِي أَثْناءِ الأَعْمالِ وَتَناوُلِ الطَّعامِ. وَأَوَّلُ ما يَجِبُ عَلَى الْوالِدَةِ أنْ تَهْتَمَّ بِنَظَافَةِ أَوْلادِها وَتُعَوِّدَهُمْ عَلَى تَسْريحِ الشَّعَرِ وَغَسْلِ الْوَجْهِ وَالأَيْدِي كُلَّ صَباحٍ وَتَقْلِيمِ الأَظفارِ وَتَطْهِيرِ جُمْلَةِ الْبَدَنِ مَرَّةً فِي الأُسْبُوعِ. والْماءُ فِي الْعالَمِ غَزِيرٌ مِنْ كَرَمِ الْبارِئ تَعالَى وَأَيْدِي الْجَمِيعِ مَبْسُوطَةٌ عَلَيْهِ وَلَيْسَ مَنْ يُنازِعُ صاحِبَهُ فِي إِحْرازِهِ وَالإنْتِفاعِ بِهِ. فَإهْمالُ الإغْتِسالِ إِهْمالٌ لِقَضاءِ الْواجِبِ لِغَيْرِ عُذْرٍ وَإِغْفالٌ لِمُقْتَضَياتِ الصِّحَّة وَتَقْصِيرٌ فِي أَسْبابِ الرَّاحَةِ والْهَناءِ. وَأَمَّا اللِباسُ فَلا بُدَّ مِنَ الْعِنايَةِ بِتَنْظِيفِهِ وَلا سِيَّمَا ما كانَ مِنْهُ شِعَارًا يَلِي الْبَدَنَ كَالْقَمِيصِ وَنَحْوِهِ. فَيَقْتَضِي تَغْيِيرُهُ مَرَّةً فِي الأُسْبُوعِ عَلَى الأَقَلِّ وَإِنْ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ الْوَسَخُ. وَذَلِكَ لِما يَعْلَقُ بِهِ مِنَ الْفُضُولِ الَّتِي يَدْفَعُها الْجَسَدُ عَلَى ما قَدَّمْنا بَيانَهُ آنِفًا. وَإِذا لُبِسَ مُدَّةً فَوْقَ الأُسْبُوعِ تَتَوَلَّدُ مِنْهُ رائِحَةٌ كَرِيهَةٌ مُنْتِنَةٌ تَشْتَدُّ انْتِشارًا مِنَ الإنْسانِ إِذا عَرِقَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

أَجَلُّ

энг улкани

تَمَتَّعَ، يَتَمَتَّعُ، تَمَتَّعْ، تَمَتُّعٌ

ҳузурланмоқ

الْقِيَامُ

бажармоқ, адо қилмоқ

وَاجِبٌ، (واجِبَاتٌ)

мажбурият

الدَّأْبُ

қунт, ғайрат

اِلْتَذَّ، يَلْتَذُّ، اِلْتَذِّ، اِلْتِذَاذٌ

лаззатланмоқ, ҳузурланмоқ

أَطْيَبُ، (أَطَايِبُ)

энг яхши, мазали

مَلْهًى، (مَلاَهِي)

дилхушлик

وَسِيلَةٌ، (وَسَائِلُ)

восита

دَفَعَ، يَدْفَعُ، اِدْفَعْ، دَفْعٌ

даф қилмоқ, қайтармоқ

عِلَّةٌ، (عِلَلٌ)

иллат, касаллик

الْعِنَايَةُ

эътибор бермоқ

بَهَاءٌ

чирой, гўзаллик

غَشِيَ، يَغْشَى، اِغْشَ، غَشَاوَةٌ

қопламоқ

مَسَامٌّ

теридаги майда тешикчалар

تَرَشَّحَ، يَتَرَشَّحُ، تَرَشَّحْ، تَرَشُّحٌ

пуркамоқ

الْمُتَعَرِّضُ

кўринган, қаратилган

قَيْظٌ، (أَقْيَاظٌ)

жазирама иссиқ

بَدَا، يَبْدُو، اُبْدُ، بُدُوٌّ

кўринмоқ

اِمْتَزَجَ، يَمْتَزِجُ، اِمْتَزِجْ، اِمْتِزَاجٌ

ёпишмоқ

عَلِقَ، يَعْلَقُ، اِعْلِقْ، عُلُوقٌ

осилиб, илиниб қолмоқ

دَرَنٌ، (أَدْرَانٌ)

кир, ифлослик

تَلَبَّدَ، يَتَلَبَّدُ، تَلَبَّدْ، تَلَبُّدٌ

зичлашмоқ

غِشَاءٌ، (أَغْشِيَةٌ)

қоплама

اِسْتَدَّ، يَسْتَدُّ، اِسْتَدِّ، اِسْتِدَادٌ

тўсмоқ

مَنْفَذٌ، (مَنَافِذُ)

чиқиш йўли, тешик

فَضْلَةٌ مائِيَّةٌ

ортиқча суюқлик

أَفْرَزَ، يُفْرِزُ، أَفْرِزْ، إِفْرَازٌ

ажратиб чиқармоқ

أَحَزَّ، يُحِزُّ، أَحِزَّ، إِحْزَازٌ

кемтик қилмоқ

الْقَذِرَةُ

ифлос, кир

عُرْضَة

дуч келмоқ

حُمًّى، (حُمَّيَاتٌ)

иситма, безгак

الأَمْراضُ الْعَفَنِيَّةُ

чириган (септик) касалликлар

تَفَشَّى، يَتَفَشَّى، تَفَشِّ، تَفَشُّيٌ

тарқалмоқ

الْعَدْوَى

юқумли касаллик (инфекция)

يُراعُونَ

эътибор берадиганлар

تَعَهَّدَ يَتَعَهَّدُ، تَعَهَّدْ، تَعَهُّدٌ

қараб, парваришламоқ

فَقَلَّمَا

оз ҳолатда

وَفَضْلاً عَنْ

бундан ташқари

وَخِيمٌ

зарарли, хавфли

مُخِلٌّ

бузувчи

نِظامُ الْبِنْيَةِ

таркиб низоми

قَذًى، (أَقْذِيَةٌ)

гард

اِشْمَئَزَّ، يَشْمَئِزُّ، اِشْمَئِزَّ، اِشْمِئْزَازٌ

жирканмоқ, сесканмоқ

أُمَّةٌ، (أُمَمٌ)

миллат, уммат

الْمُتَمَدِّنَةُ

ривожланган, маданий

تَزَيَّنَ، يَتَزَيَّنُ، تَزَيُّنْ، تَزَيُّنٌ

зийнатланмоқ

حِلْيَةٌ، (حِلًى)

зийнат, безак

رَمَصٌ

кўзнинг йиринги

أُفٌّ

қулоқ кири

تُفٌّ

тирноқ орридаги кир

هِبْرِيَةٌ

сочкепги

سَرَّحَ، يُسَرِّحُ سَرِّحْ، تَسْريحٌ

тарамоқ, тартибламоқ

جُمْلَةٌ، (جُمَلٌ)

брчаси, жами

غَزِيرٌ

мўл-кўл

كَرَمُ الْبَارِي

аллоҳнинг карами

مَبْسُوطَةٌ

етувчидир

أَحْرَزَ، يُحْرِزُ، أَحْرزْ، إِحْرَازٌ

қўлга киритмоқ

أَهْمَلَ، يُهْمِلُ، أَهْمِلْ، إِهْمالٌ

ташлаб қўймоқ

أَغْفَلَ، يُغْفِلُ، أَغْفِلْ، إِغْفالٌ

ғафлатда қолмоқ

مُقْتَضَيَات

зарурат, эҳтиёж

الْهَنَاءُ

бахт

وَلِيَ، يَلِي، لِ، وَلْيٌ

яқин бўлмоқ

آنِفًا

ҳозиргина

مُنْتِنَةٌ

сассиқ, қўланса

تَقْلِيمٌ

қисқартирмоқ

41 فَوائِدُ الْعِلْمِ

0:00
0:00

اَلْعِلْمُ لِلْمَرْءِ مِعْوانٌ عَلَى الزَّمَنِ

يَقِيهِ مِنْ كَارِثاتِ الدَّهْرِ وَالْمَحِنِ

وَحُلَّةٌ حَوْكُها مِنْ سُؤْدَدٍ وَعُلًى

وَحِلْيَةٌ مالَها وَاللهِ مِنْ ثَمَنِ

بِهِ يُصانُ جِنانُ الْمَرْءِ مِنْ سَفَهٍ

يا طالَما ساقَهُ لِلْحَتْفِ وَالْكَفَن

وَعَنْهُ يَأْخُذُ كُلٌّ ما يُلائِمُهُ

مِنْ مَنْهَجٍ عادِلٍ أَوْ مَبْدأٍ حَسَن

وَمِنْهُ يَدْرِي الْوَرَى كُنْهَ الدِّيانَةِ

وَالشَّرْعِ الْقَوِيْمِ وَمَعْنَى الْفَرْضِ والسُّنَنِ

حَقٌّ لِطالِبِهِ بَذْلُ النَّفائِسِ فِي

سَبِيلِهِ وَاطِّراحُ اللَّهْوِ وَالْوَسَنِ

لَوْلاهُ لا صِحَّةٌ لِلْجِسْمِ مِنْ عِلَلِ

وَلا عِلاجٌ يُزِيلُ السُّقْمَ مِنْ بَدَنِ

كَلاَّ وَلاَ سَفَرٌ فَوْقَ الْبِحارِ عَلَى

مَتْنِ الْبُخارِ بِأَنْواعٍ مِنَ السُّفُنِ

لَوْلاه لا يَفْضُلُ الإنْسَانُ مَعْرِفَةً

وَحْشَ الْفَلا بِالَّذِي أُوتِيهِ مِنْ لَسَنِ

لَوْلاهُ لَيْسَ اِنْتِظامٌ فِي الْبِلادِ وَلاَ

بَيْنَ الْعِبادِ الْتِئامٌ واضِحُ السَّنَنِ

لَوْلاهُ ما مُدُنٌ قامَتْ مُشُيَّدَةً

وَلا صُروحٌ زَهَتْ بِالأَهْلِ وَالسَّكَنِ

لَوْلاهُ كانَ بَنُو الإنْسَانِ قاطِبَةً

مِثْلَ الْبَهائِمِ تَرْعَى حُضْرَةَ الدِّمَنِ

أَقْبِلْ عَلَيْهِ وَكُنْ ما عِشْتَ مُقْتَبِسًا

أَنْوارَهُ تَعْلُ مَجْدًا سامِيَ الْقُنَنِ

وَلُذْ بِهِ وَاسْعَ فِي تَأْيِيدِ دَوْلَتِهِ

وَكُنْ نَصِيرًا لَهُ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ

وَهُوَ الرَّشِيدُ إلَى الرَّأْيِ السَّدِيدِ إلَى

الْعَيْشِ الرَّغِيدِ إلَى الإِصْلاحِ فِي الْوَطَنِ

فَكُلُّ مَنْ عاشَ لَمْ يَمْدُدْ إِلَيْهِ يَدًا

كَأَنَّهُ فِي عِدادِ النَّاسِ لَمْ يَكُنِ

(الشيخ ناصيف اليازجي)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

مِعْوانٌ، (مَعَاوِينُ)

ёрдамчи, кўмакчи

يَقِيهِ

уни сақлайди

كَارِثَةٌ، (كَارِثاتٌ=كَوَارِثُ)

офат, бало

الدَّهْرُ

замон

مِحْنَةٌ، (مِحَنٌ)

ғам, машаққат

حُلَّةٌ، (حُلَلٌ)

кийим

حَاكَ، يَحُوكُ، حُكْ، حَوْكٌ

тўқимоқ

سُؤْدَدٌ

раҳбарлик

عُلًى

олийлик

حِلْيَةٌ، (حِلًى)

зийнат, безак

جِنَانٌ

ақл

يا طالَمَا

аллақачон

سَاقَ، يَسُوقُ، سُقْ، سَوقٌ

олиб бормоқ, етказмоқ

الْحَتْفُ

ўлим

ما يُلائِمُهُ

ўзига лойиқ бўлган нарса

مَنْهَجٌ، (مَنَاهِجُ)

дастур

مَبْدأٌ، (مَبَادِئُ)

асос

الْوَرَى

одам зоти

كُنْهٌ

моҳият

نَفِيسٌ، (نَفَائِسُ)

қимматбаҳо

اِطَّرَحَ، يَطَّرِحُ، اِطَّرِحْ، اطِّرَاحٌ

тарк қилмоқ, ташламоқ

الْوَسَنُ

мудроқ

السُّقْمُ

касаллик

مَتْنُ الْبُخارِ

параход палуба

وَحْشَ الْفَلاَة

саҳро ваҳшийси

لَسَن

нотиқлик

اِلْتَأَمَ، يَلْتَئِمُ، اِلْتَئِمْ، الْتِئامٌ

бирлашмоқ, жипслашмоқ

واضِحُ السَّنَنِ

равшан йўналиш, услуб

مُشُيَّدَة

барпо қилинган, қурилган

صَرْحٌ، (صُرُوحٌ)

сарой, қалъа

زَهَتْ

гуллаб яшнамоқ

قَاطِبَةٌ

жам бўлмоқ, тўпланмоқ

حُضْرَةُ الدِّمَنِ

гўнгтепа

مُقْتَبِسًا

иқтибос қилган ҳолда

سامِيَ الْقُنَنِ

тоғ чўққиси

تَأْيِيدٌ

қўлламоқ

الرَّشِيدُ

бехато

السَّدِيدُ

тўғри, доно

لَمْ يَمْدُدْ

чўзмаса

عِدَادٌ

саноқ, ҳисоб

42 اَلْفَهْدُ

0:00
0:00

هُوَ أَجْمَلُ جَمِيعِ الْحَيَواناتِ الَّتِي هِيَ مِنْ فَصِيلَةِ الْهِرِّ. وَيُوجَدُ فِي قارَّتَي آسِيَّا وَافْرِيقِيَّةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنَ النَّمِرِ بِنْيَةً وَلَكِنَّ هَيْئَتَهُ جَمِيلَةٌ مَحْبُوبَةٌ وَجِلْدَهُ أَصْغَرُ تَعْلُوهُ بُقَعٌ سَوْداءُ فَتَزِيدُهُ جَمالاً. وَفِي بِلادِ الْهِنْدِ يُسَمُّونَهُ نَمِرَ الشَّجَرِ، لأَنَّهُ يَتَسَلَّقُ مِثْلَ الْهِرَّة وَيَتَنَقَّلُ مِنْ غُصْنٍ إلَى آخَرَ بِمَهارَةٍ تامَّةٍ وَبِهَذِهِ الْواسِطَةِ يَتَمَكَّنُ مِن اقْتِناصِ كَثِيرٍ مِنَ الْحَيَواناتِ الَّتِي لا يَسْتَطِيعُ اقْتِناصَها الأَسَدُ وَلاَ النَّمِرُ. وَهُوَ يَخافُ كَثِيرًا مِنَ الْقَنَّاصِينَ فَمَتَى شَعَرَ بِهِمْ يَخْتَبِيءُ فِي أَجَمَةٍ كَثِيفَةٍ. وَلَكِنَّ كلابَ الصَّيْدِ لا تَلْبَثُ أنْ تُدْرِكَهُ فَلا يَبْقَى لَهُ مِنْ سَبِيلٍ للنَّجاةِ إِلاَّ الْعَدْوُ السَّرِيعُ أَوْ تَسَلُّقُ الأَشْجارِ الضَّخْمَةِ الْعالِيَةِ الْمُلْتَفَّةِ. فَمَتَى اخْتَبَأَ بَيْنَ غُصُونِ الأَشْجارِ أَمِنَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْكِلابِ وَلَكِنَّهُ لا يَأْمَنُ رَصاصَ الْقَنَّاصِينَ إِذا أَبْصَرُوهُ وَهُمْ لايَجْرَؤُونَ عَلَى الدُّنُوِّ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي يَتَسَلَّقُها إِذْ يَخافُونَ أنْ يُباغِتَهُمْ بِالوُثُوبِ عَلَيْهِمْ، فَلِذَلِكَ يَكْمُنُونَ بَعِيدًا وَيَنْتَظِرُونَ ظُهُورَهُ بِصَبْرٍ عَجِيبٍ، فَحَالَمَا يَرَوْنَهُ يُطْلِقُونَ عَلَيْهِ الرَّصاصَ وَيُجَنْدِلُوْنَهُ. فَإِذا أَصابَ الرَّصاصُ مِنْهُ مَقْتَلاً سَقَطَ لِلْحالِ قَتِيلاً وَلَكِنَّهُ إِذا جُرِحَ يَشْتَدُّ بِهِ الْغَيْظُ وَيَهْجُمُ عَلَى الْقَنَّاصِينَ بِحَنَقٍ وَشِدَّةِ بَأْسٍ. وَكَثِيرًا ما وَجَدَتْ أَنْيابُهُ وَأَظْفارُهُ سَبِيلاً إلَى جُلُودِ بَعْضِهِمْ فَمَزَّقَتْها تَمْزِيقًا.

وَالْفَهْدُ مُولَعٌ بِأَكْلِ الدَّجاجِ كَالثَّعْلَبِ وَيَجُولُ مِثْلَهُ حَوْلَ بُيُوتِ الدَّجاجِ عَلَى أَمَلِ إِمْساكِ بَعْضِها. وَكَثِيرًا ما حَدَثَ أنْ يَنْهَضَ الْمُزارِعُ صَباحًا فلا يَجِدَ فِي بَيْتِ الدَّجاجِ وَلا دَجاجَةً فَيَعْلَمُ أَنَّ الْفَهْدَ قَدْ زارَهُ. اَلْفَهْدُ مِنَ الْحَيَواناتِ الَّتِي يَسْهُلُ تَطْبِيعُها فَإِذا أُخِذَ صَغِيْرًا وَرَبا فِي بَيْتٍ نَشَأَ أَلِيفًا أَنِيسًا وَهُوَ يُحِبُّ اللَّعِبَ طَبْعًا وَصِغارُهُ جَمِيلَةُ الْمَنْظَرِ أَنِيسَةٌ وَلا تَفْرُقُ فِي الْمُؤَالَفَةِ عِنْ صِغارِ الْهِرَرَةِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

فَصِيلَةٌ، (فَصَائِلُ)

оила, тўдаси, тури

هِرٌّ، (هِرَرَةٌ)

мушук

قَارَّةٌ

қитъа

بِنْيَةٌ، (بِنًى)

тузилиши, жуссаси

بُقْعَةٌ، (بُقَعٌ)

хол‑хол, доғ

اِقْتَنَصَ، يَقْتَنِصُ، اِقْتَنِصْ، اقْتِنَاصٌ

овламоқ

أَجَمَةٌ، (أَجَمٌ)

чакалакзор, чангалзор

الْعَدْوُ

югуриш, чопиш

تَسَلَّقَ، يَتَسَلَّقُ، تَسَلُّقْ، تَسَلُّقٌ

осилмоқ

الْمُلْتَفَّة

ўралган

اخْتَبَأَ، يَخْتَبِئُ، اِخْتَبِئْ، اِخْتِبَاءٌ

яширинмоқ

الْقَنَّاصِينَ

овчи, мерган

أنْ يُباغِتَهُمْ

кутилмаганда, тўсатдан бўлмоғи

فَحَالَمَا

‑ган пайтда

يُجَنْدِلُوْنَ

қулатадилар, ағдарадилар

بِحَنَقٍ

қаттиқ ғазаб билан

أَنْيابُهُ

унинг тишлари

مَزَّقَ، يُمَزِّقُ، مَزِّقْ، تِمْزِيقٌ

парчаламоқ, бурдаламоқ

الْفَهْدُ

қоплон

مُولَعٌ

севимли, ёқимли

جَالَ، يَجُولُ، جُلْ، جَولٌ

айланиб юрмоқ

الْمُزارِعُ

чоракор, фермер

تَطْبِيعٌ

қўлга ўргатмоқ

طَبْعًا

табиатан

43 اَلنَّاسِكُ وَالْفَأْرَةُ

0:00
0:00

زَعَمُوا، أَنَّهُ كانَ ناسِكٌ مُسْتَجابَ الدَّعْوَةِ. فَبَيْنَما هُوَ ذاتَ يَوْمٍ جالِسٌ عَلَى ساحِلِ الْبَحْرِ إِذْ مَرَّتْ بِهِ حِدْأَةٌ فِي رِجْلِها دَرْصُ فَأْرَةٍ فَوَقَعَتْ مِنْها عِنْدَ النَّاسِكِ، وَأَدْرَكَتْهُ لَها رَحْمَةٌ فَأَخَذَها وَلَفَّها فِي وَرَقَةٍ وَذَهَبَ بِها إِلَى مَنْزِلِهِ. ثُمَّ خَافَ أَنْ تَشُقَّ عَلَى أَهْلِهِ تَرْبِيتُها فَدَعا رَبَّهُ أَنْ يُحَوِّلَها جارِيَةً فَتَحَوَّلَتْ جارِيَةً حَسْناءَ. فَانْطَلَقَ بِها إِلَى امْرَأَتِهِ فَقالَ لَها: هَذِهِ ابْنَتِي، فَاصْنَعِي مَعَها صَنِيعَكِ بِوَلَدِي. فَلَمَّا كَبُرَتْ قالَ لَهَا النَّاسِكُ: يا بُنَيَّةُ! اخْتَارِي مَنْ أَحْبَبْتِ حَتَّى أُزَوِّجَكِ إِيَّاهُ. فَقالَتْ: أمَّا إِذا خَيَّرْتَنِي فَإِنِّي أَخْتارُ زَوْجًا يَكُونُ أَقْوَى الأَشْياءِ. فَقالَ النَّاسِكُ: لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ الشَّمْسَ. ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الشَّمْسِ فَقالَ: أَيُّها الْخَلْقُ الْعَظِيمُ! لِي جارِيَةٌ وَقَدْ طَلَبَتْ زَوْجًا يَكُونُ أَقْوَى الأَشْياءِ، فَهَلْ أَنْتَ مُتَزَوِّجُها؟ فَقالَتِ الشَّمْسُ: أنَا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي السَّحابِ الَّذِي يُغَطِّينِي وَيَرُدُّ جِرْمَ شُعَاعِي وَيَكْسِفُ أَشِعَّةَ أَنْوارِي. فَذَهَبَ النَّاسِكُ إِلَى السَّحابِ فَقالَ لَهُ ما قالَ لِلشَّمْسِ. فَقالَ السَّحابُ: وَأَنا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي فَاذْهَبْ إِلَى الرِّيحِ الَّتِي تُقْبِلُ لِي وتُدْبِرُ وتَذْهَبُ بِي شَرْقًا وَغَرْبًا. فَجاءَ النَّاسِكُ إِلَى الرِيحِ فَقالَ لَها كَقَوْلِهِ للِسَّحابِ. فَقالَتْ: وَأَنا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي لا أَقْدِرُ عَلَى تَحْرِيكِهِ. فَمَضَى إِلَى الْجَبَلِ فَقالَ لَهُ الْقَوْلَ. فَأَجابَهُ الْجَبَلُ وَقالَ لَهُ: أَنا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الْجُرَذِ الَّذِي لا أَسْتَطِيعُ الإمْتِنَاعَ مِنْهُ إِذا خَرَقَنِي وَاتَّخَذَنِي مَسْكَنًا. فَانْطَلَقَ النَّاسِكُ إِلَى الْجُرَذِ فَقالَ لَهُ: هَلْ أَنْتَ مُتَزَوِّجٌ هَذِهِ الْجارِيَةَ؟ فَقالَ وَكَيْفَ أَتَزَوَّجُها وَمَسْكَنِي ضَيِّقٌ وَإِنَّمَا يَتَزَوَّجُ الْجُرَذُ الْفَأْرَةَ. فَدعا النَّاسِكُ رَبَّهُ أَنْ يُحَوِّلَهَا فَأْرَةً كَما كانَتْ. وَذَلِكَ بِرِضَا الْجارِيَةِ. فَأَعادَها اللهُ إِلَى عُنْصُرِها الأَوَّلِ فَانْطَلَقَتْ مَعَ الْجُرَذِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

زَعَمُوا

ишонтириб айтишларича

ناسِكٌ، (نُسَّاكٌ)

қаландар, дарвеш

مُسْتَجابُ الدَّعْوَةِ

дуоси ижобат

حِدْأَةٌ، (حِدْآنٌ)

калхат

دَرْصٌ

боласи

أَنْ يُحَوِّلَها

уни айлантириб қўймоғини

جارِيَةٌ، (جَوَارٍ)

қиз, қизалоқ

حَسْناءُ

чиройли, гўзал

أُزَوِّجُكِ

сени турмушга узатаман

خَيَّرْتَنِي

менга ихтиёр берсангиз

أَدُلُّكَ

сени йўллаб қўяман

يُغَطِّينِي

мени тўсиб қўяди

جِرْمُ شُعَاعِي

нурларим жисми

كَسَفَ، يَكْسِفُ، اِكْسِفْ، كَسْفٌ

бекитмоқ, қоронғилатмоқ

أَشِعَّةُ أَنْوارِي

нурларим сочилиши

تُقْبِلُ

олд томондан келадиган

تُدْبِرُ

орқа томондан келадиган

حَرَّكَ، يُحَرِّكُ، حَرِّكْ، تَحْرِيكٌ

ҳаракатлантирмоқ

مَضَى، يَمْضِي، اِمْضِ، مُضِيٌّ

бормоқ

جُرَذٌ، (جُرْذَانٌ)

каламуш

خَرَقَ، يَخْرِقُ، اِخْرِقْ، خَرْقٌ

тешмоқ, ўймоқ

عُنْصُرٌ، (عَنَاصِرُ)

унсур, зот

انْطَلَقَ، يَنْطَلِقُ، اِنْطَلِقْ، اِنْطِلاَقٌ

йўлга тушмоқ, жўнамоқ

اِمْتَنَعَ، يَمْتَنِعُ، اِمْتَنِعْ، اِمْتِنَاعٌ

тўсмоқ, ман қилмоқ

44 قَصِيدَةٌ حِكَمِيَّةٌ

0:00
0:00

أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلوبَهُم

فَطالَما اسْتَعْبَدَ الإِنْسان إِحْسَانُ

مَنْ جادَ بِالْمالِ مَالَ النَّاسُ قاطِبَةً

إِلَيْهِ وَالْحالُ لِلإِنْسَانِ فَتَّانُ

مَنْ كانَ لِلْخَيْرِ مَنَّاعًا فَلَيْسَ لَهُ

عِنْدَ الْحَقِيقَةِ إِخْوانٌ وَأَخْدانُ

يا خادِمَ الْجِسْمِ كَمْ تَسْعَى لِخِدْمَتِهِ

أَتَطْلُبُ الرِّبْحَ مِمَّا فِيهِ خُسْرانُ

أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ فَاسْتَكْمِلْ فَضائِلَها

فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لا بِالْجِسْمِ إِنْسانُ

حَسْبُ الْفَتَى عَقْلُهُ خُلاًّ يُعاشِرُهُ

إِذا تَحاماهُ إِخْوانٌ وَخُلاَّنُ

وَذُوا الْقَناعَةِ راضٍ فِي مَعِيشَتِهِ

وَصاحِبُ الْحِرْصِ إِنْ أَثْرَى فَغَضْبانُ

مَنْ عاشَرَ النَّاسَ لاقَى مِنْهُم نَصَبًا

لأَنَّ طَبْعَهُم بَغْيٌ وَعُدْوانُ

مَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ فِي عَواقبِهِ

نَدامَةً وَلِحَصْدِ الزَّرْعِ إِبَّانُ

مَنِ اسْتَنَامَ إِلَى الأَشْرارِ نامَ وَفِي

قَمِيصِهِ مِنْهُم صِلٌّ وَثُعْبانُ

مَنْ سالَمَ النَّاسَ يَسْلَمْ مِنْ غَوائِلِهِمْ

وَعاشَ وَهوَ قَرِيرُ الْعَينِ جَذْلانُ

إِذا نَبا بِكَرِيْمٍ مَوْطِنٌ فَلَهُ

وَرَاءَهُ فِي بَسِيطِ الأَرْضِ أَوْطانُ

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

اسْتَعْبَدَ، يَسْتَعْبِدُ، اِسْتَعْبِدْ، اِسْتِعْبَادٌ

қул қилмоқ

طَالَمَا

анчадан бери

جَادَ، يَجُودُ، جُدْ، جُودٌ

сахий бўлмоқ

حَالٌ، (أَحْوَالٌ)

ҳолат

مَالَ، يَمِيلُ، مِلْ، مَيلٌ

мойил бўлмоқ

قَاطِبَةٌ

бутунлай

فَتَّانُ

кўп фитна

مَنَّاعٌ

ман қилувчи

خِدْنٌ، (أَخْدَانٌ)

дўст, ўртоқ

خُلٌّ، (أَخْلاَلٌ)

дўст, улфат

تَحَامَاهُ

ундан узоқлашганда

أَثْرَى

бой бўлса ҳам

لاقَى، يُلاَقِي، لاَقِ، مُلاَقَاةٌ

йўлиқади

نَصَبٌ

қийинчилик, заҳмат

إِبَّانُ

вақт, пайт, фурсат

اِسْتَنَامَ، يَسْتَنِيمُ، اِسْتَنِمْ، اِسْتِنَامٌ

умид боғламоқ

صِلٌّ، (أَصْلاَلٌ)

заҳар

سَالَمَ، يُسَالِمُ، سَالِمْ، مُسَالَمَةٌ

ўзаро муроса билан яшамоқ

غَائِلَةٌ،(غَوَائِلُ)

ёмонлик, офат

قَرِيرُ الْعَينِ

хурсанд, мамнун

جَذْلاَنُ

қувноқ, шодмон

نَبَا، يَنْبُو، اُنْبُ، نُبُوٌّ

узоқлаштирмоқ

45 قَصِيدَةٌ حِكَمِيَّةٌ

 

لا تَحْسَبَنَّ سُرورًا دائِمًا أَبَدًا

مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ ساءَتْهُ أَزْمانُ

يا أيُّها الْعالِمُ الْمَرْضِيُّ سِيرَتُهُ

أَبْشِرْ فَأَنْتَ بِغَيْرِ الْماءِ رَيَّانُ

وَيا أَخا الْجَهْلِ لَوْ أَصْبَحْتَ فِي لُجَجٍ

فَأَنْتَ ما بَيْنَها لا شَكَّ ظَمْآنُ

دَعِ التَّكاسُلَ فِي الْخَيْراتِ تَطْلُبُها

فَلَيْسَ يَسْعَدُ بِالْخَيْراتِ كَسْلانُ

لا تَحْسَبِ النَّاسَ طَبْعًا واحِدًا فَلَهُمْ

غَرائِزٌ لَسْتَ تُحْصِيهَا وَأَلْوانُ

ما كُلُّ ماءٍ كَصَدَّاءٍ بِوَارِدِهِ

نَعَمْ وَلا كُلُّ نَبْتٍ فَهو سَعْدانُ

مَنِ اسْتَعانَ بِغَيْر ِاللهِ فِي طَلَبٍ

فَإِنَّ ناصِرَهُ عَجْزٌ وَخِذْلانُ

سَحْبانُ مِنْ غَيْرِ مالٍ باقِلٌ حَصِرٌ

وَباقِلٌ فِي شَراءِ الْمالِ سَحْبانُ

كُلُّ الذُّنُوبِ فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُها

إِنْ شَيَّعَ الْمَرْءَ إِخْلاصٌ وَاِيْمانُ

وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَجْبِرُهُ

وَما لِكَسْرِ قَناةِ الدِّينَ جُبْرانُ

أَحْسِنْ إِذا كانَ إِمْكانٌ وَمَقْدُرَةٌ

فَلا يَدُومُ عَلَى الإِنْسَانِ إِمْكانُ

فَالرَّوْضُ يَزْدانُ بِالأَنْوارِ فاغِمُهُ

وَالْحُرُّ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ يَزْدانُ

(أبو الفتح البستِي)

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

الْمَرْضِيُّ

рози қилган

رَيَّانُ

Сувдан қонган

أَخُو الْجَهْلِ

жоҳил кимса

لُجَّةٌ، (لُجَجٌ)

қаър, тубсизлик

ظَمْآنُ

чанқоқ

طَبْعٌ، (طِبَاعٌ)

табиат, феъл‑атвор

غَرِيزَةٌ، (غَرائِزُ)

инстинкт, ички сезги

أَحْصَى، يُحْصِي، اِحْصِ، إحْصَاءٌ

санамоқ, ҳисобламоқ

صَدَّاءٌ

чашма, қудуқ

وَارِدٌ

сув ичадиган жой

خِذْلانُ

мағлубият

سَحْبانُ

нотиқ, чечан Саҳбон

باقِلٌ

ношуд, Боқил

حَصِرٌ

дудуқ

شَيَّعَ، يُشَيِّعُ، شَيِّعْ، مُشَايَعَةٌ

Кузатмоқ, жўнатмоқ

كَسْرٌ

синган, ночор

يَجْبِرُهُ

тузатмоқ, ёрдам бермоқ

قَنَاةٌ

Умуртқа поғона, найза

يَزْدانُ

зиёда

فاغِمُهُ

ҳид таратувчи

46 اَلنَّمْلُ

0:00
0:00

ما أَصْغَرَ أَجْسامَ النَّمْلِ وما أَحْقَرَها فِي نَظَرِ الإِنْسانِ. وَلَكِنْ لَوْ كانَت الْعُقُولُ مُناسِبَةً للأَجْسَامِ صِغَرًا وَكِبَرًا لَكَانَ الْفِيلُ أَعْقَلَ الْحَيَواناتِ الْمَعْرُوفَةِ وَلَما أَمْكَنَ الْغُلامَ الصَّغِيرَ أَنْ يَقُودَ الْجِمالَ الشَّدِيدَةَ الضَّخْمَةَ وَلَما أَمْكَنَ النَّمْلَ عَلَى ضَآلةِ جِسْمِهِ أَنْ يَأْتِيَ بِالْعَجَيبِ الْمُدْهِشِ مِنَ الأَعْمالِ والتَدْبِيراتِ.

اِعْتَنَى كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَماءِ بِالْبَحْثِ فِي أَحْوالِ النَّمْلِ جَمِيعِها فَدُهِشُوا مِنْ عِظَمِ ما رَأَوْا حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ قالَ: إِنَّ النَّمْلَ لإنْسَانٌ مُصَغَّرٌ. إِنَّ هُناكَ جُيُوشًا مِنَ النَّمْلِ تَخْرُجُ لِلإِغارَةِ عَلَى مَمَالِكِ النَّمْلِ الْمُجاوِرَةِ لَها إِذا كانَتْ أَقَلَّ مِنْها قُوَّةً وَبأْسًا فَيُغِيرُونَ عَلَى دِيارِهِمْ وَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْها مُتَّخِذِينَ الأَسْرَى عَبِيدًا لِخِدْمَتِهِمْ.

وَهَذا النَّوْعُ مِنَ النَّمْلِ لا يَكَادُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ بِتَدْبِيرِ شُؤُونِهِ وَأَحْوالِهِ فَلا يَخْدِمُ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ بَلْ يَعْتَمِدُ فِي ذَلِكَ عَلَى الْعَبِيدِ الَّتِي تُؤْسَرُ فِي الْحُرُوبِ كَمَا كَانَ الشَّأْنُ أَيَّامَ الْعَرَبِ فِي الْجاهِلِيَّةِ وَكَذا بَيْنَ سُكَّانِ الْبادِيَةِ وَالصَّحارَى فِي الزَّمَنِ الْحاضِرِ.

وَقَدْ شاهَدَ بَعْضُ الْعُلَماءِ ذَلِكَ بَنَفْسِهِ إِذْ وَضَعَ أَفْرادًا مِنْ ذَلِكَ النَّمْلِ فِي زُجاجَةٍ وَأَدْخَلَ مَعَها بَعْضَ أَنْقاضٍ مِنْ مَساكِنِها الَّتِي كَانَتْ فِيها.

وَكَذَلِكَ وَضَعَ مَعَها شَيْئًا مِنَ الطَّعامِ فَشاهَدَ ذَلِكَ الْباحِثُ أَنَّ تِلْكَ الأَفْرادَ صارَتْ حيارَى لا تَدْرِي ماذا تَصْنَعُ إِذْ كَانَتْ تَطُوفُ فِي جَمِيعِ أَنْحاءِ تِلْكَ الزُّجاجَةِ غَيْرَ مُهْتَدِيَةٍ لِشَيْءٍ حَتَّى الطعامَ.

ثُمَّ أَخَذَ الرَّجُلُ مِنْ عَبِيدِها نَمْلَةً صَغِيرَةً مُحْدَوْدِبَةً شَوْهاءَ فَأَدْخَلَها فِي الزَّجاجَةِ فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ أَخَذَتْ تُطْعِمُ سادَتَها وَتَخْدِمُهُمْ وَتَأْتِيهِمْ بِجَمِيعِ مَطالِبِهِمْ كما تَفْعَلُ الأُمُّ أَوِ الْمُرْضِعُ مَعَ الطِّفْلِ الَّذِي فِي الْمَهْدِ.

وَبَعْدَ أَنْ فَرَغَتْ مِنَ الْقِيامِ بِجَمِيعِ ما يَجِبُ لَهُمْ عَلَيْها أَخَذَتْ تُصْلِحُ ما تَهَدَّمَ مِنْ مَساكِنِهِم الَّتِي فِي الزُّجاجَةِ.

وَهُناكَ مِنَ النَّمْل أَفْرادٌ مُجاهِدَةٌ فَلا يَكادُ يَلْتَقِي مِنْها اِثْنَتانِ وَتَنْصَرِفانِ إِلاَّ بَعْدَ مَوْقعَةٍ دَمَوِيَّةٍ تَنْجَلِي فِي الْغالِبِ عَنْ قَتْلِ إِحْدَاهما. وَهُناكَ يَلْتَفُّ حَوْلَ الْقَتيلِ جَماعَةٌ مِنْ صِغارِ النَّمْلِ فَيَحْمِلُونَهُ إِلَى حَيْثُ يَسْكُنُونَ. وَلا تَكَادُ تَعْثُرُ عَلَى نَمْلَةٍ مِنْ ذَلِكَ النَّوْع إِلاَّ وَتَجِدُها مَنْقُوضَةً عُضْوًا مِنْ أَعْضائِها مِنْ أَثَرِ مَا جَرَى لَها فِي إِحْدى الْمَواقِعِ الْحَرْبِيَّةِ.

وَهُناكَ نَوْعٌ آخَرُ يَبْنِي مَساكِنَ ذاتَ جُدْرانٍ وَسَقْفٍ مِنْ أَوْراقِ الأَشْجارِ فَتَجِدُها تَمْشِى قِطارًا قِطارًا يَحْمِلُ كُلٌّ مِنْها شَيْئًا مِنْ أَوْراقِ الشَّجَرِ الَّتِي تُظَلِّلُ رَأْسَها لِكِبَرِها وَلا تَزالُ سائِرَةً بِها حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مَا يُرادُ بِناؤُهُ مِنَ الْمَساكِنِ.

وَهُناكَ تَجْعَلُها سَقْفًا مُؤَلَّفَةً بِطَرِيقَةٍ عَجِيبَةٍ مَغَطَّاةً بِطَبَقاتٍ طِينِيَّةٍ. أَمَّا تِلْكَ الْمَساكِنُ فَإِنَّ بَعْضَها تَحْتَ الأَرْضِ وَبَعْضَها فَوْقَها وَيَحْتَوِي الأَوَّلُ عَلَى أَنْفَاقٍ كَثِيرَةٍ. أَمَّا الْجُزْءُ الَّذِي فَوْقَ الأَرْضِ فَيَرْتَفِعُ سَقْفُهُ حَتَّى يَبْلُغَ نَحْوَ 60 سَنْتِيمِتْرًا تَقْرِيبًا.

وَمِنَ الْعَجِيبِ أَنَّ الْبَنَّائِينَ مِنْ هَذا النَّوْعِ غَيْرُ تِلْكَ الطوائِفِ الَّتِي تَجْلِبُ الأَوْراقَ مِنْ أَماكِنِها. فَإِنَّ وَظِيفَةَ هَذِهِ الطَّوائِفِ إِنَّما هُوَ جَلْبُ أَوْراقِ الأشْجارِ مِنْ مَعاهِدِها حَتَّى إِذا حَضَرَتْ بِها ألْقَتْها ثُمَّ تَذْهَبُ لِتَأْتِيَ بِغَيْرِها وَلا عَمَلَ لَها سِوَى ذَلِكَ.

وَمِنْ أَنْواعِ النَّمْلِ الشَّهيْرةِ ما يَجْمَعُ حُبُوبًا كَثِيرَةً فِي أَيَّام الْحَصادِ وَيَدْخُلُ بِها فِي سَرادِيبَ عَمِيقَةٍ تَحْتَ الأَرْضِ لِيَخْزُنَها فِي مَخازِنَ أُعِدَّتْ لَها تَخْتَلِفُ سَعَةً وَضِيقًا. وَمِنْ طَبائِعِ هَذِهِ النِّمَالِ أَنَّها تَحْتاطُ كَثِيرًا فِي اِنْتِخابِ ما تَجْمَعُهُ مِنَ الْحُبُوبِ الَّتِي تَخْزُنُها. فَلَقَدْ غَشَّها بَعْضُهُمْ مَرَّةً وقد رَآها تَجْمَعُ الْحُبُوبَ فَوَضَعَ فِي طَرِيقِها خَرَزًا صَغِيرًا فَأَخَذَتْهُ وَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى مَخازِنِها وَلَكِنْ لَمْ تَلْبَثْ إِلاَّ قَليلاً حَتَّى تَبَيَّنَتْ حَقِيقَةُ تِلْكَ الْخَرَزاتِ فَأَخْرَجَتْها وَلَمْ تَعُدْ تَحْمِلُ مِنْها شَيْئًا أَصْلاً.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

نَمْلٌ، (نِمَالٌ)

чумоли

أَحْقَرُ

ҳақирроқ

أَنْ يَقُودَ

ҳайдаб, етаклаб бормоқ

ضَآلةٌ

кичик, озғин

الْمُدْهِشُ

ҳайратда қолдирувчи

أَغَارَ، يُغِيرُ، أَغِرْ، إغَارَةٌ

ҳужум қилмоқ

مَمْلَكَةٌ، (مَمَالِكٌ)

мамлакат

بَأْسٌ

куч

الْمُجاوِرَةُ

қўшни

أَسِيرٌ، (أَسْرَى)

асир

عَبِيدٌ

қуллар

بِتَدْبِيرِ شُؤُونِهِ

ишини ўзи тадбир қилиши

تُؤْسَرُ

асир олинган

سُكَّانُ الْبادِيَةِ

саҳро аҳолиси

زُجَاجَةٌ، (زُجَاجَاتٌ)

шиша идиш

أَنْقاضٌ

харобазор, вайрона

باحِثٌ

тадқиқотчи

فَرْدٌ، (أَفْرادٌ)

якка ўзи, бир ўзи

حَيَارَى

ҳайрон

غَيْرُ مُهْتَدِيَةٍ

йўлини топа олмай

مُحْدَوْدِبَةٌ

қадди букилган

أَشْوَهُ، (شَوْهَاءُ)

хунук

لَمْ تَلْبَثْ

тўхтаб қолмади

سَادَةٌ

ҳожа, бошлиқ

الْمُرْضِعُ

эмизикли

مَهْدٌ، (مُهُودٌ)

бешик

تَهَدَّمَ، يَتَهَدَّمُ، تَهَدَّمْ، تَهَدُّمٌ

бузилган

مُجاهِدَةٌ

жангари, урушқоқ

مَوْقعَةٌ دَمَوِيَّةٌ

қонли тўқнашув

اِنْجَلَى، يَنْجَلِي، اِنْجَلِ، اِنْجِلاَءٌ

ниҳоясига етмоқ, тугамоқ

اِلْتَفَّ، يَلْتَفُّ، اِلْتَفِّ، اِلْتِفَافٌ

тўпланмоқ, йиғилмоқ

عَثَرَ، يَعْثُرُ، اُعْثُرْ، عُثُورٌ

топмоқ

مَنْقُوضَةٌ

синдирилган

جِدَارٌ، (جُدْرَانٌ)

девор

قِطَارٌ

турнақатор

مَغَطَّاة

қопланган

نَفَقٌ، (أَنْفَاقٌ)

тешиклар, ер ости йўли

بَنَّائِينَ

қурувчилар

سِرْدابٌ، (سَرَادِيبُ)

ер ости йўли

نَمْلَةٌ، (نِمَالٌ)

чумоли

مَعْهَدٌ، (مَعَاهِدُ)

келишилган жой

(الْحَصَادُ)

йиғим‑терим

تَحْتَاطُ

захирага олмоқ

اِنْتَخَبَ، يَنْتَخِبُ، اِنْتَخِبْ، اِنْتِخَابٌ

танлаб олинган

غَشَّ، يَغُشُّ، غُشَّ، غَشٌّ

алдамоқ

خَرَزٌ

мунчоқ донаси

47 اَلنَّمْلُ

0:00
0:00

لَعَلَّكَ تَظُنُّ أَنَّ ما ذَكَرناهُ لَكَ هُنا هُوَ مُنْتَهَى ما يَأْتِي بِهِ النَّمْلُ مِنَ الْعَجائِبِ. إِذًا فَماذا تَرَى فِيما سَأَسْرُدُهُ عَلَيْكَ هُنا مِنْ حَدِيثِ النَّمْلِ الْهازِمِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ بِذَلِكَ إِلاَّ لِكَونِهِ يَهْزِمُ أَمَامَهُ كُلَّ ما يُصادِفُهُ مِنَ الْحَيَوَانِ بلْ يُلْجِئُ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فِي أَوَاسِطِ أَفْرِيقِيَّةَ لِلْمُهاجَرَةِ مِنْ بُيُوتِهِمْ وَتَرْكِها خاوِيَةً خَالِيَةً فارِّينَ مِنْ جُيُوشِ ذَلِكَ النَّمْلِ إِلَى بَعْضِ الْجَداوِلِ أَوِ الْبِرَكِ الَّتِي بِها مَاءٌ لِعِلْمِهِمْ أَنَّ النَّمْلَ لا يَجْسُرُ عَلَى النُّزُولِ فِي الْماءِ إِلاَّ إِذا أُلْجِيءَ إِلَيْهِ.

وَقَدْ تَدْخُلُ طَوائِفُ هَذِهِ النَّمالِ عَلَى الْخَنازِير وَغَيْرِها مِنَ الْحَيَوانِ فِي زَرائِبِها فَتَفْتِكُ بِها فَتْكًا ذَرِيعًا وَتَقْتُلُها قَتْلاً شَنِيعًا. لا تَخْتارُ جُيُوشُ هَذا النَّمْلِ الزَّحْفَ لِلإغارَةِ عَلَى غَيْرِها مِنَ الْحَيَوَانِ إِلاَّ فِي الليالِي الْمُظْلِمَةِ أَوِ الأَيَّامِ الَّتِي بِها غَيْمٌ كَثِيرٌ لأَنَّها لا تَحْتَمِلُ تَأْثِيرَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ وَلَكِنْ إِذا اضْطَرَّها الأَمْرُ إِلَى السَّيْرِ فِي ضَوْءِ النَّهارِ فَإِنَّها تَبْنِي سَقْفًا مُمْتَدًّا فَوْقَ الطَّرِيقِ الَّتِي تَخْتارُها لِلزَّحْفِ.

وَيَتَأَلَّفُ هَذَا السَّقْفُ مِنْ تُرابِ الأَرْضِ فَيَأْخُذُهُ النَّمْلُ وَيَخْلِطُهُ بِشَيْءٍ مِنْ لُعابِهِ اللَّزِجِ لِنَتَماسَكَ أَجْزاؤُهُ مَتَى جَفَّفَتِ الرُّطُوبَةَ حَرارَةُ الْجَوِّ.

قَدْ يَنْزِلُ الْمَطَرُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْبِلادِ الْحارَّةِ كَأَفْواهِ الْقِرَبِ فَيَغْمُرُ مُعْظَمَ الأَماكِنِ وَيَخْرِبُ كَثِيرًا مِنَ الْمَساكنِ خُصُوصًا تِلْكَ الْمَساكِنَ الصَّغِيرَةَ الْحَقيرَةَ الَّتِي يَسْكُنُ فِيها النَّمْلُ، فَماذا عَسَى أَنْ تَكُونَ حالَةُ ذَلِكَ الْحَيَوانِ الصَّغِير الْمِسْكِينِ؟ يُخَيَّلُ لِلإِنْسانِ أَنَّ الْمَطَرَ لاَ بُدَّ أَنْ يُهْلِكَهُ كَما هَدَمَ مَساكِنَهُ. وَلَكِنْ لَوْ رَأَيْتَ ماذا يَفْعَلُ هَذا الْحَيَوانُ الضَّئِيلُ لَتَعَجَّبْتَ مِنْ مَهارَتِهِ وَحِذْقِهِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ مَتَى شَعَرَ بِذَلِكَ السَّيْلِ الْجارِفِ يَجْتَمِعُ وَيَنْضَمُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يَتَكَوَّنَ مِنْهُ شِبْهُ كُرَةٍ تَعُومُ عَلَى سَطْحِ الْماءِ يَكُونُ فِي وَسَطِها الإِناثُ وَالصِّغارُ وَالضُّعَفاءُ وَيُحِيطُ بِالْجَمِيعِ الأَفْرادُ الأَقْوِياءُ مِنَ الذُّكُور.

وَإِنَّما يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لأَنَّ الْكُرَةَ الْمُتَكَوِّنَةَ مِنْ مَجْمُوعِ الأَفْرادِ خَفِيفَةٌ فَلا تَغْرَقُ، وَكَذَلِكَ لا يُمْكِنُ أَنْ يَدْخُلَ الْماءُ إِلَى وَسَطِها، فَإِذًا يَكُونُ إِناثُهُ وَصِغَارُهُ وَضُعَفَاؤُهُ فِي مَأْمَنٍ مِنْ إِصَابَةِ الْماءِ. فَانْظُرْ إِلَى ما أَلْهَمَهُ اللهُ وَوَهَبَهُ مِنَ الذَّكاءِ.

قَدْ ذَكَرْنا أَنَّ النَّاسَ يَخافُونَ مِنْ ذَلِكَ النَّمْلِ الْهازِمِ وَلِذَلِكَ قِيلَ: إِنَّهُمْ لا يَكَادُونَ يَرَونَ بَعْضَ طَوائِفِهِ حَتَّى يَتَأَهَّبُوا لِمُكافَحَتِهِ وَمُحارَبَتِهِ فَيَجْمَعُوا شَيْئًا مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ وَغُصُونِ الأَشْجارِ وَأَوْراقِها وَيُوقِدُوها حَيْثُ تَبْنِي تِلْكَ الطَّوائِفُ مَساكِنَها لِيُحْرِقُوها وَهِيَ مُجْتَمِعَةٌ فِيها. إِلاَّ أَنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ لَمْ تُوصِلْ إلَى غايَةٍ مَرْضِيَّةٍ وَلَمْ تَأْتِ بِفَائِدَةٍ تامَّةٍ فَاِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّمْلِ يَفِرُّ وَيَتَجَمَّعُ عَلَى بَعْضِ فُرُوعِ الأَشْجارِ الْقَرِيبَةِ. وَقَدْ تَتَأَلَّفُ مِنْهُ خُيُوطٌ طَوِيلَةٌ تَتَّصِلُ أَطْرافُها بِفُرُوعِ الأَشْجارِ الأُخْرَى.

وَلِذَلِكَ النَّمْلِ فِي تَأْليفِ تِلْكَ الْخُيُوطِ حِيْلَةٌ عَجِيبَةٌ. وَذَلِكَ أَنَّ نَمْلَةً قَوِيَّةً مِنْها تَتَعَلَّقُ بِفَرْعٍ مِنْ شَجَرَةٍ فَتَتَشَبَّثُ بِهِ بِشِدَّةٍ طارِحَةً بِقِيَّةَ جِسْمِها فِي الْفَضاءِ فَتَأْتِي أُخْرَى فَتَتَنَزَّلُ ماشِيَةً عَلَى جِسْمِ تِلْكَ الأُولَى حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى أَطْرافِها الْمُرْسَلَةِ فِي الْهَواءِ فَتَتَعَلَّقُ بِها وَتَرْمِي بَقِيَّةَ جِسْمِها أَيْضًا فِي الْفَضاءِ وَلا يَزالُونَ يَتَعاقَبُونَ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ حَتَّى تَتَألَّفَ مِنْهُمْ سِلْسِلَةٌ طَوِيلَةٌ تَتَدَلَّى فِي الْهَواءِ مُتَذَبْذِبَةً. فَعِنْدَ ذَلِكَ تَسْقُطُ مِنْها نَمْلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى فَرْعٍ آخَرَ مِنَ الشَّجَرَةِ فَتُمَكِّنُ مِنْهُ أَرْجُلَها الْخَلْفِيَّةَ ثُمَّ تَتَرَقَّبُ مُرُورَ تِلْكَ السِّلْسِلَةِ بِها فَتَقْبِضُ عَلَى طَرَفِها الْمُرْسَلِ فِي الْهَواءِ بِأَرْجُلِها الأَمامِيَّةِ.

وَبِهَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ يُمْكِنُ لِلنَّمْلِ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ فَرْعٍ إِلَى آخَرَ فَلا تَلْبَثُ الشَّجَرَةُ إِلاَّ قَليلاً حَتَّى تَتَغَطَّى تَمامًا بِغِطاءٍ مِنْ ذَلِكَ النَّمْلِ أَسَوَدَ.

وَقَدْ شاهَدَ كَثِيرٌ مِمَّنْ رَحَلُوا إِلَى أَواسِطِ أفْرِيقِيَّة، أَنَّ جُيُوشَ هَذا النَّوْعِ قَدْ تُرِيدُ أَنْ تَصِلَ إلَى بَعْضِ الأَماكِنِ فَيَعْتَرِضُها فِي طَرِيقِها جَدْوَلُ ماءٍ أَوْ قَناةٌ فَتَحْتالُ عَلَى عُبُورِها بِتِلْكَ الطَّرِيقَةِ، إِذْ تُؤَلِّفُ سِلْسِلَةً طَوِيلَةً جِدًّا عَلَى النَّسَقِ السَّابِقِ، وَلاَ تَزالُ تِلْكَ السِّلْسِلَةُ تَتَذَبْذَبُ فِي الْهَواءِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى أَرْضِ الْحافَةِ الأُخْرَى أَوْ إِلَى شَجَرَةٍ فِيها. ثُمَّ تَتَّخِذُ هَذِهِ السِّلْسِلَةَ كَقَنْطَرَةٍ لِعُبورِ بَقِيَّةِ الأَفْرادِ إِلَى الْجانِبِ الآخَرِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

مُنْتَهَى

ниҳоя

سَرَدَ، يَسْرُدُ، اُسْرُدْ، سَرْدٌ

ҳикоя қилмоқ, сўзини келтирмоқ

الْهازِمُ

тор‑мор қилувчи, зарба берувчи

أَلْجَأَ، يُلْجِئُ، أَلْجِئْ، إلْجَاءٌ

мажбур қилмоқ

خَاوِيَةٌ

ҳувиллаган

بِرْكَةٌ، (بِرَكٌ)

кўлмак, ҳовуз

جَسَرَ، يَجْسُرُ، اُجْسُرْ، جَسَارَةٌ

журъат қилмоқ

زَرِيبَةٌ، (زَرَائِبُ)

қўра, чўчқахона

فَتَكَ، يَفْتُكُ، اُفْتُكْ، فَتْكٌ

ҳалок қилмоқ, ўлдирмоқ

ذَرِيع

муқаррар

شَنِيعٌ

шармандали, даҳшатли

أَشِعَّةُ الشَّمْسِ

қуёш нури

لُعَابٌ

сўлак

اللَّزِجُ

ёпишқоқ

جَفَّفَ، يُجَفِّفُ، جَفِّفْ، تَجْفِيفٌ

қуритмоқ

الرُّطُوبَةُ

намлик

كَأَفْواهِ الْقِرَبِ

пақирлаб қуймоқ

غَمَرَ، يَغْمُرُ، اُغْمُرْ، غَمْرٌ

сув босмоқ, кўмиб юбормоқ

خَرَبَ، يَخْرِبُ، اِخْرِبْ، خَرْبٌ

вайрон қилмоқ, бузмоқ

فَماذا عَسَى

қандай бўлиши мумкин

يُخَيَّلُ

фикрлайди

الضَّئِيلُ

арзимас, кичик

حِذْقٌ

маҳорат

السَّيْلُ الْجارِفُ

бузиб кетувчи сел

اِنْضَمَّ، يَنْضَمُّ، اِنْضَمِّ، اِنْضِمَامٌ

бир‑бирига жипслашмоқ, киришмоқ

تَعُومُ

сузиб юради

مَأْمَنٌ

омонлик

أَلْهَمَ، يُلْهِمُ، أَلْهِمْ، إلْهَامٌ

илҳом бермоқ

وَهَبَ، يَهَبُ، هَبْ، وَهْبٌ

ато қилмоқ

تَأَهَّبَ، يَتَأَهَّبُ، تَأَهَّبْ، تَأَهُّبٌ

тайёргарлик кўрмоқ

سَعَفٌ

хурмо дарахтининг барглари

لَمْ تُوصِلْ

олиб бормади

غايَةٌ مَرْضِيَّةٌ

рози бўлинадиган мақсад

فَرْعٌ، (فُرُوعٌ)

шох

تَشَبَّثَ، يَتَشَبَّثُ، تَشَبَّثْ، تَشَبُّثٌ

қаттиқ тутиб, ёпишиб олмоқ

تَذَبْذَبَ، يَتَذَبْذَبُ، تَذَبْذَبْ، تَذَبْذُبٌ

тебранмоқ

48 الأَهْرامُ

0:00
0:00

مِنَ الْمَبَانِي الَّتِي يَبْلَى الزَّمانُ وَلا تَبْلَى الأَهْرامُ. وَهِيَ قَدِيْمَةُ الْعَهْدِ، مُعْجِزَةُ الْبِناءِ، غَرِيبَةُ الْمَنْظَرِ، مُرَبَّعَةُ الشَّكْلِ. قَدْ قامَتْ فِي جَوِّ السَّماءِ لا سِيَّما الْهَرَمانِ الْكَبِيرانِ. وَقَدْ يُمْكِنُ الصَّعُودُ إِلَى أَعْلاها عَلَى خَطَرٍ وَمَشَقَّةٍ إِلاَّ إِذا كانَ بِمُساعَدَةِ الأَعْرابِ هُناكَ. فَتَرَى أَطْرافَها الْمُحَدَّدَةَ واسِعَةً جِدًّا وَقَدْ أُقِيمَتْ مِنَ الصُّخُورِ الْعَظِيمَةِ الْمَنْحُوتَةِ وَرُكِّبَتْ تَرْكِيبًا بَدِيعَ الإلْصاقِ. أَمَّا الْهَرَمانِ الْعَظِيمانِ فَهُما لإحْكامِ صِناعَتِهِما وَإِتْقانِ هَنْدَسَتِهِما لا يُؤَثّر فِيهِما عَصْفُ الرِّياحِ وَلا هَطْلُ السَّحابِ وَلا زَعْزَعَةُ الزَّلازِلِ.

وَهِيَ قُبُورُ مُلُوكٍ عِظامٍ أَرادُوا أَنْ يَتَمَيَّزُوا بِها عَلَى سائِرِ الْمُلُوكِ بَعْدَ مَماتِهِمْ كَما تَمَيَّزُوا عَنْهُمْ فِي حَياتِهِمْ فَيَبْقَى ذِكْرُهُمْ عَلَى مَمَرِّ الدُّهُورِ. وَكانَ الْمُشْتَغِلُ بِبِناءِ الْهَرَمِ الأَكْبَرِ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى الدَّوامِ مِئَةُ أَلفٍ يُسْتَبْدَلُونَ بِمِثْلِهِمْ كُلَّ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ. وَقَدْ وَجَدُوا اِسْمَ بانِيهِ الْمَلِكِ (خُوفُو) مَنْقُوشًا عَلَى حَجَرٍ فِي أَرْضِ الْحُجْرَةِ الَّتِي كانَتْ أُعِدَّتْ لِدَفْنِهِ. وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدُ أَنَّ بانِيَ الْهَرَمِ الأَكْبَرِ وَالْهرمِ الثَّانِي لَمْ يُدْفَنا فِيهِمَا لأَنَّ الأَهالِيَ بِسَبَبِ ما قاسُوهُ مِنَ الشَّدائِدِ فِي بِناءِ هَذَيْنِ الْهَرَمَيْنِ حَلَفُوا أَنْ يُخْرِجُوا جُثَّتَهما بَعْدَ مَوْتِهِما وَيَقْطَعُوهُما إِرَبًا إِرَبًا.

فَلَمَّا شَعَرَ بِذَلِكَ الْمَلِكَانِ أَوْصَيا أقارِبهمَا أَنْ لا يَدْفَنُوهُما فِي الْهَرَمَيْنِ بَلْ يَجْعَلُوا جُثَّتَيْهِما مَحْفُوظَتَيْنِ مِنْ أَيْدِي أَعْدائِهِما فَدُفِنا فِي مَقابِرَ أُخْرَى. وَيُوجَدُ تِمْثالُ بانِي الْهَرَمِ الثَّانِي فِي دارِ الآثارِ الْمِصْرِيَّةِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

الأَهْرامُ

аҳром, пирамида

مَبْنًى، (مَبَانِي)

бино

يَبْلَى

эскиради

الْعَهْدُ

давр, вақт

مُرَبَّعَةٌ

тўртбурчак

لا سِيَّما

хусусан

الأَعْرَابُ

аъробий, саҳройи

الْمُحَدَّدَةُ

чегараланган

الْمَنْحُوتَةُ

йўнилган

بَدِيعُ الإلْصاقِ

ажойиб ёпишган

أَحْكَمَ، يُحْكِمُ، أَحْكِمْ، إِحْكامٌ

мустаҳкам бўлмоқ

أَتْقَنَ، يُتْقِنُ، أَتْقِنْ، إِتْقانٌ

маҳорат, моҳирона бажармоқ

عَصْفٌ

шиддатли шамол

هَطْلُ

тўхтовсиз ёмғир

زَعْزَعَةٌ

силкиниши

أَنْ يَتَمَيَّزُوا

ажралиб, фарқли бўлмоқ

مَمَرّ الدُّهُورِ

замонлар оша

يُسْتَبْدَلُونَ

алиштириладилар

بَانِي

қурувчи

الأَهالِي

аҳоли

ما قاسُوهُ

тотган азоблари

إِرَبًا إِرَبًا

бўлак-бўлак, майда-майда

تِمْثَالٌ، (تَمَاثِيلُ)

ҳайкал

دَارُ الآثارِ

осори атиқалар уйи, музей

49 اَلْقُنْبَرَةُ وَالْفِيلُ

0:00
0:00

زَعَمُوا أَنَّ قُنْبُرَةً اِتَّخَذَتْ عُشًّا وَباضَتْ فِيهِ عَلَى طَرِيقِ فِيلٍ كانَ لَهُ هُناكَ مَشْرَبٌ يَرِدُ إِلَيْهِ. فَمَرَّ ذاتَ يَوْمٍ عَلَى عادَتِهِ لِيَشْرَبَ فَداسَ عُشَّ الْقُنْبُرَة وَهَشَمَ بَيْضَها وَقَتَلَ فِراخَها. فَلَمَّا نَظَرَتِ الْقُنْبَرَةُ ذَلِكَ عَلِمَتْ أَنَّ الَّذِي أَصابَها كانَ مِنَ الْفِيلِ لا مِنْ غَيْرِهِ. فَطارَتْ فَوَقَعَتْ عَلَى رَأْسِهِ باكِيَةً تَقُولُ: أَيُّها الْمَلِكُ، لِمَ هَشَمْتَ بَيْضِي وَقَتَلْتَ فِراخِي وَأَنا فِي جِوارِكَ؟ أَفَعَلْتَ هَذا اِسْتِصْغارًا لأمْرِي وَاحتِقارًا لِشَأْنِي؟ قالَ: نَعَمْ فَتَرَكَتْهُ وَانْصَرَفَتْ إلَى الطُّيُورِ فَشَكَتْ إِلَيْهِنَّ ما نابَها مِنَ الْفِيلِ. فَطَلَبَتْ مِنَ الْعَقاعِقِ وَالْغِرْبانِ أَنْ يَسِرْنَ مَعَها إلَيْهِ لِيَفْقَأْنَ عَيْنَيْهِ حَتَّى تَحْتالَ لَهُ بِحِيلَةٍ أُخْرَى فَذَهَبْنَ مَعَها وَلَمْ يَزَلْنَ يَنْقُرْنَ عَيْنَيْهِ حَتَّى عَمِيَ وَبَقِيَ لا يَهْتَدِي إِلَى طَرِيقِ مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ.

فَلَمَّا تَحَقَّقَتِ الْقُنْبُرَةُ عَماهُ ذَهَبَتْ إِلَى غَدِيرٍ فِيهِ ضَفادِعُ فَشَكَتْ إِلَيْهِنَّ ما نالَها مِنَ الْفِيلِ. فَقالَتِ الضَّفادِعُ: لا حِيلَةَ لَنا فِي مُساعَدَتِكَ عَلَى ذَلِكَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. فَقالَتْ لَهُنَّ: إِنَّما أُرِيدُ مِنْكُنَّ أَنْ تَسِرْنَ مَعِي إِلَى وَهْدَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْهُ فَتَنْقَقْنَ فِيها. فَأجَبْنَها إِلَى ذَلِكَ وَاجْتَمَعْنَ فِي الْوَهْدَةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهُ. فَلَمَّا سَمِعَ الْفِيلُ نَقِيقَ الضَّفادِعِ وَقَدْ أَجْهَدَهُ الْعَطَشُ ظَنَّ أَنَّ هُناكَ ماءً فَأَقْبَلَ يَمْشِي نَحْوَ الْوَهْدَةِ حَتَّى سَقَطَ فِيها. فَجاءَتِ الْقُنْبَرَةُ إِلَيْهِ وَقالَتْ لَهُ: أَيُّها الطَّاغِي الْمَغْرُورُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ الْمُحْتَقِرُ لِلضُّعَفاءِ كَيْفَ رَأَيْتَ حِيلَتِي مَعَ صِغَرِ جِسْمِي بِالنِّسْبَةِ لِعِظَمِ جُثَّتِكَ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

قُنْبُرَةٌ (قَنَابِرُ)

сўпитўрғай қуши

مَشْرَبٌ

сув ичадиган макони

وَرَدَ، يَرِدُ، رِدْ، وُرُودٌ

тушмоқ, бормоқ

دَاسَ، يَدُوسُ، دُسْ، دِيَاسَةٌ

босмоқ, эзмоқ

هَشَمَ، يَهْشِمُ، اِهْشِمْ، هَشْمٌ

синдирмоқ

جِوارُكَ

ҳимоянг

اِسْتِصْغَارٌ

кичик санамоқ

نَابَ، يَنُوبُ، نُبْ، نَوبَةٌ

содир бўлмоқ, юз бермоқ

الْعَقَاعِقُ

ақиқ номли қуш

فَقَأَ، يَفْقَأُ، اِفْقَأْ، فَقْءٌ

ўйиб олмоқ

نَقَرَ، يَنْقُرُ، اُنْقُرْ، نَقْرٌ

чўқимоқ

تَحَقَّقَ، يَتَحَقَّقُ، تَحَقَّقْ، تَحَقُّقٌ

аниқлагач

عَمَاهُ

уни кўр бўлганини

وَهْدَةٌ، (وِهَادٌ)

пастлик, чуқур

نَقِيقٌ

қуриллаш, вақвақлаш

الطَّاغِي

золим

حَولٌ

куч

الْمُحْتَقِرُ

паст сановчи, менсимайдиган

50 قَصِيدَةٌ حِكَمِيَّةٌ

0:00
0:00

لَعَمْرُكَ لَيْسَ فَوْقَ الأَرْضِ باقٍ

وَلا مِمَّا قَضاهُ اللهُ واقِ

وَما لِلْمَرْءِ حَظٌّ غَيْرُ قُوتٍ

وَلَوْ كانَتْ لَهُ أَرْضُ الْعِراقِ

أَضَلُّ النَّاسِ فِي الدُّنْيا سَبِيلاً

مُحِبٌّ باتَ مِنْها فِي وِثاقِ

وَأَخْسَرُ ما يَضِيعُ الْعُمْرُ فِيهِ

فُضولُ الْمالِ تُجْمَعُ لِلرِّفاقِ

وَأَفْضَلُ ما اشْتَغَلْتَ بِهِ كِتابٌ

جَلِيلٌ نَفْعُهُ حُلْوُ الْمَذاقِ

وَعِشْرَةُ حاذِقٍ فَطِنٍ لَبِيبٍ

يُفِيدُكَ مِنْ مَعانِيهِ الدِّقاقِ

مَضَى ذِكْرُ الْمُلوكِ بِكُلِّ عَصْرٍ

وَذِكْرُ السُّوقَةِ الْعُلَماءِ باقٍ

وَكَمْ عِلْمٍ جَنَى مالاً وَجاهًا

وَكَمْ مالٍ جَنَى حَرْبَ السِّباقِ

وَما نَفْعُ الدَّراهِمِ مَعَ جَهُولٍ

يُباعُ بِدِرْهَمٍ وَقْتَ النَّفاقِ

إِذا حُمِلَ النِّضارُ عَلَى نياقٍ

فَأَيُّ الْفَخْرِ يُحْسَبُ لِلنِّياقِ

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

لَعَمْرُكَ

умрингга қасам

واقِ

сақловчи

حَظٌّ، (حُظُوظٌ)

насиба

وِثَاقِ

боғланиб қолувчи

حُلْوُ الْمَذاقِ

таъми тотли

السُّوقَةُ

оддий, содда

جَنَى، يَجْنِي، اِجْنِ، جَنْيٌ

термоқ

جَاهٌ

обрў, мансаб

حَرْبُ السِّبَاقِ

уруш мусобақаси

النَّفَاقُ

ривожланиш

النِّضارُ

соф олтин

نَاقَةٌ، (نِيَاقٌ)

урғочи туя

 

51 قَصِيدَةٌ حِكَمِيَّةٌ

0:00
0:00

وَأَقْبَحُ ما يَكُونُ غِنَى بَخِيلٍ

يَغَصُّ وَماؤهُ مِلْءُ الزِّقاقِ

إِذا مَلَكَت يَداهُ الْفَلْسَ أَمْسَى

رَقِيقًا لَيْسَ يَطْمَعُ فِي الْعِتاقِ

أَلا يا جامِعَ الأَمْوالِ هَلاَّ

جَمَعْتَ لَها زَمانًا لافْتِراقِ

إِذا أَحْرَزْتَ مالَ الأَرْضِ طُرًّا

فَمَا لَكَ فَوْقَ عَيْشِكَ مِنْ تَراقِ

أَتَأْكُلُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ كَبْشٍ

وَتَلْبَسُ أَلْفَ طاقٍ فَوْقَ طاقِ

فُضُولُ الْمالِ ذاهِبَةٌ جُزافًا

كَماءٍ صُبَّ فِي كَأْسٍ دِهاقِ

مَضَتْ دُوَلُ الْعُلُومِ الزُّهْرِ قِدْمًا

وَقامَتْ دَوْلَةُ الصُّفْرِ الرِّقاقِ

وَأَبْرَزَتِ الْخَلاعَةُ مِعْصَمَيْها

وَباتَ الْجَهْلُ مَمْدُودَ الرِّواقِ

فَأَصْبَحَ يَدَّعِي بِالسَّبْقِ جَهْلاً

زَعانِفُ يَعْجَزُونَ عَنِ اللَّحاقِ

إِذا هَلَكَتْ رِجالُ الْحَيِّ أَضْحَى

صَبِيُّ الْقَوْمِ يَحْلِفُ بِالطَّلاقِ

أَسَرُّ النَّاسِ فِي الدُّنْيا جَهُولٌ

يُفَكِّرُ فِي اصْطِباحٍ وَاغْتِباقِ

وَأَتْعَبُهُمْ رَئِيسٌ كُلَّ يَوْمٍ

يَكُونُ لِكُلِّ مَلْسوعٍ كَراقِ

(الشَّيخ ناصيف اليازجي)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

غَصَّ، يَغَصُّ، غُصَّ، غَصَصٌ

тиқилмоқ

زِقٌّ، (زِقَاقٌ)

меш

فَلْسٌ، (فُلُوسٌ)

пул

رَقِيقٌ

қул

الْعِتَاقُ

озод бўлиш

أَحْرَزَ، يُحْرِزُ، أَحْرِزْ، إحْرَازٌ

эгалламоқ

طُرًّا

ҳаммасини жамлаган ҳолда

تَرَاق

юксалиш

جُزافًا

беҳуда

دِهَاقٌ

тўлган, лиммо-лим

قِدْمٌ

қадимдан, кўпдан

الصُّفْر

сарғайган, ҳеч вақоси йўқ

خَلاَعَةٌ

бузуқлик, бебошлик

مِعْصَمٌ، (مَعَاصِمُ)

билак

رِوَاقٌ، (أَرْوِقَةٌ)

йўлак, каридор

زِعْنِفَةٌ، (زَعَانِفُ)

таъйинсиз, қаланғи-қасанғи

لَحِاقٌ

етиб, қўшилиш

حَلَفَ، يَحْلِفُ، اِحْلِفْ، حَلْفٌ

қасам ичмоқ

اِصْطِبَاحٌ

эрталаб овқатланувчи

اِغْتِبَاقٌ

кечки пайт сув ичиш

مَلْسُوعٌ

чақилувчи

راقٍ

эмловчи

52 تَيَقُّظُ الْكَلْبِ (1)

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّهُ كانَ فِي مَدِينَةٍ مِنْ بِلاَدِ الإِنْكِلِيزِ تاجِرٌ لَهُ كَلْبٌ رَبَّاهُ صَغِيرًا. وَكانَ نادِرَةً بَيْنَ الْكِلابِ لِقُوَّةِ تَيَقُّظِهِ. فَكانَ يَفْهَمُ بِالإِشارَة وَالْكَلامِ كَما يَفْهَمُ الإِنْسَانُ بِنُطْقِ اللِّسانِ. وَكانَ هَذَا الْكَلْبُ عِنْدَ صاحِبِهِ فِي مَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ حَتَّى لَمْ يَكُنْ لَهُ طاقَةٌ عَلَى مُفارَقَتِهِ ساعَةً وَاحِدَةً لِوُلُوعِهِ بِهِ. وَكانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنَ الْمَكَرَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّاجِرِ صَداقَةٌ. وَكانَ كثيرا ما يَتَرَدَّدُ إِلَيْهِ وَيَقْصُدُهُ لاسْتِقْراضِ دَراهِمَ مِنْهُ فَيُعْطِيهِ ما طَلَبَ دُونَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ صَكٍّ أَوْ سَنَدٍ لأَمانَتِهِ بِهِ وَصِدْقِهِ مَعَهُ. فَطَمِعَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ وَقالَ: إِنَّ صاحِبِي هَذا رَجُلٌ كَثِيرُ الْمالِ لا يَكادُ يُمْسِكُ عَنِّي شَيْئًا وَلا بُدَّ لِي أَنْ أَحْتالَ عَلَيْهِ بِمَبْلَغٍ مِنَ الْمالِ أَسْتَدِينُهُ مِنْهُ إِلَى مُدَّةٍ ثُمَّ أُنْكِرُهُ عَلَيْهِ.

فَقَصَدَهُ يَوْمًا عِنْدَ الْغُرُوبِ وَلَيْسَ فِي الْمَكْتَبِ غَيْرُ التَّاجِرِ وَكَلْبِهِ، وَكانَ قَدْ هَمَّ بِالإِنْصِرافِ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَقالَ لَهُ: قَدْ جِئْتُكَ يا صاحِبُ فِي طَلَبِ خَمْسِ مِئَةٍ لِيرا تُعْطِينِي إِيَّاها عَلَى سَبِيلِ الْقَرْضِ إِلَى مُدَّةِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَأَنا أَدْفعها لَكَ فِي وَقْتِ اِسْتِحْقاقِها مَعَ فائِضِها وَأَرْجُو مِنْكَ عَدَمَ الْمُؤَاخَذَةِ لِدُخُولِي عَلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذا الْوَقْتِ. فَأَجابَهُ إِلَى ما طَلَبَ وَدَفَعَ لَهُ الْمالَ. وَلَمَّا قَبَضَ الدِّرْهَمَ قالَ لِلتَّاجِرِ: هَلْ تَأْمُرُ بِكِتَابَةِ الصَّكِّ حَتَّى أُمْضِيَهُ لَكَ قَبْلَ ذَهابِي. وَكانَ قَصْدُهُ تَتْمِيمَ الْحِيلَةِ لِعِلْمِهِ أَنَّهُ لا يُوجَدُ أَحَدٌ غَيْرُهُما فِي ذَلِكَ الْمَكانِ وَأَنَّهُ لا يَطْلُبُ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ.

فَقالَ التَّاجِرُ: قَدِ انْصَرَفَتِ الْكُتَّابُ، وَالدَّفاتِرُ وَالأَوْرَاقُ مُقْفَلٌ عَلَيْها فَلا حاجَةَ إِلَى كِتَابَةِ صَكٍّ. وَإِنْ كُنْتُ أَخافُ عَلَيْكَ مِنَ الإِنْكارِ فَكَلْبِي هَذا يَشْهَدُ بِأَنَّكَ قَدْ قَبَضْتَ الْمالَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْكَلْبِ وَقالَ لَهُ: إِنَّ هَذا الرَّجُلَ قَدِ اسْتَلَمَ مِنَّا خَمْسَ مِئَةِ لِيرا وَوَعَدَ بِأَنَّهُ يَقُومُ بِدَفْعِها بَعْدَ مُرورِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا مِنْ هَذا الْوَقْتِ، وَصَارَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى الدَّراهِمِ الَّتِي أَخَذَها وَيُبَيِّنُ لَهُ بِأَصابِعِهِ عَدَدَ أَيَّامِ الْمُدَّةِ. وَكانَ كَلامُهُ هَذا عَلَى سَبِيلِ الْمَزْحِ. وَكانَ الْكَلْبُ كُلَّما أَشَارَ لَهُ صاحِبُهُ بِإِشارَةٍ يَهُزُّ بِرَأْسِهِ كَأَنَّهُ عَرَفَ قَصْدَ سَيِّدِهِ. ثُمَّ خَرَجَ الرَّجُلُ مِنَ الْمَكْتَبِ وَتَوَجَّهَ التَّاجِرُ إِلَى مَنْزِلِهِ.

فَلَمَّا انْقَضَتِ الْمُدَّةُ وَلَمْ يَحْضُرِ الرَّجُلُ لِدَفْعِ الدَّراهِمِ، قالَ التَّاجِرُ فِي نَفْسِهِ قَدِ اسْتَحَقَّ مالَنا عَلَى صاحِبِنا فُلانٍ وَلَمْ يُحْضِرِ الدَّراهِمَ، فَما عَسَى أَنْ يَكُونَ؟ وَلَمْ يُطالِبْهُ مُدَّةَ أَيَّامٍ وَهُوَ لَمْ يَحْضُرْ، فَارْتَابَ التَّاجِرُ فِي أَمْرِهِ وَأَرْسَلَ غُلامًا مِنَ الْكَتَبَةِ يُطالِبُهُ بِدَفْعِ الْمالِ. فَأَنْكَرَ الرَّجُلُ وَقالَ لِلْغُلاَمِ: لَيْسَ لِسَيِّدِكَ عِنْدِي مالٌ. فَرَجَعَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِما قالَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَنَهَضَ التَّاجِرُ فِي الْحالِ وَسارَ بِنَفْسِهِ إلَيهِ وَطالَبَهُ بِالدَّراهِمِ. فَقالَ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي مالٌ. قالَ: إِنَّ لِي عِنْدَكَ مَبْلَغَ كَذا اسْتَقْرَضْتَهُ مِنِّي فِي الْيَوْمِ الْفُلانِيِّ إِلَى مُدَّةِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَقَدِ انْقَضَى الأَجَلُ وَاسْتَحَقَّ دَفْعُ الْمالِ. وَأَنا لَمْ أُطالِبْكَ لِما بَيْنِي وَبَيْنَكَ مِنَ الْوِدادِ. فَقالَ: لَمْ أَسْتَقْرِضْ مِنْكَ مالاً وَمالَكَ عِنْدِي دراهِمُ. فَتَرَكَهُ التَّاجِرُ لَمَّا عَرَفَ سُوءَ نِيَّتِهِ وَتَوَجَّهَ إِلَى الْحاكِمِ وَرَفَعَ إِلَيْهِ دَعْواهُ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

تَيَقَّظَ، يَتَقَيَّظُ، تَيَقَّظْ، تَيَقُّظٌ

ҳушёр бўлмоқ

فِي مَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ

олий мақомда

وَلَعَ، يَلِعُ، لِعْ، وُلُوعٌ

қаттиқ муҳаббат қўймоқ

ما يَتَرَدَّدُ إِلَيْهِ

унинг олдига серқатнов эди

اِسْتَقْرَضَ، يَسْتَقْرِضُ، اِسْتَقْرِضْ، اسْتِقْرَاضٌ

қарз сўрамоқ

صَكٌّ، (صُكُوكٌ)

тилхат, чек

سَنَدٌ، (اتٌ)

ҳужжат (вексель)

أَسْتَدِينُ

қарз сўрайман

قَدْ هَمَّ بِالإِنْصِرافِ

кетишга отланган эди

لِيرَا

лира (пул бирлиги)

اِسْتَحَقَّ، يَسْتَحِقُّ، اِسْتَحِقَّ، اِسْتِحْقَاقٌ

тўлов муддати келмоқ

فَائِضٌ

фоиз, ортиқча

عَدَمُ الْمُؤَاخَذَةِ

айбга буюрмаслик

أَمْضَى، يُمْضِي، أَمْضِ، إِمْضَاءٌ

имзо чекмоқ

تَتْمِيمٌ

охирига етказмоқ

كَاتِبٌ، (كُتَّابٌ، كَتَبَةٌ)

котиб, секретарь

قَبَضَ، يَقْبِضُ، اِقْبِضْ، قَبْضٌ

қўлга олмоқ

اِسْتَلَمَ، يَسْتَلِمُ، اِسْتَلِمْ، اِسْتِلاَمٌ

қўлга олмоқ, қабул қилиб олмоқ

عَلَى سَبِيلِ الْمَزْحِ

ҳазил кўринишида

هَزَّ، يَهُزُّ، هُزَّ، هَزٌّ

бош чайқамоқ, эгмоқ, қимирлатмоқ

فَما عَسَى أَنْ يَكُونَ

эҳтимол, бирор нарса бўлдими?

اِرْتَابَ، يَرْتَابُ، اِرْتَبْ، اِرْتِيَابٌ

шубҳаланмоқ

وَقَدِ انْقَضَى الأَجَلُ

муддат тугаб бўлди

الْوِدَادُ

дўстлик риштаси

وَرَفَعَ إِلَيْهِ دَعْواهُ

маҳкамага даъвони олиб чиқди

طَلَبَ إِلَيْهِ

ундан талаб қилди

53 تَيَقُّظُ الْكَلْبِ (2)

0:00
0:00

فَاسْتَدْعَى الْحاكِمُ ذاك الرَّجُلَ وَقالَ لَهُ: إِنَّ هَذا التَّاجِرَ يَقُولُ، إِنَّ لَهُ عِنْدَكَ خَمْسَ مِئَةِ لِيرا قَدْ أَخَذْتَها مِنْهُ إِلَى مُدَّةِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَقَدْ حانَ أَجَلُها مُنْذُ أَيَّامٍ وَأَنْتَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ دَفْعِها، فَماذا تَقُولُ؟ فَانْكَرَ الرَّجُلُ أَمامَ الْحاكِمِ وَقالَ: ما دَعْوَى هَذا الرَّجُلِ عَلَيَّ إِلاَّ زُورٌ وَبُهْتَانٌ. فَالْتَفَتَ الْحاكِمُ إِلَى التَّاجِرِ وَقالَ لَهُ: قَدْ سَمِعْتَ ما يَقُولُ غَرِيْمُكَ فَهَلْ عِنْدَكَ صَكٌّ عَلَيْهِ أَوْ بَيِّنَةٌ؟ فَحَكَى لَهُ التَّاجِرُ تَفْصِيلَ الْمَسْئَلَةِ وَكَيْفَ أَنَّهُ لَمَّا أَعْطاهُ الْمالَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ سِوَى كَلْبِهِ الَّذِي يُخْبِرُهُ بِالْقَضِيَّةِ.

فَقالَ الْحاكِمُ: وَهَلْ يُخْبِرُ الْكَلْبُ عَنْ هَذا الرَّجُلِ أَنَّهُ اسْتَقْرَضَ مِنْكَ دَراهِمَ؟ قالَ: نَعَمْ. فَتَعَجَّبَ الْحاكِمُ وَقالَ كَيْفَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُخْبِرَ؟ قَالَ: هُوَ يُخْبِرُ عَنْهُ بَعْدَ سَماعِهِ كَلامًا ذَكَرْتُهُ لَهُ وَقْتَ اسْتِخْبارِهِ وَيُظْهِرُهُ أَمامَكَ وَلَوْ كانَ بَيْنَ مِئَةِ رَجُلٍ. فِعِنْدَ ذَلِكَ الْتَفَتَ الْحاكِمُ إِلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ وَقالَ: قَدْ سَمِعْتَ ما قالَهُ صاحِبُكَ هَذا فَما تَقُولُ أَنْتَ؟ قالَ: إِنْ كانَ كَلْبُهُ يُخْبِرُ بِالإِشارَةِ كَما يَقُولُ فَأَنا أَدْفَعُ الْمالَ مُضَاعَفًا وَإِنْ ظَهَرَ كَذِبُهُ فَهُوَ يَدْفَعُ لِي خَمْسَ مِئَةِ لِيرا فِي مُقابِلِ افْتِرائِهِ. فَقالَ التَّاجِرُ: قَدْ رَضِيْتُ.

ثُمَّ إِنَّ الْحاكِمَ أَمَرَ الْكاتِبَ أَنْ يُسَجِّلَ الدَّعْوَى وَصارَ الإتِّفاقُ أَنْ يَحْضُرَ التَّاجِرُ إِلَى الْمَحْكَمَةِ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَمَعَهُ الْكَلْبُ. ثُمَّ يَحْضُرُ بَعْدَهُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ مَصْحُوبًا بِجُمْهُورٍ مِنَ النَّاسِ. فَإِنْ عَرَفَهُ الْكَلْبُ وَمَيَّزَهُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ وَدَلَّ عَلَيْهِ صَحَّ الإِخْبارُ وَثَبَتَ عِنْدَهُ الْمالُ.

فَذَهَبَ التَّاجِرُ إِلَى مَكْتَبِهِ وَعِنْدَ الْمَساءِ اسْتَدْعَى كَلْبَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَلَسَ فيه مَدْيُونُهُ حِينَما جاءَ يَطْلُبُ الدَّراهِمَ وَأَخَذَ يُذَكِّرُهُ وَيُبَيِّنُ لَهُ بِالإِشاراتِ وَالْكَلاَمِ صفاتِ ذَلِكَ الرَّجُلِ وَكَيْفَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ غَيْرُهُ حاضِرًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَكَيْفَ أَعْلَمَهُ عِنْدَ ما أَخَذَ الدَّراهِمَ وَأَنَّهُ قَدْ أَنْكَرَ الْمالَ وَأَنَّهُ بَعْدَ ثَلاثَة أَيَّامٍ يَتَواقَفانِ لِلْمُرَافَعَةِ. ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أرِيد مِنْكَ أَيُّها الْكَلْبُ الْمتُيَقِّظُ أَنْ تُؤَدِّيَ الأدِلَّةَ عَلَيْهِ أمَامَ الْحاكِمِ، أَيْ أَنْ تُمَيِّزَهُ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَتَدُلَّ عَلَيْهِ بِإشارَةٍ واضِحَةٍ. لأَنِّي قَدْ قَرَّرْتُ أَمامَ الْحاكِمِ بِأَنْ لَيْسَ عِنْدِي صاحِبُ أَدِلَّةٍ سِواكَ. وَما زالَ يُخاطِبُهُ بِالأَلْفَاظِ الرَّقِيقَةِ وَالإِشاراتِ الَّتِي يَفْهَمُها وَيَعْرِفُها حَتَّى فَهِمَ الْكَلْبُ وَعَرَفَ مَقاصِدَ سَيِّدِهِ فَصارَ يَهُزُّ لَهُ بِرَأْسِهِ كَأَنَّهُ يُبَيِّنَ لَهُ أَنَّهُ عَرَفَ جَمِيعَ ما أَشارَ بِهِ.

وَبَقِيَ التَّاجِرُ مُواظِبًا لِلْكَلْبِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَهُ فِي شَأْنِ ذَلِكَ إِلَى أَنْ كانَ الْيَوْمُ الثَّالِث وَهُوَ يَوْمُ الْمِيعادِ. فَأَخَذَ كَلْبَهُ وَسارَ بِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْحاكِمِ. وَكانَ هَذا الْخَبَرُ قَدْ شَاعَ فِي الْمَدِينَةِ فَجاءَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاس لِيَرَوْا ماذا يَكُونُ وَما يَظْهَرُ مِنَ الْكَلْبِ، ثُمَّ حَضَرَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ وَهُوَ فِي زِيٍّ غَرِيبٍ مَصْحُوبًا بِجَماعَةٍ مِنْ أَصْحابِهِ وَهُمْ لابِسُونَ كَلُبْسِهِ. فَوَقَفُوا بَعِيدًا فِي ساحَةِ الدَّارِ.

فَالْتَفَتَ الْحاكِمُ إِلَى التَّاجِرِ وَقالَ: قَدْ جاءَ غَرِيْمُكَ فَدَعْ كَلْبَكَ يُمَيّزْهُ لَنا مِنْ بَيْن الْقَوْمِ لِنُثْبتَ لَكَ ما عِنْدَهُ. فَصاحَ التَّاجِرُ عَلَى الْكَلْبِ وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ مِنْكَ أَيُّها الْكَلْبُ أَنْ تُبَيِّنَ لَنا غَرِيْمَنا الَّذِي قَصَدَنا فِي الْيَوْمِ الْفُلانِيِّ وَالْوَقْتِ الْفُلانِيِّ إِلَى الْمَكْتَبِ وَأَخَذَ مِنَّا الْمالَ عَلَى سَبِيلِ الْقَرْضِ إِلَى مُدَّة كَذا يَوْمًا وَهُوَ الآنَ قَدْ أَنْكَرَهُ فَأَرْغَبُ إِلَيْك فِي أَنْ تُمَيِّزَهُ مِنْ بَيْنِ هَؤُلاءِ النَّاسِ وَتَدُلَّ عَلَيْهِ بِإِشارَةٍ واضِحَةٍ.

فَأَسْرَعَ الْكَلْب فِي الْحالِ وَشَقَّ ذَلِكَ الْجَمْعَ وَهُوَ يَنْظُرُ وَيَتَفَرَّسُ فِي كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ. وَما زالَ كَذَلِكَ حَتَّى وَقَعَتْ عَيْنُهُ عَلَى غَرِيْمِ مَوْلاهُ فَعَرَفَهُ وَهَجَمَ عَلَيْهِ هَجْمَةَ الذِّئْبِ الْكاسِرِ وَأَخَذَ يَعَضُّهُ بِأنيابِهِ حَتَّى مَزَّقَ ثِيابَهُ. فَخافَ الرَّجُلُ وَصاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اِشْهَدُوا عَلَيَّ أَيُّها الْقَوْمُ أَنَّ مالَ هَذَا التَّاجِرِ صاحِبِ هَذا الْكَلْبِ هُوَ عِنْدِي فَدَعُونِي يُخَلِّصْنِي مِنْ أَنْيابِ كَلْبِهِ وَأَنا أَدْفَعُ لَهُ ما لَهُ مُضَاعَفًا. فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقَدَّمَ التَّاجِرُ وَرَدَّ عَنْهُ الْكَلْبَ وَأَخَذَ مالَهُ وَقَدْ تَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ ذكاءِ ذَلِكَ الْكَلْبِ وَقُوَّةِ فَهْمِهِ.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

اسْتَدْعَى، يَسْتَدْعِي، اِسْتَدْعِ، اِسْتِدْعَاءٌ

чақирмоқ, ўзига чорламоқ

زُورٌ

ёлғон

بُهْتَانٌ

бўҳтон

غَرِيْمٌ، (غُرَمَاءُ)

қарздор

بَيِّنَةٌ

исбот, далил

قَضِيَّةٌ، (قَضَايَا)

муаммо

اِسْتَخْبَرَ، يَسْتَخْبِرُ، اِسْتَخْبِرْ، اِسْتِخْبَارٌ

хабардор бўлмоқ

الْمُدَّعَى عَلَيْهِ

даъво қилинаётган

مُضَاعَفٌ

икки баробар

افْتِرَاءٌ

уйдирма, туҳмат

سَجَّلَ، يُسَجِّلُ، سَجِّلْ، تَسْجِيلٌ

қайд қилиб ёзмоқ

مَصْحُوبًا

ҳамроҳ бўлган ҳолда

جُمْهُورٌ

оломон, тўп

مَيَّزَ، يُمَيِّزُ، مَيِّزْ، تَمْيِيزٌ

ажратмоқ

مَدْيُونٌ

қарз олган киши

مُرافَعَةٌ

даъвони кўтариб чиқиш

مُواظَبَةٌ

бардавом

يَوْمُ الْمِيعَادِ

ваъдалашилган кун

شَاعَ، يَشِيعُ، شِعْ، شُيُوعٌ

тарқалмоқ

زِىٌّ، (أَزْيَاءٌ)

кийим, кўриниш

لاَبِسُونَ

кийиб олган

شَقَّ

ёриб кирди

تَفَرَّسَ، يَتَفَرَّسُ، تَفَرَّسْ، تَفَرُّسٌ

кузатиб турмоқ

كَاسِرٌ، (كَوَاسِرٌ)

ваҳший

عَضَّ، يَعَضُّ، عَضِّ، عَضٌّ

тишламоқ

نَابٌ، (أَنْيَابٌ)

қозиқ тиш

54 قَصِيدَةٌ فِى الزُّهْرِ

0:00
0:00

أَحْسَنَ اللهُ بِنا

إِنَّ الْخَطايا لا تَفُوحُ

فَإِذا الْمَسْتُورُ مِنَّا

بَيْنَ ثَوْبَيْهِ فُضُوحُ

كَمْ رَأَيْنا مِنْ عَزِيز

طُوِيَتْ عَنْهُ الْكُشُوحُ

مَوْتُ بَعْضِ النَّاسِ فِي الأَرْضِ

عَلَى الْبَعْضِ فُتوحُ

سَيَصِيرُ الْمَرْءُ يَوْمًا

جَسَدًا ما فِيهِ رُوحُ

بَيْنَ عَيْنَيْ كَلِّ حَيٍّ

عَلَمُ الْمَوْتِ يُلُوحُ

كُلُّنا فِي غَفْلَةٍ

والْمَوْتُ يَغْدُو وَيَرُوحُ

كُلُّ نَطَّاحٍ مِنَ الدَّهْرِ

لَهُ يَوْمٌ نَطوحُ

نُحْ عَلَى نَفْسِكَ يا مِسْكِينُ

إِنْ كُنْتَ تَنُوحُ

لَسْتَ بِالْبَاقِي وَلَوْ عُمِّرْتَ

ما عُمِّرَ نُوحُ

(أبو العتاهية)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

لا تَفُوحُ

ҳид таратмайди

فُضُوحٌ

фош этилмоқ, шарманда бўлмоқ

عَزِيزٌ

кучли, қудратли

طُوِيَتْ عَنْهُ الكُشُوحُ

(ёруғликдан кейин қоронғулик келди)

كَشْحٌ، (كُشُوحٌ)

ён, биқин

لاَحَ، يُلُوحُ، لُحْ، لَوحٌ

ҳилпиради, зоҳир бўлди

غَدَا، يَغْدُو، اُغْدُ، غُدُوٌّ

тонгда келмоқ

رَاحَ، يَرُوحُ، رُحْ، رَوَاحٌ

тунда келмоқ

نَطَّاحٌ

сузувчи (золим)

نَاحَ، يَنُوحُ، نُحْ، نَوحَةٌ

бақириб йиғламоқ

55 مُقَابَلَةُ الإِساءَةِ بِالإِحْسانِ

0:00
0:00

يُحْكَى، أَنَّ زُبَيْدَةَ زَوْجَةَ هارُونَ الرَّشِيدِ كانَتْ جالِسَةً ذاتَ يَوْمٍ فِي قَصْرِها. فَدَخَلَتْ عَلَيْها حاجِبَتُها تَقُولُ: إِنَّ امْرَأَةً جَمِيلَةً عَلَيْها ثِيابٌ بالِيَةٌ تُرِيدُ الدُّخُولَ عَلَيْكِ وَتَقُولُ إِنَّها تَعْرِفُكِ مِنْ قَدِيمٍ. فَأَنْكَرَتْ زُبَيْدَةُ ذَلِكَ فَطَلَبَ مَنْ حَضَرَ مِنْ جَوارِيها الإِذْنَ لَها فَأَذِنَتْ. فَدَخَلَتْ امْرَأَةٌ مُعْتَدِلَةُ الْخِلْقَةِ جَمِيلَةُ الصُّورَةِ عَلَيْها رِداءٌ مُرَقَّعٌ. فَجَعَلَتْ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى بابِ الْمَجْلِسِ فَسَلَّمتْ. فَرَدَّتْ زُبَيْدَةُ عَلَيْها السَّلامَ وَقالَتْ لَها: مَنْ أَنْتِ؟ قالَتْ أَنا طَرِيدَةُ الزَّمانِ وَطَرِيْحَةُ الْحِدْثانِ ماتَتْ رِجالُنا وَاحْتَلَّتْ أَمْوَالُنا وَجَفَانَا الصَّدِيقُ وَكِدْنا نُلْقَى عَلَى الطَّرِيقِ فَقالَتْ لَها زُبَيْدَةُ: انْتَسِبِي. فَقالَتْ: أَنا رَبِيبَةُ ابْنَةُ مَرْوانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.

فَقالَتْ لَها: لاَ حَيَّاكِ اللهُ وَلا سَلَّمَ عَلَيْكِ. ثُمَّ ذَكَرَتْها بِبَعْضِ حَوادِثَ حَصَلَتْ مِنْها فِي زَمَنِ عَظَمَتِها فَبَكَتْ وَقالَتْ: يا ابْنَةَ الْعَمِّ وَأَيُّ شَيءٍ أَعْجَبَكِ مِنَ الإِسْاءَةِ وَقَطْعِ الرَّحِمِ حَتَّى تَقْتَدِينَ بِي فِي ذَلِكَ ثُمَّ انْصَرَفَتْ. فَنَدِمَتْ زُبَيْدَةُ عَلَى ما حَصَلَ مِنْها وَبَعَثَتْ جَوارِيهَا إِلَيْها فَلَمْ تَرْجِعْ فَقامَتْ تَعْدُو خَلْفَها حَتَّى أَدْرَكَتْها فِي الدِّهْلِيزِ فَاعْتَذَرَتْ إِلَيْها فَرَجَعَتْ. ثُمَّ أَمَرَتْ زُبَيْدَةُ جَوارِيها فَأَدْخَلْنَها الْحَمَّامَ وَأَحْضَرْنَ لَها أَصْنافًا مِنَ الْثيابِ فَاخْتَارَتْ مِنْها ما شاءَتْ وَتَطَيَّبَتْ وَأَقْبَلَتْ. فَقامَتْ إِلَيْها زُبَيْدَةُ وَاعْتَنَقَتْها وَرَفَعَتْ مَجْلِسَها. فَلَمَّا دَخَلَ الْخَلِيفَةُ قَصَّتْ عَلَيهِ القِصَّةَ فَشَكَرَها وَأَمَرَها أَنْ تُعِدَّ لَها مَقْصُورَةً وَجَوارِيَ يَخْدِمْنَهَا.

 

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

حَاجِبَةٌ

Дарвоза бекаси

بَالِيَةٌ

эскирган

أَنْكَرَ، يُنْكِرُ، أَنْكِرْ، إِنْكَارٌ

Танимай қолмоқ, инкор этмоқ

جَارِيَةٌ، (جَوارِي)

Хизматкор аёл, чўри

مُرَقَّعٌ

ямалган

عَلَى اسْتِحْياءٍ

уялган ҳолда

طَرِيدَةُ الزَّمانِ

Қувғин қилинган

طَرِيْحَةُ الْحِدْثانِ

Ташландиқ бўлган

احْتَلَّ، يَحْتَلُّ، اِحْتَلِّ، اِحْتِلاَلٌ

эгаллаб олинди

جَفَا، يَجْفُو، اُجْفُ، جَفَاءٌ (جَفْوَةٌ)

Ташлаб кетмоқ

انْتَسِبِي

Насабингни айт

لاَ حَيَّاكِ اللهُ

Аллоҳ сени тирик қўймасин.

عَدَا، يَعْدُو، اُعْدُ، عَدْوٌ

Чопмоқ, югурмоқ

الدِّهْلِيزُ

йўлак, каридор

اِعْتَنَقَ، يَعْتَنِقُ، اِعْتَنِقْ، اِعْتِنَاقٌ

қучоқламоқ

مَقْصُورَةٌ، (مَقَاصِيرُ)

Кўшк, айвонча

56 قَصِيدَةٌ حِكَمِيَّةٌ

0:00
0:00

لَمَّا حَصَلْتُ عَلَى الْقناعَةِ لَمْ أَزَلْ

مَلِكًا يَرَى الإِكْثارَ كَالإِقْلالِ

إِنَّ الْقَناعَةَ بِالْكَفافِ هِيَ الْغِنَى

وَالْفَقْرُ عَيْنُ الْفَقْرِ فِي الأَمْوالِ

وَإِذا الْفَتَى حَجَبَ الْهَوَى عَنْ عَقْلِهِ

رَشَدَ الْفَتَى وَصَفا مِنَ الأَوْجالِ

وَإِذا الْفَتَى لَزِمَ التَّلَوُّنَ لم يَجِدْ

أَبَدًا لَهُ فِي الْوَصْلِ طَعْمَ وِصَالِ

قاتِلْ هَواكَ إِذا دَعاكَ لِفِتْنَةٍ

قاتِلْ هَواكَ هُناكَ كُلَّ قِتالِ

إِنْ لَمْ تَكُنْ بَطَلاً إِذا حَمِيَ الْوَغَى

وَاحْذَرْ عَلَيْكَ مَواقِفَ الأَبْطالِ

اُخْزُنْ لِسانَكَ بِالسُّكُوتِ عَنِ الْخَنا

وَاحْذَرْ عَلَيْكَ عَواقِبَ الأَقْوَالِ

وَإِذا طَمِعْتَ لَبِسْتَ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ

إِنَّ الْمَطامِعَ مَعْدِنُ الإِذْلاَلِ

وَإِذا حَلَلْتَ عَنِ اللِّسانِ عقالَهُ

أَلْقاكَ مِنْ قِيْلٍ عَلَيْكَ وَقَالِ

وَإِذا ابْتُلِيتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ سَائِلاً

فَابْذُلْهُ لِلْمُتَكَرِّمِ الْمِفْضالِ

صافِ الْكِرامَ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ النُّهَى

فَاحْذَرْ عَلَيْكَ مَوَدَّةَ الأَنْذالِ

صِلْ قاطِعِيكَ وَحارِمِيكَ وَأَعْطِهِمْ

وَإِذا فَعَلْتَ فَدُمْ بِذَاكَ وَوالِ

وَالْمَرْءُ لَيْسَ بِكَامِلٍ فِي قَوْلِهِ

حَتَّى يُزَيِّنَ قَوْلَه بِفَعالِ

وَلَرُبَّما ارتَفَعَ الوَضِيعُ بِفِعْلِهِ

وَلَرُبَّمَا سَفَلَ الرَّفِيعُ الْعالِي

كَمْ مِنْ ضَعِيْفِ الْعَقْلِ زَيَّنَ عَقْلَهُ

ما قَدْ رَعَى وَوَعَى مِنَ الأَمْثالِ

كَمْ مِنْ رِجالٍ فِي الْعُيُونِ وَما هُمُ

فِي الْعَقْلِ إِنْ كَشَّفْتَهُمْ بِرِجالِ

(أبو العتاهية)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

إِكْثارٌ

бойлик, кўп нарса

اِقْلالٌ

камбағаллик, оз нарса

كَفَافٌ

кифояланмоқ, қаноатланмоқ

حَجَبَ، يَحْجُبُ، اُحْجُبْ، حَجْبٌ

тўсмоқ

الْهَوى

ҳавои нафс, нафс орзуси

رَشَدَ، يَرْشُدُ، اُرْشُدْ، رُشْدٌ

тўғри йўлни топмоқ

وَجَلٌ، (أَوْجَالٌ)

ваҳима, хавфсираш

تَلَوَّنَ، يَتَلَوَّنُ، تَلَوَّنْ، تَلَوُّنٌ

турланмоқ, тобланмоқ

وَصْلٌ

боғланиш, бирлашиш

وِصَالٌ

алоқа, қовушиш

إِذا حَمِيَ الوَغَى

уруш қизиган паллада

خَزَنَ، يَخْزُنُ، اُخْزُنْ، خَزْنٌ

қўривламоқ, сақламоқ

خنًا

уятсиз, фахш сўзлар

مَطْمَعٌ، (مَطَامِعٌ)

таъмагир

عِقَالٌ، (عُقُلٌ)

занжир, кишан

قِيلٌ وَقَالٌ

беҳуда ва миш‑миш гаплар

مُتَكَرِّمٌ

олийжаноб киши

مِفْضَالٌ

фазилатли киши

صَافَى، يُصَافِي، صَافِ، مُصَافَاةٌ

дўст бўлмоқ

أَهْلُ النُّهَى

ақл эгалари

نَذْلٌ، (أَنْذَالٌ)

разил, пасткаш

حارِمِيكَ

четлаштирганинг

مُوَالاَةٌ

дўстлашмоқ

فَعَالٌ

амали

وَضِيعٌ

паст табақа

رَعَى، يَرْعَى، اِرْعَ، رِعَايَةٌ

жон куйдирмоқ

وَعَى، يَعِي، اِعْيِ، وَعْيٌ

фаҳмламоқ, диққат эътиборли бўлмоқ

الأَمْثَالُ

ўзига ўхшаганлар

57 اِسْتِغاثَةٌ

0:00
0:00

 

عَلَيْكَ كُلُّ اعتِمادِي أَيُّها الصَّمَدُ

قَدْ فازَ عَبْدٌ عَلَى مَوْلاه يَعْتَمِدُ

أَنْتَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الْمُسْتَغاثُ بِهِ

عِنْدَ الْخُطوبِ وَمِنْكَ الْعَوْنُ والْمَدَدُ

إِنْ لَمْ تَكُنْ عُدَّةً لِلْمَرْءِ يَذْخَرُها

فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ ذُخْرٌ وَلاَ عُدَدُ

إِنْ لَمْ يَمُدَّ إِلَيْكَ الْمُسْتَجِيرُ يَدًا

فَمَنْ تُمَدُّ إِلَيْهِ فِي الْوُجُودِ يَدُ

سَبْحانَكَ اللهُ رَبًّا لا شَرِيكَ لَهُ

فِي الْمُلْكِ وَهُوَ الإِلَهُ الْواحِدُ الصَّمَدُ

لَكَ السَّمواتُ والدُّنْيا مُسَبِّحَةٌ

وَكُلُّ ما وَلَدَتْ أُنْثَى وَما تَلِدُ

أَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي مِنْ لُطْفِهِ سَنَدٌ

لِكُلِّ عَبْدٍ ضَعِيفٍ مالَهُ سَنَدُ

إِنْ أَصْبَحَ الْعَبْدُ يَوْمًا عَنْكَ مُبْتَعِدًا

فَإِنَّ حِلْمَكَ عَنْهُ لَيْسَ يَبْتَعِدُ

أَنْتَ الْمُعِينُ لَنا فِي كُلِّ نائِبَةٍ

لا يُسْتَطاعُ عَلَيْها الصَّبْرُ والْجَلَدُ

إِذا أَرَدْنا سِوَى مَلْجاكَ لَيْسَ نَرَى

وَإنْ طَلَبْنا سِوَى جَدْواكَ لا نَجِدُ

يا مَنْ يُمِيتُ ويُحْيي كُلَّ ذِي جَسَدٍ

أَنْتَ الْحَياةُ وَمِنْكَ الرُّوحُ والْجَسَدُ

إِذا نَصَرْتَ فَما الأَعداءُ صانِعَةٌ

وَإِنْ وَهَبْتَ فَماذا يَنْفَعُ الْحَسَدُ

أَنْتَ الْمُيَسِّرُ فِي قَوْلٍ وَفِي عَمَلٍ

وَمِنْ عنايَتِكَ التَّوْفِيقُ والرَّشَدُ

يا مالِكَ الْكُلِّ هَبْ لِي مِنْكَ مَغْفِرَةً

تَمْحُو الذُّنُوبَ الَّتِي لَمْ يُحْصِها عَدَدُ

وَعَدْتَ عَفْوَكَ عَمَّنْ تابَ مُرْتَجِعًا

وَأَنْتَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ إِذْ تَعِدُ

(الشيخ ناصيف اليازجي)

مَعَانِي الْمُفْرَدَات : Луғатларнинг маънолари

اِسْتِغاثَةٌ

ёрдам, мадад сўраш

الصَّمَدُ

ҳожат тушадиган зот (Аллоҳ)

اللَّطِيفُ

ўта лутф кўрсатувчи зот

الْمُسْتَغاثُ بِهِ

ёрдам сўраладиган

خَطْبٌ، (خُطُوبٌ)

кулфат, бахтсизлик

ذَخَرَ، يَذْخَرُ، اِذْخَرْ، ذَخْرٌ

жамғармоқ, йиғмоқ

ذُخْرٌ، (أَذْخَارٌ)

жамғарма, эҳтиёт

عُدَّةٌ، (عُدَدٌ)

қурол-яроғ, ускуна

الْمُسْتَجِيرُ

паноҳ тиловчи

مُسَبِّحَةٌ

тасбеҳ айтувчи

سَنَدٌ، (أَسْنَادٌ)

таянч

حِلْمٌ

ҳалимлик

نَائِبَةٌ، (نَوَائِبُ)

фалокат, офат

الْجَلَدُ

тоқат, бардош

مَلْجَاءٌ

таянч, сиғиниладиган ўрин

جَدْوًى

устунлик

وَهَبَ، يَهَبُ، هَبْ، وَهْبٌ

совға қилмоқ, ато қилмоқ

التَّوْفِيقُ

муваффақият

اِرْتَجَعَ، يَرْتَجِعُ، اِرْتَجِعْ، اِرْتِجاعٌ

ортга қайтмоқ

الْمِيْعَادُ

ваъда

تَمَّتْ بِعَونِ اللهِ